أساتذة واتحادات طلابية: التنظيم الدولى للإخوان يلعب بورقة «طلاب الجامعات» لإراقة الدماء والمتاجرة بها

أساتذة واتحادات طلابية: التنظيم الدولى للإخوان يلعب بورقة «طلاب الجامعات» لإراقة الدماء والمتاجرة بها
قال أساتذة وأعضاء اتحادات طلابية بالجامعات المصرية إن إصرار طلاب الإخوان على إثارة العنف والفوضى داخل الجامعات يكشف ورقة التنظيم الدولى الأخيرة للعب بها داخل مصر، باستغلال الجامعات كأرض خصبة لإشعال الموقف وإثارة الفوضى، والسعى لمزيد من الدماء للمتاجرة بها لتحقيق أهداف سياسية، خصوصا بعد إعلان طلاب تنظيم الإخوان بجامعة القاهرة استمرار «الجهاد ضد قوات الشرطة خارج وداخل الحرم الجامعى»، بعد سقوط قتيلين فى الاشتباكات التى شهدتها جامعة القاهرة أمس الأول، حيث أكد طلاب التنظيم عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عزمهم ممارسة أعمال عنف ضد قوات الشرطة حتى تغادر محيط الجامعة تماما.
وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن جماعة الإخوان «الإرهابية» ما زالت تستخدم طلاب الجامعات كخط دفاع لإفساد خارطة الطريق، مستغلين بعض المطالب المتعلقة بالحركة الطلابية مثل قضية زملائهم المحبوسين، ومقتل بعض الطلاب داخل الحرم الجامعى، مشيراً إلى أن دعم الأمن الإدارى بالعديد من المزايا والإمكانيات يعطيه صلاحية قوية للمحافظة على الأمن بشرط تبعيته لرئيس الجامعة وليس لجهاز الأمن الوطنى.
وأضاف «نافعة» أنه من المفترض عدم السماح لقوات الشرطة بدخول الجامعة بهذا الشكل، قائلا: يبدو أن هناك من يريد انتهاز فرصة سوء الأوضاع بالجامعات لتعود الأوضاع لما قبل ثورة 25 يناير، وعودة أمن الدولة كما كان من قبل.
فيما قال الدكتور محمد صالح توفيق، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إن طلاب الإخوان يستغلهم أشخاص خارج الجامعة لإثارة الشغب والعنف داخل الحرم الجامعى، من أجل تحقيق مصالح الجماعة «الإرهابية»، مشيراً إلى أن قوات الشرطة من حقها التدخل لقمع وردع هؤلاء المخربين، مهما كانت النتائج، للحفاظ على انتظام العملية التعليمية ومستقبل الطلاب، مضيفا: «الجامعة مكان للعلم وليست ساحة للقتال والحرب والتخريب والدفاع عن حزب أو فصيل سياسى بعينه».
من جانبه، أكد الدكتور ياقوت السنوسى، منسق القوى الوطنية بالجامعات المصرية، أن «فوضى الجامعات» هى استمرار لمخطط الإخوان الممنهج، وفقا لتعليمات التنظيم الإرهابى الدولى الذى يمولهم بميزانيات ضخمة من أجل تحقيق أهداف خاصة. وأكد «السنوسى» أن الجامعة بالنسبة لتنظيم الإخوان الإرهابى أرض خصبة لإثارة العنف والفوضى والتخريب، ويساعدهم على ذلك وجود عدد من القيادات الإخوانية بالجامعات كرؤساء وعمداء كليات وأعضاء هيئة تدريس، لافتاً إلى أن قانون تنظيم الجامعات غير مُفعل وغير رادع، وأن استمرار العنف بهذا الشكل أصبح وضعا غير مقبول، وعلى الحكومة تحمل المسئولية تجاه ما يحدث وفتح مجال الحوار مع الطلاب، ووضع آلية لاختيار القيادات الجامعية بعيداً عن قيادات الإخوان ومناصريهم.[SecondImage]
وقال منسق القوى الثورية بالجامعات إنه يجب تدخل الشرطة للتصدى لـ«عنف طلاب الإخوان» باستخدام آليات مشروعة عالمياً مثل التفريق بخراطيم المياه والطلقات التحذيرية بعيداً عن استخدام الرصاص والخرطوش، نظراً لأن هذا التنظيم يريد مزيدا من الدماء للمتاجرة بها، لأن الإخوان يعتمدون على فكرة «المظلومية» لكسب تعاطف الشعب معهم.
على صعيد الاتحادات الطلابية، قال هشام أشرف، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إنه لا يعلم حتى الآن كيف سيتعامل اتحاد الطلاب والحركات الطلابية مع الموقف الراهن، موضحاً أنه سيعقد اجتماع مجلس طلاب لاتخاذ قرارات فورية فيما يتعلق بما حدث داخل جامعة القاهرة أمس الأول، وما وصلت إليه الجامعة من فوضى وعنف وإرهاب. وأضاف «أشرف» لـ«الوطن» أنه يشعر بانكسار داخلى عندما يرى الخوف فى أعين طلاب الجامعة، مؤكداً أن خيبة الأمل والخوف يسيطران على الموقف.
وأكد محمود رضوان، رئيس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية، أن إقحام الجامعات فى الأزمات السياسية هو أهم أهداف جماعة الإخوان «الإرهابية»، مستشهدا ببدء أعمال العنف منذ بدء العام الجامعى بدعوى رفض «الضبطية القضائية» وقت أن كانت مجرد فكرة مطروحة، ثم استغلال قضية الطلاب المحبوسين للمتاجرة بها، رغم أنهم محبوسون على ذمة قضايا جنائية فى أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة وأحداث مسجد الفتح برمسيس.
وأشار «رضوان» إلى أن طلاب الإخوان يفتعلون الأزمات ويتمنون لحظة موت أى من زملائهم فى التنظيم، للمتاجرة بدمائه وكسب تعاطف باقى الحركات الطلابية والمجتمع لإثارة الفوضى بالجامعات، موضحاً أن الوضع يتأزم فى الجامعات حاليا بسبب المعركة القائمة بين طلاب الإخوان وقوات الشرطة، مضيفا أن الإخوان يجيدون افتعال المشكلات، والشرطة تجيد الانجرار للاشتباك، قائلاً: «طلاب الإخوان يلفظون أنفاسهم الأخيرة». وأكد أن أسلوب القمع الذى تمارسه الداخلية يمنح الإخوان مزيدا من تعاطف المواطنين رغم ممارستهم أعمالاً إرهابية.
وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية إن عودة الحرس الجامعى ستشعل غضب الحركات الثورية والطلابية بالجامعات، وتخلق مزيداً من الاحتقان بين الطلاب وقوات الشرطة، لافتا إلى أن الحل الأمثل يكمن فى زيادة عدد أفراد الأمن الإدارى وتدريبهم لتصبح لديهم القدرة على التصدى لأعمال العنف والشغب.
من جانبه، أكد إسلام فوزى، رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان، أن الفوضى التى يثيرها طلاب جماعة الإخوان «الإرهابية» هى محاولة لتغطية فشل الجماعة منذ ٣٠ يونيو، قائلا: «الإخوان تعروا سياسيا أمام الشعب كله»، ويريدون العودة بالأمور للوراء، لإظهار فشل الحكومة الحالية أو «النظام الانقلابى»، كما يزعمون.
وأضاف «فوزى» لـ«الوطن» أن الإخوان يحاولون الانقضاض على أى نجاح لخارطة الطريق، ووضح ذلك الأمر أثناء وبعد الاستفتاء على الدستور، مشيراً إلى أنهم سيواصلون فعالياتهم لحين تحقيق أهدافهم. وأوضح «فوزى» أن غالبية الاتحادات الطلابية رفضت مقترح إضافة مادة جديدة على قانون تنظيم الجامعات بمنح رئيس الجامعة سلطة الفصل النهائى للطلاب مثيرى الفوضى، لأنه قد يقود لاستبداد رؤساء الجامعات واستغلاله لقمع حرية الطلاب.
وقال أحمد أبوزيد، رئيس اتحاد طلاب جامعة بورسعيد، إن ما تشهده معظم الجامعات ما هو إلا محاولة لزعزعة الأمن من خلال إثارة الفوضى والتخريب بالجامعات التى تضم أكبر تجمع طلابى، مشيراً إلى أن طلاب الجماعة «الإرهابية» يسعون جاهدين لاستفزاز قوات الشرطة، لتصدير مشهد للرأى العام العالمى بأن الشرطة هى السبب الرئيسى لإهدار دماء الطلاب بالجامعات. وأكد «أبوزيد» على ضرورة تطبيق قانون تنظيم الجامعات لمواجهة الفوضى، مشيراً إلى أن الشرطة ستزيد من حدة الاحتقان الطلابى.
وفيما يتعلق بمقتل عدد من الطلاب داخل الجامعات جراء الاشتباكات مع قوات الشرطة، طالب رئيس اتحاد طلاب جامعة بورسعيد بفتح تحقيق، ومعاقبة الجناة سواء كانوا من طلاب الإخوان أو بلطجية أو حتى من قوات الأمن، لتهدئة الوضع داخل الجامعات، خصوصا بعد إعلان عدد من الحركات الثورية والطلابية رفضهم لما يحدث من قبل قوات الشرطة.