«الهمامى»: «الدوحة» سفّرت الشباب التونسى للقتال فى العراق وسوريا عبر تركيا.. و«الدويلة» تعمل وفق أوامر جهات أمريكية وأوروبية

«الهمامى»: «الدوحة» سفّرت الشباب التونسى للقتال فى العراق وسوريا عبر تركيا.. و«الدويلة» تعمل وفق أوامر جهات أمريكية وأوروبية
- أكثر الدول
- البرلمان التونسى
- البنك المركزى
- التنظيم الدولى للإخوان
- الثورة التونسية
- الجبهة الشعبية
- الحد الأدنى
- أجهزة الدولة
- أداة
- أكثر الدول
- البرلمان التونسى
- البنك المركزى
- التنظيم الدولى للإخوان
- الثورة التونسية
- الجبهة الشعبية
- الحد الأدنى
- أجهزة الدولة
- أداة
«مهما كان الأمر، ستبقى قطر البلد الصغير الذى لديه نفوذ مالى لكن لا يستطيع ترجمة النفوذ المالى إلى نفوذ سياسى حقيقى فى المنطقة العربية».. بهذه الكلمات عبّر القيادى بكتلة «الجبهة الشعبية» فى تونس، جيلانى الهمامى، عن محاولات قطر بسط نفوذها فى المنطقة، وما ستؤول إليه من خلال دعم التنظيمات الإخوانية، ومنها حركة «النهضة» فى تونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن على، مؤكداً، فى حوار لـ«الوطن»، أن «الدوحة» فشلت فى مساعيها. وقال «الهمامى» عضو البرلمان التونسى، إن «قطر أغدقت أموالاً كثيرة على الإخوان فى تونس ليكون لهم وزن نسبى»، لافتاً إلى الدعم المالى الذى قُدّم للجمعيات الخيرية التى سفّرت الشباب للقتال فى العراق وسوريا عبر تركيا. وانتقد «الهمامى» الدور المشبوه لقناة «الجزيرة» القطرية، التى -وفقاً له- تحولت إلى «بوق دعاية رسمى» للإخوان، مشيراً إلى أن «القوى الديمقراطية» قاطعت القناة بعد تكشّف نواياها الحقيقية.. وإلى نص الحوار:
■ ما الدور الذى لعبته قطر فى تونس منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن على؟
- قطر فى تونس تعتبر الدولة الخليجية التى يعول عليها، سواء فى فترة الديكتاتورية، أو ما بعد الديكتاتورية، فيعول عليها فى أن تكون ضمن المستثمرين، وتضخ أموالاً فى استثمارات كبرى بتونس، لكن حتى الآن هذه النوايا الاستثمارية لـ«الدوحة» لم تلقَ طريقاً إلى التنفيذ.
■ وماذا بعد سقوط نظام «بن على»؟
- بعد الثورة التونسية، أصبح لقطر دور آخر غير الدور الاستثمارى، فلم تنفذ ما يُذكر من الاستثمارات فى تونس عدا بعض المشروعات الصغرى، وهناك بنك تجارى استثمارى ضعيف، لكن الدور الذى لعبته دور سياسى بالأساس.
■ ما ملامح هذا الدور السياسى؟
- قطر من أكثر الدول التى لها ارتباطات بحركة الإخوان، مثلما شجّعت فصائل هذا التنظيم الدولى للإخوان فى مختلف البلدان، فإنها شجعتهم فى تونس وأغدقت عليهم أموالاً كثيرة، شجعت بصورة مباشرة حركة «النهضة»، عن طريق جمعيات مرتبطة بحركة «النهضة»، وكانت تلك الجمعيات تتلقى أموالاً كثيرة، وهذه الجمعيات هى التى تُستعمل كأذرع لحركة «النهضة» فى العمل الميدانى، وفى مجالات أخرى مدنية، خصوصاً مجالات إعانة العائلات الفقيرة وبعض الأنشطة الأخرى التى لها علاقة بالانتخابات. تلك الجمعيات التى لعبت الدور الخيرى كانت تمويلاتها من قطر، وهى فى الحقيقة فى النهاية جمعيات ليست إلا جسراً بين «الدوحة» و«النهضة»، فقطر قامت بدور كبير، ليكون لحركة «النهضة» هذا الوزن فى تونس.
■ هل لديكم تقديرات لحجم الأموال التى ضخّتها «الدوحة» للإخوان فى تونس؟
- الأموال صنفان، هناك أموال مرّت عن طريق القنوات الرسمية، أى تم تحويلها إلى البنك المركزى فى تونس ثم إلى الجمعيات، أو تم تحويلها إلى وزارة حقوق الإنسان فى هذا الوقت، لما يُسمى بـ«صندوق الكرامة»، لتمويل من تضرّروا من النظام السابق ممن يتمتعون بالحق التشريعى للعفو العام. والصنف الثانى: الأموال الأخرى تمر خارج القنوات الشرعية وبصورة موازية، وفى الحقيقة ليس هناك تقدير دقيق لهذه الأموال، لكن لا شك أن تلك الأموال كانت كثيرة وبكميات كثيرة جداً.
■ قيل إن جانباً من تلك الأموال وُجّه إلى تجنيد شباب تونسى للقتال فى سوريا وليبيا، فما رأيك؟
- بالطبع، هذه الجمعيات كانت تنشط فى وسط الشباب الذين كانوا يعيشون أوضاعاً اجتماعية صعبة، وبطبيعة الحال هذه الجمعيات بعضها كان لا يُخفى خلفيته المتشددة والفكرية، فغيرت وجهات شباب، وهذه الجمعيات بعضها لعب دوراً كبيراً فى استقطاب شباب تونسى، وقامت بتسفيرهم إلى العراق وسوريا عبر تركيا وإلى ليبيا بدرجة أقل. وحركة «النهضة» عندما كانت فى الحكم حتى عام 2014 كانت تغض الطرف عن أنشطة تلك الجمعيات، بما فى ذلك أنشطة تسفير الشباب التونسى، فتعطى تسهيلات لتلك الجمعيات فى المعابر الرسمية فى المطارات والموانئ التونسية وعلى الحدود، ويروج كلام كثير جزء منه صحيح بأنه كان هناك نوع من الأمن الموازى، أى أن عناصر قريبة من حركة «النهضة» مندسة فى الأمن كانت تنقل المعلومات إلى هذه المجموعات وتعطيها تسهيلات للتحرك، لمراوغة الرقابة ومراوغة السلطات الأمنية فى تونس.
■ هل يمكن القول إن «الدوحة» غدرت بنظام «بن على»، بما أنك قلت إنه كانت لها علاقات بنظامه؟
- لا، قطر ينظر إليها باعتبارها دويلة صغيرة، لكنها تتمتع بإمكانيات مالية كبرى، وهى دولة لا تعمل لحسابها الخاص وإنما هى جزء من منظومة دولية، فهى تعمل وفق الأوامر التى تصدر لها من أوساط أمريكية وأوروبية، ليست بالضرورة مرتبطة بالحكومات، وإنما بأوساط لها نفوذ فى الولايات المتحدة وفى أوروبا. وكانت «الدوحة» تتمتع بصناديق سيادية كبرى وأموال كثيرة، وكانت تتحدث عن القيام بمشروعات كبرى، لكن لم يتحقق ذلك، مثل مصفاة البترول فى جنوب تونس التى لم تنجزها. وبطبيعة الحال «الدوحة» كانت تجد فى نظام «بن على» البوابة لضخ الأموال فى تونس، وبسط نفوذها فى المنطقة، وبسط نفوذها الإعلامى، لكن بطبيعة الحال لم تكن تربطها علاقات على الدرجة نفسها من المتانة التى تربطها مع جماعة الإخوان، فقامت بصفقة لفوز «النهضة» بانتخابات 2011، وتعتبر العلاقة مع «النهضة» أقوى مما كانت عليه فى نظام «بن على».
■ كيف كانت قطر تتعامل إعلامياً مع احتجاجاتكم ضد حركة «النهضة»، خصوصاً «الجزيرة»، فما رأيك بهذا الدور؟
- كانت «الجزيرة» قبل الثورة منبراً للآراء، والحركة الديمقراطية فى تونس، وتغطى بعض الأنشطة للمعارضة، دون اعتبار للخلفيات السياسية أو مواقف وألوان تلك الحركات التونسية، «الجزيرة» قدمت خدمات لهم، ففى قمة التحركات التى حدثت ضد نظام «بن على» لم يكن لحركة «النهضة» نفوذ، الحركة كانت منقسمة ومفككة قبل الثورة لعدة عوامل مختلفة، بعد الثورة أصبحت «الجزيرة» -بأوامر سياسية من قِبل قطر- لا تخفى ميولها إلى حركة «النهضة»، ولا تخفى استعداداتها لخدمة «النهضة» على حساب الحركة الديمقراطية، وانقلبت «الجزيرة» بعد الثورة إلى أداة (بوق رسمى) لحركة الإخوان فى تونس، والأفعال كانت واضحة فى عدد من التحركات الاحتجاجية، حيث كان هناك طرد لقناة «الجزيرة»، وهناك ما يُشبه المقاطعة من قِبَل الحركات الديمقراطية والتقدّمية، لأن القناة أصبحت موصومة بارتباطها بحركة «الإخوان».
■ وهل قاطعتموها بعد أن انكشفت حقيقتها؟
- نعم، انكشفت على حقيقتها، هذه القناة مجرد بوق دعاية للإخوان وقطر، بعد انكشاف ما تقوم به من الناحية الإعلامية، كتناولها الملف السورى على وجه الخصوص، حيث سرّع فى كشف وجهها الحقيقى، خصوصاً فى تونس، فهناك تعاطف شعبى واسع مع الشعب السورى، رغم أن عدداً كبيراً من التونسيين ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، لكن هناك نقمة واسعة على هذا التنظيم، الذى يلقى -لا محالة- بشكل أو بآخر من قناة «الجزيرة» ومن قطر، الدعم المالى والدعاية والدعم الإعلامى.
■ بعد خروج الإخوان من الحكم تقريباً، ما دورها حالياً؟
- حتى إن كانت حركة الإخوان تقهقرت نسبياً فى حكم تونس، فإنه لا يزال لديها وزن نسبى داخل أجهزة الدولة، لأن التجربة التى خاضتها فى الحكم ساعدتها فى أن تتمكن من جهاز الدولة، فزرعت أتباعها فى أجهزة الدولة، ولهذا لا تزال تحظى بنوع من النفوذ، ولا تزال تحظى بالدعم والمساندة والتمويل من قطر، للحفاظ على الحد الأدنى من قواعدها الانتخابية. لكنك تعلم أن قطر من البلدان التى قدّمت بعض القروض لتونس بعد الثورة، وحصلت عليها بفائدة مرتفعة نسبياً بنحو 5%، والرئيس «السبسى» قام بزيارتين اقتصاديتين إلى تونس، للحصول على تسهيلات فى دفع الدين القطرى والبحث عن قروض أخرى.
■ هل أرادت من كل هذا أن تصبح قوة كبرى على حساب تونس؟
- ليس على حساب تونس، قطر دخلت فى صراع المحاور على المنطقة، بالنظر إلى الإمكانيات المالية التى لديها والإمكانيات الإعلامية، فهى تريد أن تكون مركزاً من مراكز النفوذ فى العالم العربى، وأن تكون قوة مؤثرة، تريد أن تخلق لها تأثيراً عن طريق حركة الإخوان، لكن هذا المسعى فشل، لأن التحولات الجارية الآن على الساحة الدولية، خصوصاً الأمريكية والأوروبية تجاه الشرق الأوسط من شأنها أن تُحد من محاولات قطر وتُقلم أظافرها، مهما كان الأمر قطر ستبقى البلد الصغير الذى لديه نفوذ مالى، لكن لا يستطيع ترجمة النفوذ المالى إلى نفوذ سياسى حقيقى فى المنطقة العربية.