د. محيى الدين عفيفى: الأزهر برىء تماماً من الفكر «الإخوانى» وأى جماعة «تدلِّس» باسم الدين فهى من «الخوارج»

كتب: سعيد حجازى

د. محيى الدين عفيفى: الأزهر برىء تماماً من الفكر «الإخوانى» وأى جماعة «تدلِّس» باسم الدين فهى من «الخوارج»

د. محيى الدين عفيفى: الأزهر برىء تماماً من الفكر «الإخوانى» وأى جماعة «تدلِّس» باسم الدين فهى من «الخوارج»

قال الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر برىء تماماً من الفكر «الإخوانى» لأنه ضد استخدام الدين للوصول إلى سُدة الحكم أو توظيفه سياسياً، مؤكداً أن أى جماعة «تدلِّس» باسم الدين فهى من «الخوارج».

{long_qoute_1}

ورفض «عفيفى»، فى حوار مع «الوطن»، أن يتم تحميل الأزهر مسئولية بعض الأزهريين الذين شاركوا فى اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، وفى تفجيرات الكنائس، مؤكداً أنهم حالات فردية شاذة لا يمكن محاسبة الأزهر عليهم، وأنه حينما يظهر شخص مثل عمر عبدالرحمن أو غيره ممن شذوا عن المنهج الأزهرى، فهل نحاكم المؤسسة بفكر شخص واحد؟.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى حالة التعايش الإسلامى - المسيحى.. والدعوات لتحريم التعايش مع شركاء الوطن؟

- التعايش السلمى هو الأصل بين الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، وكل الناس أسرة إنسانية واحدة، وأى محاولة لزعزعة أسس التعايش بين الناس لا تمت للأديان بصلة، لأن الإسلام أقر مبدأ التعايش السلمى، ولعل تجربة «المدينة المنورة» كانت خير دليل على ذلك، حيث تعايش المسلمون مع غيرهم من اليهود والمشركين فى مكان واحد.

وهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون نشر ثقافة الكراهية بين الناس بزعم أن هذا مخالف للدين أو كافر، وغير ذلك من مظاهر التعصب والتطرف التى تتنافى مع سماحة وإنسانية ديننا الحنيف، هذا مما يرفضه الإسلام، فالله عز وجل شاء أن تتعدد الأديان، وهو الذى أرسل الرسول بالإسلام، وسيدنا «عيسى» بالنصرانية، وسيدنا «موسى» باليهودية، ورغم ذلك تم التعايش بين أتباع الأديان، فمحاولة حمل جميع الناس على اعتناق دين واحد حتى لو كان الإسلام مرفوضة، لأن ذلك ضد مشيئة الله فى الكون.

والأزهر يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين، كما أمرنا بذلك القرآن الكريم، ونهيب بالمتحدثين فى الشأن الدينى ألا يكونوا أدوات تستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع، كما نهيب بالجميع أن يلتزموا بقيم الإسلام ومبادئه وأحكامه وأدب خطابه.

■ هل الحكم على الناس جائز شرعاً؟

- الحكم على الناس ليس مهمة الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يفصل بين الناس يوم القيامة، وكما علمنا نبينا -صلى الله عليه وسلم - أنه لا يوجد إنسان يستطيع أن يجزم بخاتمته، أى كيف ستكون الخاتمة، ربما يكون هذا الإنسان الذى فى نظرى كافر أفضل عند الله، أو سبق فى علم الله أنه أفضل منى، لأن قلوب العباد بين يد الرحمن يقلبها كيف يشاء، وبالتالى فليس من مسئوليتى كإنسان أن أحكم على الناس بالكفر أو بغيره، لكن مسئوليتى أن أكون نموذجاً لرسالة الإنسان فى الكون، فالرسول قال: «إنما أنا رحمة مهداة»، وقال أيضاً: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فنحن فى وقت نحتاج إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، فالإسلام لم ينتشر فى بلاد كثيرة بالوعظ، أو بحد السيف، أو من خلال المنابر، بل انتشر بسلوك هؤلاء الذين تعاملوا بصدق وقيم حضارية، وهذا التعامل الراقى أثار فضول غير المسلمين أن يسألوا عن هوية هؤلاء، فلم يقل أحدهم «أنا مسلم، أنا سأدخل الجنة»، لم يقل ذلك، بل كان صادقاً فى تعامله، وكان أميناً ومحباً للحياة والأحياء ومحباً للخير، ويرحم الإنسان والحيوان والنبات، فنحن نحتاج لعودة هذه المعانى الإنسانية بدلاً من الشعارات التى لا رصيد لها فى الواقع العملى. {left_qoute_1}

■ هل تراجع الأزهر عن قضية «تجديد الخطاب الدينى»؟

- لا يمكن أن يحدث ذلك، ولم نتراجع عن التجديد، لأن التجديد هو سنة الحياة، سواء فى عالم الإنسان أو الحيوان أو فى عالم النبات، والتجديد يعمل على تكيف الواقع فى ضوء النصوص الشرعية، فاحتياجات الإنسان تختلف بين الحين والآخر، ومن مرحلة إلى أخرى، ومن مكان إلى مكان، فالنوازل والمتغيرات كثيرة، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتم «تحنيط الدين» أو تحنيط النصوص الشرعية، أو الوقوف بالتفكير عند مرحلة معينة، وإلا فلا قيمة للعقول التى منحنا الله إياها، ونحن نربأ بحكمة الله وعدله أن يحاسبنا ونحن فاقدون للإرادة ولا نعمل عقولنا فى واقعنا.

وبالتالى، فإن التجديد حاجة عصرية وحياتية، ونحن بحاجة إلى ذلك على المستوى الشخصى والمجتمعى معاً، فمن المهم جداً أن يجدد الإنسان فى أسلوب حياته، ويجدد معلوماته ويجدد طرحه لطريقة تناوله للقضايا المختلفة.

■ كيف يمكن القضاء على الفكر المتطرف داخل المجتمع المصرى؟

- الأهم فى هذا الصدد هو تحصين الشباب المصرى من الوقوع فى فخ التطرف، والانتهاء من خلال محورين؛ الأول تصحيح المفاهيم المغلوطة، ورفع الغطاء عن تلك الجماعات التى تحاول أن تصادر على العقول وتسلب إرادة الشباب وتستغل عواطفهم وحماسهم باسم الدين، وعلى الجانب الآخر بيان المفاهيم الحقيقية للإسلام وإبراز سماحته ويسره ورحمته بالناس بأسلوب واقعى يناسب فكر ولغة الشباب.

■ هناك شكاوى من لجان الفتوى فى «مجمع البحوث الإسلامية» مفادها أن بعض أعضائها لا يفتون وفق المنهج الأزهرى؟

- لا يوجد فى لجان الفتوى التابعة لـ«مجمع البحوث الإسلامية» من يفتى على غير المنهج الأزهرى، فلدينا رؤية واضحة فى التعامل مع كل القضايا، سواء فى اللجان الرئيسية فى المحافظات أو اللجان الفرعية فى المدن والقرى، لكننى أؤكد أن هناك سياسة واضحة ورسائل صريحة من قِبلنا إلى هذه اللجان بالالتزام بالمنهج الوسطى، وأتصور أن جميع الوعاظ ممن يعملون فى إدارات الفتوى ولجانها يتبعون هذا المنهج لأننا نحسن اختيارهم، ولدينا حساسية مفرطة فى عملية الاختيار، ولدينا آليات ووسائل شديدة وصارمة للتحقق من التيسير ورفع الحرج ومراجعة مصالح الناس، وفى حالة ثبوت مخالفة أو فتوى، أى فتوى، مغايرة للمنهج الوسطى نتعامل مع صاحبها بصرامة ويتم استبعاد صاحبها من لجان الفتوى.

وأنا أتصور أن هذا لم يحدث، لكن ذلك لا ينفى عدم حدوثه، فمن الوارد أن تصدر فتوى فيها تشدد نسبى، فبعض الناس يخلط بين قناعاته الشخصية وما ينبغى أن يحمل الناس عليه، لكن لا يمكن أن يسمح بذلك، بل نراجع الفتوى ونحاسب من أفتى بها، ومن ثم نستبعده من أى لجنة رئيسية أو فرعية.

■ هل تعترفون بآراء كل من «ابن تيمية وابن حزم وابن عثيمين» الفقهية؟

- الأزهر يؤمن بالتعددية المذهبية والفكرية، فنحن لا نُسأل هذا السؤال لأننا مؤسسة علمية تتعامل مع التعددية المذهبية والفكرية، ولا تقدس الأشخاص، بل إننا نأخذ بالرأى الشرعى الذى يراعى مصلحة الناس، وكما هو معلوم أن الشريعة بُنيت على أساس تحقيق مصالح الناس.

■ لماذا لا يتم استبعاد الآراء الفقهية غير المناسبة للعصر الراهن؟

- من يتابع نشاط هيئات الأزهر، سواء من خلال الجامعة أو من خلال مجمع البحوث الإسلامية، أو من خلال مشيخة الأزهر، أو عبر مرصد الأزهر وقطاع المعاهد، يدرك تمام الإدراك أن من البديهيات فى الأزهر البعد عن الآراء المتشددة ومراعاة المتغيرات فى الحياة، وهناك تعاون مشترك بين الأزهر والكنيسة، من خلال أنشطة مجمع البحوث الإسلامية مع «بيت العائلة المصرية» الذى يتلاقى فيه رموز الكنيسة المصرية بكافة طوائفها مع علماء الأزهر، فمنذ أيام كنت فى مؤتمر بجامعة عين شمس عن التعددية والتعايش فى مصر، وفى اليوم التالى بعد المؤتمر كان هناك لقاء فى الكاتدرائية، وكنت أترأس جلسة فيه، وما أقوله كمسئول فى هيئة كبرى من هيئات الأزهر هو قناعتى التى أنطلق منها فى كل المحافل، وفق مفهوم المواطنة والتعايش بين الناس.

{long_qoute_2}

■ وما وسائل الرد العلمى على هذه الآراء المتشددة؟

- نرد عليها بأكثر من وسيلة، سواء إلكترونياً أو فى لجان الفتوى، أو فى نشاط الوعاظ، وطرح الموضوعات التى تعالج هذا الأمر، فحينما نتحدث عن «تجديد الخطاب الدينى» مثلاً، فإن ذلك يعنى طرح قضايا معاصرة ترد على هذه الافتراءات التى تتم من خلالها عملية غزو عقول الشباب، لكن البعض يريد أن يحاكم الأزهر على آراء متشددة، وهذا ظلم، لأن اشتمال بعض كتب التراث على آراء قيلت من قبل لا يعنى تبنى تلك الآراء، فهناك منهجية علمية فى التعامل مع التراث، وهذه المنهجية تشمل عدم اجتزاء رأى من التراث من سياقه التاريخى، خاصة أنها وردت فى وقت وظروف معينة، ونحن نؤكد أن الزمان والمكان له اعتبار فى هذه الآراء، ولا يمكن بحال من الأحوال الادعاء بأن آراء ظهرت منذ 500 سنة وكانت تعالج قضايا معينة فى زمن معين، تُستدعى حرفياً للقرن الحادى العشرين، فهذا كلام لا يقره عاقل، بل يجب الجمع بين الأصالة والمعاصرة ومراعاة الواقع بكل ظروفه.

■ هل هناك أعضاء «إخوان وسلفيون» داخل مجمع البحوث الإسلامية؟

- لا يوجد «إخوان» أو «سلفيون» داخل مجمع البحوث الإسلامية، إذ لا توجد فيه أى شخصية مسئولة ولو كان مدير إدارة أو موظفاً من الموظفين يتولى مسئولية وله فكر يخالف فكر الأزهر، ومن يثبت أن لديه فكراً مخالفاً تُتخذ معه جميع الإجراءات القانونية. {left_qoute_2}

■ وكيف ترى مشاركة أزهريين فى اغتيال المستشار هشام بركات وتفجيرات الكنيسة؟

- حينما ننظر إلى الأزهريين فنحن لا ننظر مطلقاً إلى حالات فردية، بل ننظر للأزهر باعتباره مؤسسة كبرى، وننظر إلى جامعة الأزهر باعتبار أن عدد من يدرسون فيها نحو نصف مليون طالب وطالبة، كما أن المعاهد الأزهرية يدرس فيها أكثر من ٢ مليون طالب وطالبة، فأنت تتكلم إذاً عن حالات فردية، فحينما يظهر شخص مثل عمر عبدالرحمن أو غيره ممن شذوا عن المنهج الأزهرى، فهل نحاكم المؤسسة بفكر شخص واحد؟ وهل فى جميع مؤسسات العالم يُحكم على مؤسسة بفكر شاذ لشخص أو شخصين؟ وهل يمكن أن ينسف ذلك رصيد مؤسسة مثل الأزهر على مدار أكثر من عشرة قرون، ويقال عنها ما يقال الآن؟ فلماذا لا يقال مثل هذا الكلام إلا فى هذه الفترة؟ ولماذا لم يظهر خلال القرون السابقة التى عاش فيها الأزهر مدافعاً عن الوسطية وعن القيم وحائط صد فى مواجهة التشدد والدفاع عن غير المسلمين؟

■ لكن الأزهر لم يتبرأ ممن «تطرفوا» بداخله؟

- هذا ليس صحيحاً، من قال هذا الكلام؟ فالأزهر يتبرأ من أى فكر يخالف منهجه، ولا يمكن قول غير ذلك، ولا يمكن أن تقبل شخصية أزهرية بما يفعله هؤلاء الذين خرجوا عن المنهج الأزهرى الوسطى، الذى يمثل وسطية الدين واحترام الإسلام للإنسانية، وعدم إكراه الناس على اعتناق فكر معين، باسم الجنة أو النار أو الحلال والحرام، فنحن نرفض ذلك فى الأزهر رفضاً تاماً.

وأقول، على مسئوليتى الشخصية، نحن نرفض توظيف الدين فى السياسة، كما نرفض استخدام الدين وسلب عقول الناس تحت اسم الجنة والنار، فالله سبحانه وتعالى لم يعط أحداً «وكالة» لكى يتحدث بالنيابة عنه، وبالتالى حينما نرى أى إنسان لديه فكر شاذ نرفضه ونتبرأ منه لأنه ليس حجة على الدين، فالإسلام حجة علينا، ولا يوجد أحد حجة على الإسلام.

■ هل الفكر «الإخوانى» يتناسب مع فكر الأزهر؟

- الفكر الإخوانى لا يتناسب بأى حال مع الفكر الأزهرى، والأزهر برىء تماماً من هذا الفكر الإخوانى، لأن الأزهر ضد استخدام الدين للوصول إلى سدة الحكم أو توظيف الدين سياسياً، فالأزهر يعمل بتجرد، وباعتباره مؤسسة علمية دينية تنويرية لا يتدخل فى الشئون السياسية ولا يحاول أو يوظف دوره توظيفاً سياسياً، فمن يرد العمل فى السياسة فليُبعد الدين عن ذلك.

■ هل الإخوان يذكرونك بـ«الخوارج»؟

- أى إنسان يستخدم الدين أو يحاول أن يدلِّس باسم الدين، أو يركز على الشكل دون المضمون يعتبر من «الخوارج»، لأن النبى -صلى الله عليه وسلم- وصف هؤلاء «الخوارج» بأنهم مبهرون فى الجانب الشكلى فى العبادات لكن هذا الجانب لا يرقى إلى مستوى السلوك، فما يُعلن عنه من لافتات فى وادٍ، والحقيقة والوضع السرى فى وادٍ آخر، فالإسلام مع الوضوح، ومع الترجمة العملية للدين فى شكل سلوكيات ومعاملات، فأنا أحكم عليك من خلال سلوكياتك وأدائك وليس من خلال شعاراتك.

■ وماذا عن خطة مجمع البحوث الدعوية لشهر رمضان المبارك؟

- نحن على مشارف الشهر الكريم، ورمضان مرحلة زمنية مهمة يتقرب فيها الناس إلى ربهم سبحانه وتعالى، وسنؤكد خلال هذه الشهر الكريم على عدة قضايا؛ أهمها فضائل الأعمال، ومراجعة النفس، والعودة إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما تعنيه كلمة «العودة» من معانٍ ومحاور، سواء على المستوى الشخصى أو على المستوى المجتمعى، ونراعى مقتضى الحال والزمان فى القضايا، وستكون هناك موضوعات روحية متعلقة بحسن التعامل والتخلق ومراقبة النفس لأن الصيام علاقة بين العبد وخالقه، خاصة أنه يمكن أن يظهر الشخص أمام الناس فى صورة الصائم وحينما يخلو بنفسه يأكل أو يشرب أو يأتى بالمفطرات، وبالتالى سنؤكد على أن رمضان للرقابة الذاتية وصحوة الضمير، ومثل هذا الموضوع سنركز عليه فى هذا الموسم الدينى.

■ وماذا عن فضيلة التراحم بين الناس؟

- جانب التراحم بين الناس مهم جداً، سيكون هناك تركيز عليه فى ظل تراجع القيم الأخلاقية وغياب مفاهيم ومعانى الرحمة والمودة والتعاطف والتكافل بين الناس، خاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة للناس، فرمضان فرصة للتراحم، ولكى يبادر الأغنياء والقادرون إلى دعم ومساندة الفقراء والمحتاجين.

■ وماذا عن تسيير القوافل الدعوية للمحافظات؟

- نعم، ستكون هناك قوافل دعوية وتوعوية على مستوى الوزارة، خاصة وزارات الداخلية والشباب والتضامن والثقافة، فستكون هناك مواسم ثقافية وأمسيات ثقافية فى المحافظات، ولدينا قوافل إلى المناطق الحدودية، ومنها «حلايب وشلاتين وسيدى برانى وسيوة والوادى الجديد وجنوب سيناء وشمال سيناء»، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، ولن تقتصر هذه القوافل على الجانب التوعوى فقط، بل سيكون هناك تركيز أيضاً على أن تكون هناك قوافل طبية ومساعدات إنسانية متزامنة معها وذلك من خلال مساعدات الأزهر الشريف.

■ كم عدد وعاظ الأزهر الذين سيعملون خلال رمضان المقبل؟

- عدد الوعاظ 4500 واعظ، وهذا العدد ليس كافياً على مستوى الجمهورية، لكن عملنا ميدانى، ويعتمد على التنقل وليس على التمركز فى المساجد التى تتبع وزارة الأوقاف، رغم أن لدينا دروساً وخطباً فى بعض المساجد، وسيكون ذلك بالتنسيق مع «الأوقاف» لكن العمل الرئيسى لنا فى الميدان والشارع، والخارطة الميدانية التى نعمل من خلالها نستطيع أن نغطى الاحتياجات بما يتواءم مع هذا الكم، وهناك تعاون بيننا وبين جامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية.

■ متى يتم استكمال أعضاء مجمع البحوث الإسلامية؟

- نحن منذ فترة نستقبل طلبات الراغبين فى الترشح لعضوية المجمع، وهناك لجنة لفحص تلك الطلبات، وأتصور أنه فى القريب سيتم عرض ذلك على مجمع البحوث الإسلامية لاستكمال الأعضاء.

■ هل نحن فى حاجة لتعديل قانون مجمع البحوث الإسلامية؟

- المجمع يؤدى دوره بشكل كامل، وليس هناك ما يعوق عملنا، فأنا كمسئول ضد البيروقراطية، وأى عمل يخدم المصلحة العامة ويخدم مصالح الإنسان، بغض النظر عن دينه، فنحن نؤيده ولا توجد «خطوط حمراء» فى هذا الملف.

■ ماذا عن حقيقة تدخلات مستشار شيخ الأزهر فى اختيار المبعوثين إلى الخارج؟

- حينما يجرى اختيار مبعوثى الأزهر يتم تشكيل لجان من أعضاء هيئة التدريس فى جامعة الأزهر، حسب التخصصات المطلوبة للابتعاث، وهو ما يُعلن عنه رسمياً فى كل مسابقة ويتم نشر متابعات مستمرة للجان مشفوعة بالصور فى كل الصحف، والإمام الأكبر حرص على أن تشتمل اللجان المشكلة لاختيار المبعوثين على عدد من السفراء من وزارة الخارجية، لأهمية جانب البروتوكول فى عمل المبعوث خاصة فى المناسبات واللقاءات المختلفة التى يشارك فيها المبعوثون، ومن ثم فإن المستشار محمد عبدالسلام، مستشار الإمام الأكبر، لم يشارك فى أى مرحلة من مراحل اختيار المبعوثين، سواء فى «الشفوى» أو المقابلة الشخصية، ولم يتدخل من قريب أو بعيد فى هذا العمل أو غيره من المهام، لأن ذلك من صميم عمل مجمع البحوث الإسلامية.


مواضيع متعلقة