المعبدي: تعلمت قص الأثر من "الأغنام".. وأستطيع تحديد عدد الأشخاص

كتب: محمد بخات

المعبدي: تعلمت قص الأثر من "الأغنام".. وأستطيع تحديد عدد الأشخاص

المعبدي: تعلمت قص الأثر من "الأغنام".. وأستطيع تحديد عدد الأشخاص

سنوات طويلة قضاها الحاج فايز المعبدي، البالغ من العمر 60 عاما، في قص الأثر داخل صحاري مدينة السلوم الحدودية بمرسى مطروح، ليصبح بعدها واحدا من أشهر قصاصي الأثر في المحافظة، والأكثر علما بدروب الصحراء الوعرة.

وفي حواره مع "الوطن" قال "المعبدي" إنه قضى حياته كلها في الرعي وزراعة الشعير والقمح على مياه الأمطار، والتجول في الوديان، ما منحه قدرة كبيرة على كشف أسرارها من أول نظرة، فيمكنه أن يعرف طبيعة ووجهة أي "قدم" أو "سيارة".

- أين تعلمت قص الأثر؟

معرفتي بقص الأثر جاءت من حياتي في الرعي داخل الصحراء، فعلى مدار 30 عاما أسرع بالأغنام، ما منحني معرفة كبيرة بالطرق، فأنا أتركها في المساء لترعى، ثم أعود لأبحث عنها من تتبع آثارها، وعندما تضيع الأغنام من أحد المواطنين فإنه يأتي لنا لنبحث عنها، ومن هنا ذاع صيتنا في قص الأثر.

- كيف يمكنك أن تتبع أثر أقدام الناس في الصحراء؟

الصحراء تحتفظ بأثر أقدام أي شخص يمشي فيها، كل أثر له اتجاه يحدد الوجهة الخاصة بصاحبها، فمن هذا الأثر أعرف إذا ما كان صاحبه يرتدي حذاء أم لا، لأن آثار القدم تختلف عندما يكون الشخص حافيا أو ينتعل حذاء، وعندما يكون حافيا يصبح الوضع أصعب، ويستلزم ذلك مجهودا أكبر مني، فأضطر إلى السير لمسافات أطول حتى أتتبع القدم.

- هل يختلف تتبع أثر السيارات عن البشر كثيرا؟

بالتأكيد، فقص أثر السيارات يختلف تماما عن البشر، وتحتاج إلى خبرات مختلفة من القصاصين، فكل إطار يعطي معلومات ودلالات خاصة، ما يكشف عما إذا كانت السيارة خفيفة أم ثقيلة، محملة أم فارغة، بالإضافة إلى تحديد أبعادها، ووجهة انطلاقها، والاتجاه الذي سارت فيه، وهل هي دخلت الصحراء حالا أم خارجة منها، فلو كنت أقص الأثر لسيارة دخلت المنطقة منذ دقائق، أحدد جهتها من معاينة الأتربة واتجاه الرياح.

- كم تبلغ المدة اللازمة لقص الأثر بأكبر قدر من الدقة؟

لو كان الأثر الخاص بالناس أو السيارات في نفس اليوم، فإنه يكون واضحا أكثر، وتكون الرياح هي المؤشر بالنسبة لي على الوجهة، لمعرفة إذا ما كان الأثر خارج من الصحراء أو داخل إليها، أما لو كان الأثر منذ يومين، فتأثير الرياح عليه يكون أكبر، لذلك أضطر إلى السير معه لمسافة أكبر، لأن طبيعة الأرض الصحراوية ليست واحدة في جميع الأماكن، فالأرض القريبة من المدن تختلف عن الأراضي الواقعة لمسافات كبيرة داخل الصحراء، أو القريبة من الجبال والوديان الصحراوية، ما يضطرني إلى السير مسافة كبيرة لأتأكد من الأثر وأرصده وأميزه.

- كيف تؤثر العوامل الجوية على عملك؟

لو كانت الأمطار قوية مثلا، فإن الأثر قد لا يتضح تماما، وعندها لا أتمكن من تتبعه، خاصة عندما تتحول الأمطار إلى سيول، لأنها تكتسح كل الآثار في طريقها، كما أن المياه عندها تغمر الأرض تماما، على العكس من الوضع لو كانت الأمطار خفيفة، فوقتها يظهر الأثر بشكل أوضح، ويكون ثابتا أكثر.

- متى يكون قص الأثر صعبا؟

عندما تكون الرياح قوية، خاصة في شهر أمشير، يكون من الصعب تمييز الأثر، ولو استمرت العاصفة الرملية لمدة يومين فإن الأثر يختفي تماما، ولا أستطيع حصر آثار أكثر من 5 أشخاص، فعندها يكون العدد تقريبي.

- كيف تعرف الفترة التي يقضيها الغرباء في الصحراء؟

فور دخولي الصحراء مع أول ضوء شمس، أعرف إذا ما كان هناك أشخاص أو أشياء مرت من هذا الطريق أم لا، وإذا تتبعت آثار أشخاص كانوا يعسكرون في الصحراء، يمكنني أن أعرف عددهم، والأيام التي قضوها، من خلال فحص آثار الطعام وفضلاتهم، ومكان قضاء حاجتهم، وعدد من الشواهد الأخرى.


مواضيع متعلقة