«الجزيرة»: «رأس الأفعى» لنشر السموم وبث العنصرية والتطرف الدينى فى الدول العربية.. والظهير المخابراتى والستار الإعلامى لـ«قطر»

«الجزيرة»: «رأس الأفعى» لنشر السموم وبث العنصرية والتطرف الدينى فى الدول العربية.. والظهير المخابراتى والستار الإعلامى لـ«قطر»
- أخبار كاذبة
- أرض الواقع
- أسامة بن لادن
- أيمن الظواهرى
- إطلاق قناة
- اتحاد الإذاعة والتليفزيون
- الأحداث السياسية
- الأسرة الحاكمة
- الأقمار الصناعية
- آل سعود
- أخبار كاذبة
- أرض الواقع
- أسامة بن لادن
- أيمن الظواهرى
- إطلاق قناة
- اتحاد الإذاعة والتليفزيون
- الأحداث السياسية
- الأسرة الحاكمة
- الأقمار الصناعية
- آل سعود
مساحة محدودة وتعداد سكانى أقل رسما حدود «الإمارة الصغيرة»، التى قررت مدّ أذرعتها على الوطن العربى، حيث لم تعتمد على جهازها المخابراتى أو جيشها فى ذلك، بل لجأت إلى كيان إعلامى نجح فى فرض واقع مغاير على الإعلام العربى، وذلك عندما أطلقت «قطر» أول قناة فضائية إخبارية متخصصة عام 1996، تنتمى إلى شبكة «الجزيرة» الإعلامية لتعمل على بسط نفوذها داخل المنطقة، عندما شكّلت قوة إعلامية هائلة فى عصر الانفتاح التكنولوجى والسماوات المفتوحة مع انتشار الأقمار الصناعية تحت شعار «الرأى والرأى الآخر»، مستغلة فترات التوتر التى تمر بها بعض الدول، إضافة إلى تقديم محتوى إعلامى يختلف مع الذى يبثه الإعلام الحكومى لتلك الدول، مما ساعد على اتساع رقعة مشاهديها، خاصة مع اعتبارها مصدراً موثوقاً للمعلومات.
وشكّلت «الجزيرة»، بالنسبة للبعض، مستوى مختلفاً من التعبير وتداول الأخبار والمعلومات السياسية بعيداً عن الرقابة المفروضة على المحتويات فى بعض الدول العربية، وعلى مدار سنوات نجحت فى أن تضم تحت مظلتها عدداً من القنوات والمنافذ الإعلامية المختلفة بلغات متعددة تستهدف قطاعاً كبيراً من المشاهدين حول العالم، وغطت مجموعة كبيرة من الأحداث منها الحرب الأهلية فى لبنان وغيرها من الأحداث، بخلاف الانتقادات لمجموعة كبيرة من السياسات المتبعة من قبَل بعض الحكومات العربية، لذلك حققت نسب مشاهدة مرتفعة.
وفى عام 2001، بثت فيديو «القاعدة» الخاص بـ«أسامة بن لادن» زعيم التنظيم، والذى كان الميلاد الحقيقى للقناة التى كانت أكملت عامها الخامس، وذلك بعد 3 أشهر من أحداث هجمات 11 سبتمبر، لينفى خلال البيان المصور مسئوليته عن الحادث، ولكنه أشاد بالهجمات واصفاً إياها بـ«المباركة ضد الكفر العالمى»، لتكسب بعدها قناة «الجزيرة» شهرة عالمية فى ذلك الوقت، خاصة مع استمرار بث فيديوهات حصرية لـ«بن لادن»، حيث بثت فيديو له ولنائبه أيمن الظواهرى فى الذكرى السنوية الثانية لهجمات برج التجارة العالمى، كما أذاعت عام 2004 فيديو ثالثاً يتحدث فيه بن لادن عن اختيار الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ الهجوم الإرهابى، ليتحدث عن دوافع الحادث للمرة الأولى، بينما حصلت فى 2006 تزامناً مع الذكرى الخامسة للهجمات فيديو عن أجواء الإعداد للضربة الإرهابية من قبَل عناصر التنظيم.
وتزامناً مع ذلك بدأت الشبكة العمل على مدّ خدماتها الإعلامية على مستوى العالم بعيداً عن المستوى المحلى والإقليمى، حيث أطلقت موقعها الإلكترونى، إضافة إلى قناة تليفزيونية ناطقة بالإنجليزية باسم «الجزيرة الدولية»، و«الجزيرة مباشر» التى قدمت بثاً للمؤتمرات والأحداث فى وقتها الحقيقى، ومع امتدادها وتحقيق نسب مشاهدات عالية وتفاعل عدد كبير المشاهدين العرب والأجانب وفى طريقها إلى الصدارة الإخبارية دخلت فى مجموعة من الصراعات مع الدول العربية على خلفية تقديم معلومات مزيفة أو التدخل فى الشئون الداخلية لبعض البلاد، ليصل الأمر أحياناً إلى طرد مراسلى القناة وغلق مكاتبها أو إلى المشاكل السياسية فى أحيان أخرى.
وفى عام 2002 دخلت «الجزيرة»، فى خلاف مع السعودية أدى إلى سحب سفيرها من الدوحة، وذلك بعد ما تطرق برنامج إلى الحكومة وفترة حكم الملك عبدالعزيز آل سعود والأسرة الحاكمة، فضلاً عن غلق مكتبيها فى الكويت واليمن، بينما مُنع وزير الإعلام البحرينى من دخول البلاد مرة فى 2002 والأخرى فى 2011، كما تعرض مكتبها فى العراق للقصف من قبَل القوات الأمريكية، وهو ما حدث من قبل فى أفغانستان عندما ضربته «واشنطن» فى كابول ولكن دون خسائر فى الأروح.
وعملت «الجزيرة» على أن تصبح كياناً إعلامياً متكاملاً، فلم يقتصر نشاطها على كونها قناة متخصصة فى تغطية الأخبار والأحداث السياسية فى العالم، بل كان منها شبكة للقنوات الرياضية، وقناة ناطقة بالإنجليزية، إضافة إلى الجزيرة الوثائقية، والجزيرة البلقان، ومعهد الجزيرة للإعلام، ومركز الجزيرة للدراسات، ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.
وعلى مدار تلك السنوات كانت العلاقة بين الحكومات العربية وقنوات الجزيرة بها شىء من الترقب والحساسية، خاصة أن القناة تناولت الشأن العربى كله بمستوى مختلف ومنفتح من الحريات، ولكنها فى الوقت نفسه لم تتطرق للحديث عن الشأن السياسى أو الاجتماعى القطرى، خاصة باعتبارها قناة قطرية من الدرجة الأولى، وهو الأمر الذى حُمل ضدها، وهو ما جعل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك يرغب فى زيارة مقرها أثناء زيارته إلى قطر، وهو ما رواه الكاتب مكرم محمد أحمد فى أحد حواراته الإعلامية، قائلاً: «ذهبنا مع الرئيس مبارك لنرى قناة الجزيرة ووجدناها فيلا من 6 غرف، فقال الرئيس هى علبة الكبريت دى هى اللى عاملة لينا الإزعاج؟»، وفى عام 2006 وجّه نجل الرئيس الأسبق علاء مبارك انتقادات لاذعة لإدارة القناة على خلفية تغطية مباراة كرة بين مصر والجزائر عام 2009، قائلاً: «أنا مش فاهم القناة دى مع مين وبتشتغل لصالح مين».
وحملت رياح «الربيع العربى» واقعاً مختلفاً للمنطقة العربية بأكملها، وكان مناخاً مناسباً بالنسبة لقناة «الجزيرة» وأهدافها الخفية، فبدأت بثها مباشر من داخل مصر مع اشتعال فتيل الثورة الأولى فى 25 يناير عام 2011، والتف عدد كبير من الجمهور المصرى والعربى حولها، حيث انفردت بتقديم بث لما يحدث فى ميدان التحرير فى الوقت الذى عمل فيه الإعلام الرسمى للدولة والقنوات الفضائية على إظهار الأمر باعتباره زوبعة فى فنجان أو مؤامرة ستنتهى سريعاً، وهو ما كان يُعتبر الوقت المناسب لإطلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر» لتقدم الواقع المصرى لحظة بلحظة على شاشتها، بعد نجاح القناة العامة فى تغطية فترة الـ18 يوماً لحظة بلحظة.
وتعرّض مكتب القناة فى القاهرة للمداهمة مرتين متتاليتين من الإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية وحقوق الملكية الفكرية، برفقة لجنة فنية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بتهمة عمل القناة دون استصدار التراخيص اللازمة، حتى وصول جماعة الإخوان للحكم، وعلى مدار تلك الفترة شهدت القناة تلوناً فى معالجاتها ومحتواها الإعلامى لتكشف عن وجهها الحقيقى وتوجهاتها الخفية ضاربة بشعارها الأهم «الرأى والرأى الآخر» عرض الحائط، وأصبحت منذ ذلك الوقت مركزاً إعلامياً ومنبراً خاصاً تابعاً للجماعة، مما أثار سخط الشارع المصرى الذى تساءل عن أهدافها الخفية، ليبدأ فى ذلك الوقت فصل النهاية لتلك القناة فى مصر.
ولم يقتصر محتوى القناة على بث خطابات كراهية تبث العنصرية والتطرف الدينى ضد المصريين المعارضين لحكم الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته فقط، بل شملت تهديدات مباشرة بالقتل والتفجيرات لكل المعارضين، فضلاً عن مواجهة الجيش والشرطة بعد خطاب 3 يوليو الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع فى ذلك الوقت، وتضمّن الخطاب عزل مرسى وإعلان خارطة الطريق، وبعد هذا الحدث أصبحت القناة شريكاً أساسياً فيما يحدث من عنف على أرض الواقع بداية من الانفراد بنشر اشتباكات الحرس الجمهورى عام 2013، فضلاً عن بث من أحداث اعتصامى «رابعة والنهضة»، بخلاف حادث جامع الفتح الذى ادعت فيه القناة سلمية العناصر التابعة للجماعة، ووصفت المسلحين الموجودين داخل المسجد بـ«المحاصرين» من قبَل قوات الأمن، بجانب بث أخبار كاذبة وتلفيق للوقائع وإذاعة مسيرات مناهضة للإخوان على أنها مؤيدة، بالشكل الذى يخالف الحقائق، كما تجاهلت تقديم وجهتَى النظر مكتفية بوجهات النظر المؤيدة للجماعة وسط حالة من الكذب والتضليل، وهو ما دفع عدداً من العاملين فيها ومن المراسلين إلى تقديم استقالتهم.
وفى نهاية عام 2014 جاءت كلمة النهاية فى حياة القناة التى لم تستمر سوى أعوام تغذت فيها على التحريض والدماء والكراهية، حيث أعلنت القناة فى بيان لها وقف بثها بشكل مؤقت، وتم دمجها مع قناة الجزيرة المباشر بعد ذلك.