تقارير غربية: طفل مدلل ذو وجهين.. تستضيف القوات الأمريكية وتُسلح الإرهاب.. ودبّرت هروب خالد شيخ محمد مخطط هجمات 11 سبتمبر

كتب: محمد البلاسى

تقارير غربية: طفل مدلل ذو وجهين.. تستضيف القوات الأمريكية وتُسلح الإرهاب.. ودبّرت هروب خالد شيخ محمد مخطط هجمات 11 سبتمبر

تقارير غربية: طفل مدلل ذو وجهين.. تستضيف القوات الأمريكية وتُسلح الإرهاب.. ودبّرت هروب خالد شيخ محمد مخطط هجمات 11 سبتمبر

تزايدت اتهامات دول العالم لقطر بالإرهاب، وبحسب تقرير سابق صادر عن صحيفة «التلجراف» البريطانية، فإنه بالنسبة للدول الغربية، تبدو قطر الممول الرئيس للإرهاب فى الشرق الأوسط، إذ يبدو ذلك واضحاً فى إيوائها قادة جماعات حركات مسلحة فى سوريا، إضافة إلى جماعات مرتبطة بالقاعدة، وقد أثارت تحركات قطر هذه غضب الدول المجاورة كالسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، التى قامت سابقاً بسحب كل سفرائها من الدوحة، قبل أن تعيدهم لاحقاً. وإضافة إلى ذلك، صنفت وزارة الخزينة الأمريكية رجل الأعمال القطرى عبدالرحمن النعيمى على أنه «إرهابى عالمى»، فقد اتهمته الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال أكثر من ربع مليون دولار لممثل القاعدة فى سوريا، المعروف باسم أبوخالد السورى.

{long_qoute_1}

من جانبه قال المحلل الأمريكى جون هانا، إن قطر يجب أن تقوم بدورها، وإنه كان من ضمن الأهداف الهامة لاجتماعات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مؤخراً، مع القادة العرب والمسلمين تشجيعهم على تحمل المزيد من العبء فى الدفاع عن المصالح المشتركة بين بلدانهم والولايات المتحدة، ولا سيما فيما يتعلق بمكافحة التهديدات الإرهابية ومواجهة إيران. وتابع «هانا» الذى شغل منصب مستشار نائب الرئيس الأمريكى، خلال ولاية الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، إنه فى هذا الصدد سيكون من الأفضل لرئيس الجمهورية أن يجعل إمارة قطر الصغيرة واحدة من أهم أولوياته، فهى حليف مفترض، تعتمد كلياً على الولايات المتحدة فى تحقيق أمنها، كما أنها منذ أكثر من 20 عاماً اتبعت، بطريقة منهجية، عدداً من السياسات التى لم تقتصر فقط على دفع مصالح الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، ولكن فى حالات كثيرة جداً قوضتها بشكل فعال.

{long_qoute_2}

وأشار الكاتب فى مقال له بمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إلى أن قطر كانت دائماً مثالاً على الطفل المدلل ذى الوجهين، فهى تسعى باستمرار للحصول على كل شىء عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، فهى من جهة تستضيف أهم المرافق العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولكن من جهة أخرى ربما كانت الداعم الرئيسى، سياسياً ومالياً وعسكرياً وأيديولوجياً عبر قناة الجزيرة، لبعض أكثر القوى المتطرفة والخطيرة، المسئولة عن زعزعة الاستقرار فى المنطقة. وتابع أن قائمة الاتهامات الموجهة إلى قطر قد تكون طويلة جداً، بحيث لا يمكن استعراضها بالكامل، لكن ربما بعض البنود كافية، منها دورها فى وقت سابق من هذا الشهر كراع رئيسى لجهود حركة «حماس» لتخفيف جدول أعمالها العنيف تجاه إسرائيل، وذلك مجرد مجرد غيض من فيض. فقد كانت قطر من المؤيدين لـ«حماس» منذ سنوات، وأهم ممول لها، فضلاً عن توفيرها ملاذاً آمناً لقياداتها، وعند حدوث خلاف بين السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة و«حماس»، التى تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، فإن القطريين قد راهنوا على الإسلاميين الذين ينتهجون العنف فى غزة.

وتابع الكاتب أن قطر قامت بالدور الأكبر فى تحويل ثورات الربيع العربى عام 2011 إلى شتاء إسلامى، حيث قامت بتمويل حكومة الإخوان الكارثية للرئيس الأسبق محمد مرسى فى مصر، وبعد الإطاحة بـ«مرسى» فى عام 2013، حاولت قطر زعزعة استقرار نظام الحكم برئاسة عبدالفتاح السيسى، ووضعت قناة الجزيرة وغيرها من منصات البث المدعومة من قطر فى خدمة الإخوان، فى حين رحبت بالعديد من زعمائهم المنفيين فى الدوحة. وأوضح الكاتب أن قطر ليست بمنأى عما يحدث فى ليبيا وسوريا، ولا يشمل ذلك المال والتحريض فحسب، بل الأسلحة أيضاً، التى تتدفق إلى جميع الإسلاميين المتطرفين، وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التى تبذلها الولايات المتحدة فى كلا البلدين لتوجيه الدعم من شركائها إلى مزيد من القوى العلمانية، فإن القطريين تجاهلوا على الدوام المخاوف الأمريكية، وقاموا بتقديم كميات كبيرة من الأسلحة للعديد من الميليشيات المتطرفة التى تثير أكبر قلق لصانعى القرار السياسى فى واشنطن.

وتابع الكاتب أن ذلك ليس بجديد على قطر، وروى أنه، على سبيل المثال، فى منتصف التسعينات، خلال عمله فى الخارجية الأمريكية، التى كان يتولى إدارتها الوزير وارين كريستوفر، أدركت الولايات المتحدة أن كبار المسئولين فى حكومة قطر من المحتمل أن يؤووا جهادياً متورطاً فى مؤامرة تم إحباطها لتفجير طائرة مدنية وهى فى طريقها إلى الولايات المتحدة، ولكن بعد أن اقترب مكتب التحقيقات الفيدرالى من اعتقال المشتبه به فى قطر، اختفى فجأة، وكانت هناك معلومات متداولة على نطاق واسع بين المسئولين الاستخباراتيين أن الإرهابيين يلقون رعاية على أعلى مستويات من قبَل الحكومة القطرية، وأرسل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى لويس فريه رسالة صريحة إلى وزير الخارجية القطرى، شكا خلالها، من أن الولايات المتحدة لديها «معلومات مزعجة» عن أن المشتبه به «هرب مرة أخرى من مراقبة الأمن القطرى، ويبدو أنه على علم برغبة مكتب التحقيقات الفيدرالى فى متابعته والقبض عليه».

وتابع الكاتب أن هذا الجهادى كان خالد شيخ محمد، الذى رسم خطته الشهيرة لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وأن الأمر الجدير بالملاحظة هو أن المسئول الكبير الذى يعتقد أنه ساعد فى إيواء ودعم «خالد شيخ» خدم دون انقطاع كوزير فى حكومة قطر حتى عام 2013، كما تولى مناصب عدة، أبرزها كان رئيس الأمن الداخلى فى البلاد.

وأشار الكاتب إلى فترة عمله ضمن مستشارى ديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت، وقال إنه بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت قناة الجزيرة «مشبوهة جداً»، وأصبحت المحطة المفضلة التى يذيع فيها أسامة بن لادن تسجيلاته الصوتية، وتابع أن المحللين الأمريكيين لا يستطيعون إحصاء عدد المرات التى كانت فيها كاميرات «الجزيرة» موجودة فى مواقع معينة، ثم يحدث هجوم على القوات الأمريكية، وكانت الأدلة الظرفية تبين تواطؤ «الجزيرة» مع الإرهابيين الذين يستهدفون الجنود الأمريكيين، ومن ثم كان انتقاد الجنرال جون أبى زيد، قائد القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط، للجزيرة، الذى أشار فى ذلك الوقت إلى أنه «من المثير للاهتمام بالنسبة لى أن تكون الجزيرة فى موقع الجريمة عندما يظهر الرهينة أو تحدث بعض المشاكل الأخرى»، كما كتب باتريك كينيدى، رئيس أركان سلطة الائتلاف المؤقتة فى العراق، رسالة اتهام إلى مجلس إدارة «الجزيرة» يطالب فيها بمعرفة الإجراءات المتبعة فى حال تلقى أحد موظفى «الجزيرة» معلومات بشأن هجوم أو تفجير قبل حدوثه، أو غير ذلك من الحوادث غير المحددة التى قد تؤدى إلى إصابة أو وفاة أى شخص، بما فى ذلك المدنيون، أو أحد أفراد السلطات المدنية، أو العسكريون.

وتابع الكاتب أن موقف الجزيرة استرعى انتباه الجيش الأمريكى، حتى أن ديك تشينى ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، عقدا اجتماعاً مع وزير الخارجية القطرى، وأخبروه أن «الجزيرة» تتسبب بقتل الجنود الأمريكيين فى العراق، وإما أن توقف قطر أكاذيب المحطة وتحريضها ووقوفها مع العدو، أو أن تضطر الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقتها الثنائية مع الدوحة، وحظيت الرسالة باهتمام قطر، على الأقل مؤقتاً. وبسرعة كبيرة، أعلنت الحكومة القطرية عن الحاجة إلى مزيد من الاحتراف فى قناة الجزيرة، بعد ذلك بوقت قصير، مع الكثير من الضجة، أعلنت المحطة أنها اعتمدت مدونة أخلاقية جديدة، لكن ذلك لم يدم طويلاً، ومن الأمثلة على ذلك، أنه بعد بضعة أشهر من اجتماع تشينيو رامسفيلد، أصدر الزعيم الروحى لجماعة الإخوان فى العالم، يوسف القرضاوى، الذى يقدم أحد البرامج الأسبوعية الأكثر شعبية فى الجزيرة، فتوى فى مؤتمر عُقد فى القاهرة أعلن فيه أن كل الأمريكيين فى العراق مقاتلون، لا فرق بين المدنيين والجنود، وينبغى للمرء أن يقاتلهم، لأن المدنيين الأمريكيين جاءوا إلى العراق من أجل خدمة الاحتلال، وأن اختطاف وقتل الأمريكيين فى العراق هو التزام دينى، وأشار الكاتب إلى أنه من الملاحظ، بصرف النظر عن الفتوى وتفسيرها، أن «القرضاوي» لم ينقطع عن الظهور على شاشة «الجزيرة» كما أنه لم يتعرض لأى مضايقات فى الدوحة.

وما حدث هو أن القطريين نجحوا فى خداع الولايات المتحدة، وفى حين كان «تشينى» قد أراد أن يدعم تهديده من خلال قيام البنتاجون ببدء دراسة لاستكشاف البدائل الإقليمية لقاعدة «العديد» فى قطر، سار الاقتراح بطيئاً حتى اختفى، وعلى ما يبدو، جُنت القيادة المركزية للولايات المتحدة بسبب التعامل المزدوج فى قطر، لكن يبدو أن كل ذلك لم يكن كافياً لإلغاء الصفقة الهائلة التى يتمتع بها الجيش الأمريكى فى قطر، من وجود أحدث المرافق، وحرية غير مقيدة للعمليات، وبلد سخى جداً يستضيف القاعدة، ولعل الأهم من ذلك، أنه فى هذا الوقت بدا الجيش الأمريكى مقتنعاً بأن هذه المزايا سيكون من المستحيل تكرارها مع أى شركاء إقليميين آخرين للولايات المتحدة، وجميعهم بدوا أكثر حساسية بكثير للآثار السياسية المترتبة على وجود آلاف القوات الأمريكية، التى تشن، علناً، حروباً فى مسارح عمليات متعددة فى العالم الإسلامى.

وتابع الكاتب أنه بعد أكثر من عقد من الزمان، فإن إدارة الرئيس الأمريكى الحالى قد تواجه وضعاً مختلفاً، فقد اتسعت الثغرة المقلقة للسياسة القطرية تجاه الولايات المتحدة بل ازدادت سوءاً من نواح كثيرة، خاصة منذ عام 2011، وفى الوقت نفسه، فإن جيران قطر، وخاصة فى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أصبح لهم دور أكثر انفتاحاً وثقة حول عرض شراكاتهم العسكرية مع واشنطن، وقد وصف الأمريكيون الذين التقوا مؤخراً على انفراد مع القادة السعوديين قرار السماح للقوات الأمريكية بالانسحاب من قاعدة الأمير سلطان الجوية فى المملكة عام 2003، لصالح قاعدة العديد، بأنه «أحد أكبر أخطائنا». وهناك أيضاً شائعات عن جهد مشترك بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لضمان أن يكون لدى الأمريكيين خيارات بديلة فى المنطقة تتناسب أو تتجاوز ما يتمتعون به فى قطر.


مواضيع متعلقة