"الأموال" و"جمعيات نقل المقاتلين" و"الجزيرة".. أدوات قطر لتخريب تونس

كتب: محمد حسن عامر

"الأموال" و"جمعيات نقل المقاتلين" و"الجزيرة".. أدوات قطر لتخريب تونس

"الأموال" و"جمعيات نقل المقاتلين" و"الجزيرة".. أدوات قطر لتخريب تونس

البحث عن دور لقطر فيما وصلت إليه الأوضاع فى تونس ودورها فى الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي لا يحتاج جهداً كبيراً، لأن الإجابة حول هذا الدور وردت من الأساس على لسان راشد الغنوشي، زعيم حركة "النهضة" التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الذي قال في تصريحات لجريدة "العرب" القطرية في مايو 2012، إن "دولة قطر شريك فى الثورة التونسية من خلال إسهامها الإعلامى عبر قناة الجزيرة وتشجيعها للثورة حتى قبل نجاحها، ولهذا نحن ممنونون لقطر ولأميرها ولتشجيعها الاستثمار فى تونس".

وأكد مراقبون أنه يقصد "المال تحت مسمى الاستثمارات، والجزيرة تحت مسمى الإسهام الإعلامى، بالإضافة إلى التشجيع على الاستمرار فى التظاهرات حتى الإطاحة بنظام بن على".

ومع تولي حركة "النهضة" الحكومة التونسية عام 2012، انخرطت "الدوحة" بشكل كبير فى ضخ الأموال والاستثمارات في هذا البلد، الذي يعاني الاضطرابات بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، حيث راهنت قطر على نجاح الإخوان فى تونس، وفق ما ذكرت دراسة صادرة فى 2015 عن المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، لتثبت للغرب أن "الدوحة" ستكون بمثابة جسر أو ممر إلى شبكة المجموعات الإسلامية الصاعدة حديثاً باعتبارها القوى السياسية المقبلة في المستقبل.

الحقيقة أن تونس شهدت فراغاً مالياً بعد الإطاحة بنظام "بن علي" عام 2011، وفي هذا الإطار أيضاً قال وزير المالية والاستثمار الأسبق فى تونس ياسين براهيمى، في تصريحات نقلتها مجلة "المونيتور" الأمريكية: "تونس شهدت غزواً قطرياً بالأموال، خاصة مع وصول الترويكا الحاكمة عام 2012 وتعاظم نفوذ الإسلاميين من خلال حركة النهضة"، مضيفاً: "والنهضة كانت هى التى تترأس الحكومة، وكانت السلطات وقتها فى يدها فعلياً".

كما قامت "الدوحة" باستثمارات في مجالات مختلفة فى تونس، إلى جانب تقديم تبرعات لمشروعات أمنية، ولوزارة الداخلية التونسية. وعبّرت الزيارة التى قام بها أمير قطر وقتها حمد بن خليفة فى 14 يناير 2012 عن هذا الدور القطرى المتصاعد فى تونس، وهى الزيارة التى جاءت احتفالاً بمرور عام على الثورة التونسية، وخلالها جرى توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، التى تخدم أغراض "الدوحة".

وقال المحلل السياسي التونسي يوسف الشريف إن الأموال القطرية، التي ضُخت في تونس لم يكن لها عوائد استثمارية كبيرة مثل تلك، التي أنفقتها "الدوحة" مثلاً في فرنسا والمملكة المتحدة، إلا أنها في المقابل وسّعت شعبيتها بين التونسيين وكسبت لها حلفاء أقوياء.

وأضاف "الشريف": "الآن قطر لاعب رئيسى فى السياسة التونسية، وتلتزم كل حكومة بذلك سواء تلك التى كانت فى 2011 (النهضة) أو حتى أولئك الذين يعارضون سياساتها".

وقالت مجلة "المونيتور"، إنه "مع تمتع قطر بعلاقات جيدة مع الأطياف السياسية فى تونس من حركة النهضة إلى نداء تونس، فإنه يُخشى أن يكون هذا التأثير الكبير للدوحة سيتحول إلى هيمنة قطرية على البلاد".

من جهته، قال الناشط السياسي التونسي مهدى بن سعيد، فى اتصال لـ"الوطن"، إن "قطر لعبت دوراً كبيراً في تونس من خلال الدعم المباشر، الذي قدمته لحركة النهضة، ولحزب مثل حزب التحرير المتشدد، ودعم عدد من المنظمات والجمعيات التي استغلت نشاطها تحت غطاء العمل الخيرى لاستقطاب الشباب التونسي وإرسالهم للقتال فى ليبيا وسوريا".

وأضاف: "الدوحة كذلك لها علاقات بعدد من رجال الأعمال ولها شركات مثل شركة أوريدو للاتصالات، ومن خلال هؤلاء تتدخل فى الشان التونسى، مثلاً السفارة القطرية اشترت عقاراً من رجل أعمال تونسي، وهذا غير قانوني، كيف لسفارة دولة أجنبية أن تشتري عقاراً من مواطن تونسى؟".

وقال "سعيد"، الذى أسس حركة "تمرد"، التي كان لها دور كبير فى الإطاحة بحكومة الإخوان سابقاً: "قناة الجزيرة هي الأخرى كان لها دور مشبوه من خلال الدعم الإعلامى لكل ما يدمر تونس ويهدد استقرارها، مثلاً روّجت لرفض المصالحة الوطنية في تونس وصورت المحتجين الذين لم يكملوا 100 شخص ضد المصالحة على أنهم آلاف".

وتابع: "منذ عام عام 2012 ومع قدوم حكومة الإخوان تأسست الجمعيات والمنظمات الخيرية بالتمويل القطرى، وتلك المنظمات ركزت أنشطتها فقط فى المناطق الفقيرة والمحرومة، مقابل أن يدعموا حركة النهضة، واستقطبت نحو 5 آلاف شاب تونسى للقتال فى سوريا وليبيا".

وقال "سعيد": "إضافة إلى ذلك والأخطر أن قطر عن طريق الإخوان ضغطت لمنع إقرار تجريم التطبيع مع إسرائيل ضمن الدستور التونسي كما كان فى السابق، لماذا؟ لأن الدوحة تمتلك علاقات مميزة مع إسرائيل، ولهذا عبر الإخوان منعت هذا النص فى الدستور التونسي".

وقال الناشط التونسي: "الجمعيات التى تدعمها قطر تعطى للفقراء والمحرومين الأموال، فى المقابل تلقنهم أن معارضى الإخوان هم من الكفار وأعداء الإسلام، وتشجعهم على الذهاب إلى ليبيا وسوريا لقتال بشار الأسد وتقول لهم إن الأسد كافر".

وتابع "سعيد": "قطر تعمل للهيمنة على تونس من خلال علاقتها برجال الأعمال والمؤسسات التابعة لها هناك، وهذا أيضاً بالتعاون مع تركيا، والأخيرة جعلت الاقتصاد التونسي استيراده من الخارج بنسبة 70% يأتي لنا من تركيا".


مواضيع متعلقة