أوكار القروش: 6 جزر يستوطنها «القرش» بعيدة عن «الغردقة وشرم»

أوكار القروش: 6 جزر يستوطنها «القرش» بعيدة عن «الغردقة وشرم»
- أسماك القرش
- الأفلام الوثائقية
- الأماكن السياحية
- الإجراءات القانونية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الدفاع عن النفس
- الرصد البيئى
- السويس الجديدة
- الشعاب المرجانية
- أسماك القرش
- الأفلام الوثائقية
- الأماكن السياحية
- الإجراءات القانونية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الدفاع عن النفس
- الرصد البيئى
- السويس الجديدة
- الشعاب المرجانية
«الفك المفترس يقترب»، جملة أثارت الرعب فى قلوب المصيفين، والأجانب من ارتياد شواطئ مدن الغردقة، وشرم الشيخ، وبعض الأماكن السياحية فى البحر الأحمر بعد حادث هجوم سمكة قرش على شاب بمدينة العين السخنة فى العام الماضى، لتنتشر أساطير متعددة عن خروج «القرش» من مواقعه للشواطئ، وانتقاله، مع ربط البعض للأمر بحفر قناة السويس الجديدة، ما شكل حالة من الغموض تُخيم على أذهان المواطنين، مع مخاوف من تأثر السياحة بتلك الشائعات.
«الوطن» انتقلت لمدينة الغردقة، حيث تتخذها محميات البحر الأحمر بقطاع حماية الطبيعة فى وزارة البيئة مقراً إدارياً لها، تدير أعمالها من خلالها، وأحدها برامج رصد أسماك القرش، حيث التقينا بعدد من المسئولين عن أعمال الرصد، حتى انطلقنا معهم فى مغامرة بحرية لرصد أى أسماك قرش قد تظهر على سطح البحر الأحمر سواء على سواحله أو حتى المياه العميقة، والغوص معها لمتابعة سلوكياتها، وتصرفاتها فى بيئتها الطبيعية التى توجد بها تحت الماء.
{long_qoute_1}
رافق «الوطن»، خلال مغامرتنا البحرية، الدكتور أحمد غلاب، مدير عام محميات البحر الأحمر والمسئول عن برامج رصد أسماك القرش، وعدد من الباحثين فى شئون الحياة البحرية، حيث انطلقنا لعدة مواقع قريبة من الغردقة، دون أدنى ظهور لتلك الأسماك.
وواصلت «الوطن» مع «غلاب» رحلة البحث عن «القرش»، وخلال الرحلة سرد مدير محميات «البحر الأحمر» تعليماته لمحرر «الوطن» حول التعامل مع أسماك «الفك المفترس» حال ظهورها، ونزولنا خلفها بالبحر، حيث أكد أن نزول البحر يجب أن يكون بهدوء تام، وألا نحدث حركة مفاجئة، وأن يكون الاقتراب من السمكة من الخلف، وليس بشكل مواجه للفم، وأن نترك مسافة كبيرة بيننا وبينها، وأوضح «غلاب» أن «القرش» لا يخيف إلا حال السلوك البشرى الخاطئ، حيث ينتشر بالبحر الأحمر نحو 26 نوعاً من أصل 400 نوع بالعالم من أسماك القرش، من بينها 4 أنواع من الأسماك قد تكون عنيفة أو خطيرة، وأنها غير موجودة بكثرة فى «البحر». {left_qoute_1}
وواصل مدير محميات «البحر الأحمر»، حديثه على هامش محاولتنا لرصد «القرش»، قائلاً: «لم يسجل طوال التاريخ حتى الآن حوادث هجوم لأسماك القرش على الغواصين، رغم أن رحلات الغوص مع «القرش» نظام يُعمل به منذ سنوات؛ فأسماك القرش لا تستسيغ طعم الإنسان، ولا تهاجمه، إلا إذ أثارها، أو انبعثت منه رائحة الدم لأنه يكون بمثابة نداء لها ليكون وليمتها»، وواصل «غلاب» إرشاداته، إذ إن «القرش» لن يكون مهاجماً إلا إذا أثرناه، وبالتالى؛ فإنه لا يوجد أى خوف أو هلع بعد أن نرصده، ولو حدث خوف منه يكون الخروج من المياه بهدوء، حتى لا تشعر السمكة أننا نستعد لهجومها، أو نثيرها، وحينها سينتقل «القرش» تلقائياً لحالة الدفاع عن النفس ليهاجمنا.
وعن أحجام أسماك القرش فى «البحر الأحمر»، لفت مسئول رصدها إلى أن أحجامها متنوعة، وأن أطوالها تقترب من طول الإنسان العادى، إذ إنه يتراوح بين متر ونصف، ومتر و70 سنتيمتراً، إلا أن الكبيرة أو الطويلة منها يصل طولها حتى 2 متر، و2 متر ونصف، موضحاً أن رؤيته لكائن مثلنا فى وسطه هو أمر غريب، وبالتالى يخيفه، ويدفعه للبعد عنا، إلا إذا أثرناه، مضيفاً: «فهو لن يهاجم كائناً فى حجمه، إلا إذا بدأ هذا الكائن أو تمت إثارته»، والتقط الدكتور تامر منير، مسئول أعمال الرصد البيئى فى محميات البحر الأحمر، الحديث من «غلاب»، موضحاً أن أولى محاولات تسجيل المشاهدات الفعلية لأسماك القرش، ومتابعة ظهورها بدأت منذ عام 2001، حتى الآن، وأضاف «منير» لـ«الوطن»، أن أسماك القرش ليست كائناً ثابتاً فى مكانه كالشعاب المرجانية، ومن ثم يجرى التنسيق مع المجتمعات المحلية من صيادين، ومراكز الغطس، أو مراكب السفارى لإبلاغ «المحميات» عبر استبيان، بعد إعطائه لمسئول الغطس.
وأشار مسئول الرصد البيئى بالبحر الأحمر إلى أن الاستبيان يتضمن نوع القرش الذى شاهده، مع إرفاق صورة له لو كانت مُتاحة، وتوقيت مشاهدة السمكة، والمنطقة، والعمق، والتاريخ، وسلوك «القرش» سواء كان طبيعياً أو عدوانياً، بالإضافة لتصرف القرش سواء السباحة الطبيعية أو الهرب، فضلاً عن تعامل المحيطين بأسماك القرش، ولفت إلى وجود استبيان مخصص لـ«القرش الحوت»، والمُسمى بـ«بهلول»، يتضمن حجمه، وطوله، وهو «قرش» لا يأكل سوى الهامات البحرية، والكائنات الدقيقة، مشيراً إلى أن ظهوره عادة يكون من شهر أكتوبر وحتى ديسمبر، وهو موسم تزاوج القروش، حيث يهاجر طولياً لالتقاء الأنثى بالذكر، وأوضح أن فريق رصد أسماك القرش بدأ فى استخدام تقنية مستخدمة فى 40 دولة فى العالم لرصد أسماك القرش، حيث يتم تركيب كاميرا على «ماكيت» موجود بداخله كمية من الأسماك، ويتم التوجه به لمناطق متوقع ظهور أسماك القرش بها، وحينها نرصد الأنواع الموجودة، وترددها، وعدد أسماك القرش المترددة عليهم، ولفت إلى وجود خطة مستقبلية لديهم لرصد أسماك القرش بواسطة الـ«سانسور»، وهى أجهزة يجرى حقنها فى السمكة، وترسل ترددات على القمر الصناعى لتعرف منها مكانها، وسلوكها، وأعماقها، ولكنها طريقة مكلفة، وتحتاج للعديد من الموافقات الأمنية، فضلاً عن كونها تحتاج لصيد أسماك القرش فى الطبيعة حتى تحقن به «الجهاز»، وتابع: «القرش من الحاجات اللى تحب تتفرج عليها تحت الميه.. وده غير أفلام الفك المفترس اللى كنا بنتفرج عليها زمان وهو بياكل وبيقطع فى الناس».
وعن طريقة تغذية «القرش»، قال «منير» إن لها 5 طرق للتغذية، فمنها ما يتغذى على أسماك كبيرة مثل القرش المحيطى ذى الزعنفة البيضاء أو القرش النمر أو القرش ذى المطرقة، ولفت إلى أن أغلب أسماك القرش تتغذى على المحاريات، والقواقع، وأخطبوط البحر، والأسماك الصغيرة، والجمبرى، بالإضافة لوجود أنواع أخرى تتغذى على الهامات البحرية سواء نباتية أو حيوانية، وهى كائنات لا تُرى بالعين المجردة، فيما أن هناك قروشاً لا تأكل سوى الكائنات الميتة بالبحر، فضلاً عن وجود نوع أخير يعيش فى رمال قاع البحر، وهى تتغذى على كائنات صغيرة تعيش بها.
والتقط مدير عام محميات البحر الأحمر الحديث، وقال إن أسماك القرش مثلها مثل الإنسان لا تحاول الاقتراب من أى شىء غريب تراه، ومنها الإنسان حين تراه فى المياه لأنه شىء غريب بالنسبة لها، موضحاً أنها تتجنبه فى البداية، ولا تتجه ناحيته إلا لو ألقى لها أطعمة، وعمل على تغذيتها أو حين تهاجمه، وبالتالى تنشط غريزة الدفاع عن النفس.
وأوضح «غلاب» أن التركيبة التشريحية لأسماك القرش هى أن عينيها على يسار ويمين وجهها، وبالتالى لا ترى ما أمامها، حتى إنها حين تحوم حول فريستها؛ فإنها تدور حتى تحدد موقعها بدقة، لأنها لا تراها بعد فتح فمها لاستهدافها، كما أنها لا تهاجم ما يقف بالقرب من شعاب مرجانية لأنها قد تصطدم بها لتجرحها، وتسبب لها أضراراً تؤدى إلى وفاتها، كما أن الهجوم يكون من أسفل لأعلى حتى ترى لأكثر فترة ممكنة، ولفت إلى أن الأماكن المؤكدة لوجود أسماك القرش، التى جرى تسجيل وجودها بها لأكثر من مرة بأكثر من نوع أو شكل بها، هى 6 جزر بعيدة عن مدينتى الغردقة وشرم الشيخ، مثل المنطقة المحيطة بجزيرة روكى، ومناطق سان جون، و«الزبرجد»، ومناطق الشعاب المرجانية فى «أبو الكيزان»، وحماطة، والفلستون، وأشار مدير محميات البحر الأحمر إلى أن أسماك القرش كانت تظهر قديماً فى مناطق لم تعد تظهر بها اليوم بعد زيادة السياحة، وتكالب الإنسان على تلك المناطق، مرجعاً ذلك لهربها من الإنسان، وبعدها عن «الضوضاء والدوشة»، موضحاً أنها لا تزال موجودة فى مناطق تكاثرها، ووجودها فى البحر مثل «الجزر الستة». وشدد «غلاب» على أن «سياحة القروش» لم تشهد تراجعاً فى أى فترة حتى فى فترات الانهيار الشديد للسياحة، قائلاً: «ناس كتير على مستوى العالم تحب تيجى تعوم وتتفرج على القروش حول المياه»، لافتاً إلى أنه أمر ممتع، وأن هناك شركات سياحة تسوق لهذا النشاط، وأوضح مدير محميات «البحر الأحمر» أن الرحلة الواحدة للغوص ومشاهدة القروش والشعاب المرجانية تتكلف نحو 8 آلاف دولار، وأن تقديرات قبل ثورة 25 يناير أشارت لوجود ألف رحلة فى العام، وهو عدد لم يتأثر بالسلب، مشيراً إلى أن 500 رحلة من الألف رحلة تهدف للغوص مع أسماك القرش، وأن الألف رحلة تدخل للاقتصاد المصرى نحو 8 ملايين دولار، ما يعنى أن «سياحة القروش» تدخل لمصر 4 ملايين دولار فى العام، لأن السائح حينما يغوص فى مناطق القروش يشاهد من 16 إلى 20 سمكة قرش من مختلف الأنواع، وعن تقديرات إجمالى أعداد أسماك القرش فى البحر الأحمر، قال إنه لا يوجد تقديرات بتلك الأعداد، وأشار «غلاب» إلى أن قيمة أسماك القرش لمصر جراء سياحتها أفضل كثيراً من استغلالها، موضحاً أن القيمة الاقتصادية للسمكة الواحدة فى السياحة 200 ألف دولار، مع قدوم قرابة 4 آلاف زائر لمشاهدتها سنوياً، موضحاً أن إجمالى قيمة أسماك القرش التسويقية 300 دولار كلحوم، حيث تباع الزعانف بـ200 دولار فى دول جنوب شرق آسيا، واللحوم تباع أيضاً لكبريات المطاعم فى العالم، وشدد على أن صيد أسماك القرش ممنوع من قانون البيئة، وقرارات من وزير الزراعة، وهيئة الثروة السمكية، ومحافظة البحر الأحمر، كما يُحظر بيعه أو تداوله، لافتاً لوجود 3 أنواع من أسماك القرش مسجلة فى الملحق «أ» من اتفاقية تنظيم الاتجار فى الأنواع «سايتس»، التى تدرجها ككائنات مهددة بالانقراض.
وأثناء الحديث مع مسئولى «الرصد»، طفت على السطح زعنفة ظنناها سمكة قرش، إلا أنها اتضحت كونها «دولفين» طفا على سطح الماء ثم غطس مبتعداً، وقال الدكتور تامر منير، مسئول برامج الرصد البيئى، إن فرصة مشاهدة أسماك القرش فى المياه قليلة جداً، وإن برامج رصدها تستغرق أياماً كاملة تصل لـ10 أيام، وشدد «منير» على أن العديد من الأسماك المفترسة والعدائية، التى ظهر بعضها فى الأفلام الوثائقية، والسينمائية لا وجود لها بالبحر الأحمر، وبالتالى لا تصنف أسماك القرش بالبحر الأحمر بأنها «مفترسة»، ولكن قد يكون لها أسلوب عدائى حال إثارتها فقط.
والتقط «غلاب» أطراف الحديث عن حوادث هجوم القرش، قائلاً إننا لم نسجل أى حوادث خلال عام 2017 حتى الآن، وإن مصر إحدى أقل دول العالم فى تلك الحوادث، لافتاً إلى أن إلقاء بقايا الأسماك واللحوم التى توجد بها دماء، أو صيد الأسماك ببنادق صيد تُسمى بـ«الهاربون» فى مناطق الشعاب المرجانية، تتسبب فى وجود دماء تجذب أسماك القرش، ومن ثم تتم إثارتها، وتغيير سلوكياتها، وقال إن حوادث هجوم القرش لدينا لا تقارن بما يحدث فى العالم، حيث إن تجاه أمريكا وجزر الكاريبى تجد نحو 60 حادثة سنوياً، وأستراليا نحو 30 حادثة، فيما أن معدلات حالات هجوم القرش فى البحر الأحمر لم تصل حتى لحادث واحد فى العام، وأشار مدير محميات البحر الأحمر إلى أن مصر خسرت قرابة 71 سمكة قرش منذ عدة سنوات عقب ضبط مركب صيد من دولة عربية، وهى تلك الأسماك، التى تبلغ قيمتها 370 مليون دولار، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مسئولى المركب، مشدداً على أنه لا يوجد صيد جائر لأسماك القرش فى البحر الأحمر حالياً، وأنه لو حدثت حادثة تكون حالات فردية قليلة تتم مكافحتها لمخالفتها للقانون.
ورداً على سؤال عن حياة أسماك القرش، قال الدكتور تامر إن معدل النمو الجنسى لها بطىء، حيث إنه يكون من 3 إلى 25 عاماً، كما أن معدل خصوبتها ضعيف، حيث تضع فى المرة الواحدة من مولودين حتى 6 مواليد، فيما أن عمر سمكة القرش من 30 إلى 40 سنة.
ورداً على تساؤل بشأن عدد أسماك القرش التى جرى رصدها عام 2016، قال «تامر» إنه تمت مشاهدة 113 سمكة قرش، سواء من قبل رجال رصدها بالمحميات الطبيعية أو من مجموعات السفارى والغطس فى أماكن وجودها: «ولكن معدلات الرصد قديماً كانت أكثر من ذلك»، موضحاً أن معدلات مشاهدة «القرش الحوت»، والمُسمى «بهلول» فى ازدياد مقابل ذلك، ما يؤكد جودة الحياة البحرية فى البحر الأحمر بالنطاق المصرى، ولفت إلى أن نقص مشاهدة «القروش» يأتى نتيجة الصيد الجائر للأسماك، وبالتالى اتجهت إلى أعماق أكبر لصيد غذائها. وعن تصرف أسماك القرش خلال العام الماضى أثناء رصدها، قال إنها كانت طبيعية، وإن القرش كان هادئاً حتى يشاهد الإنسان، وحينها كان «يهرب»، إلا إذا كان هناك دم فى الماء يثيره مثلما حدث مع شاب العين السخنة.
واستمرت مغامراتنا للبحث عن أسماك القرش فى المياه العميقة للبحر الأحمر بعد خروجنا من نطاق مدينة الغردقة، ولكن مياه البحر أصبحت أكثر شدة، ما دفعنا للتوجه للمناطق المحيطة بالشعاب المرجانية التى تُكسر الأمواج.
وأوضح «الريس سيد عودة»، قائد لنش «محميات 3» الذى كنا نرتاده فى رحلة البحث عن «القرش»، أن هناك 6 مستويات لارتفاع أمواج البحر لدى رجال محميات البحر الأحمر، كانت رحلتنا تُسجل المستوى الخامس منها، وهو مستوى لا يخرجون به عادة للرحلات العميقة، إذ إنه مناخ مناسب للغرق، أو الحوادث البحرية، ومع تحذيرات متتالية من ارتفاع أمواج البحر الأحمر فى المياه العميقة التى قد تظهر بها أسماك القرش، وإمكانية انقلاب اللنش، عدنا فى اتجاه مدينة الغردقة لنبحث عن ثدييات بحرية أخرى لرصدها.
- أسماك القرش
- الأفلام الوثائقية
- الأماكن السياحية
- الإجراءات القانونية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الدفاع عن النفس
- الرصد البيئى
- السويس الجديدة
- الشعاب المرجانية
- أسماك القرش
- الأفلام الوثائقية
- الأماكن السياحية
- الإجراءات القانونية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الدفاع عن النفس
- الرصد البيئى
- السويس الجديدة
- الشعاب المرجانية