أزمة تصريحات «تميم» المسيئة للعرب مستمرة: أمير قطر يواصل الاختفاء.. ووزير خارجيته: نتعرض لـ«حملة ظالمة»

أزمة تصريحات «تميم» المسيئة للعرب مستمرة: أمير قطر يواصل الاختفاء.. ووزير خارجيته: نتعرض لـ«حملة ظالمة»
- أمير قطر تميم بن حمد
- إقامة علاقات
- الأسبوع الماضى
- الأنباء القطرية
- الإدارة الأمريكية
- الإعلام السعودى
- التنظيمات الإرهابية
- الخارجية القطرية
- آل ثانى
- أثار
- أمير قطر تميم بن حمد
- إقامة علاقات
- الأسبوع الماضى
- الأنباء القطرية
- الإدارة الأمريكية
- الإعلام السعودى
- التنظيمات الإرهابية
- الخارجية القطرية
- آل ثانى
- أثار
تواصلت أمس تداعيات أزمة تصريحات أمير قطر تميم بن حمد التى أساء فيها إلى دول الخليج ومصر. ومع اختفاء الأمير غير المفهوم متجاهلاً الغضب العربى والخليجى، لا تزال وزارة الخارجية القطرية تتمسك بأن موقع وكالتها الرسمى تم اختراقه، مؤكدة، أمس، أنها تواجه «حملة إعلامية»، بينما بدت دول الخليج غير مقتنعة بتلك الحجة، ما ظهر عبر وسائل إعلام الإمارات والسعودية. وأعلن وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثانى أن هناك حملة إعلامية واضحة تستهدف دولة قطر، واعداً بأن السلطات القطرية ستتصدى لها، وفق ما نقلت قناة «روسيا اليوم». وقال «آل ثانى»، فى مؤتمر صحفى، إن «الحكومة شكلت فريقاً للتحقيق فى قضية الهجوم الإلكترونى الذى تعرّض له موقع وكالة الأنباء القطرية عندما تم نشر تصريحات نُسبت إلى أمير البلاد لم يُدلِ بها». وتعهّد الوزير القطرى بالكشف عن نتائج التحقيق فى هذه الجريمة، مؤكداً أن «الدوحة لا تستعجل فى الوصول إلى أى استنتاجات فى هذا الشأن». وأعرب وزير الخارجية القطرى عن استغرابه بشأن تعامل بعض وسائل الإعلام مع الأخبار التى وصفها بالكاذبة، رغم كل بيانات النفى الرسمية الصادرة عن وكالة الأنباء القطرية، وكذلك شن حملة مسيئة ضد دولة قطر.
{long_qoute_1}
ورداً على سؤال ما إذا كانت الإدارة الأمريكية مارست ضغوطاً عليهم بشأن العلاقات مع «الإخوان» قال: «لم يُثَر هذا الموضوع فى أى من لقاءاتنا، ونحن نتعامل مع حكومات لا حركات». وتابع أن أمير قطر التقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى «الرياض» نهاية الأسبوع الماضى على هامش القمة الأمريكية العربية الإسلامية، وأن المحادثات ركزت على أهمية هذه العلاقات، لكنها لم تتطرق إلى مسألة الموقف من جماعة الإخوان لأنه «ليس هناك أى دليل على أن قطر لها علاقة بالإخوان»، مؤكداً أن العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر «قوية دوماً واستراتيجية».
وقال «آل ثانى»: «لم نُجر أى اتصالات مع أشقائنا فى الخليج بخصوص توضيح أزمة اختراق وكالة الأنباء، وتم نفى التصريحات المزعومة فى القنوات الرسمية». وحول احتمال نقل قاعدة «العديد» الأمريكية من بلاده، والتى اعتبرها البيان المنسوب لأمير قطر تحمى بلاده من «أطماع دول مجاورة»، قال «آل ثانى»: «هذا الأمر تحكمه اتفاقية وأى شىء يتم سيكون وفقاً لبنودها». وقال الوزير القطرى: «فى يوم الهجوم الإلكترونى، كان هناك مؤتمر فى واشنطن يتحدث عن دولة قطر ولم نُدع إليه، ودُعى إلى المؤتمر جميع الكتّاب الذين كتبوا مقالات الرأى هذه ضد دولة قطر»، مضيفاً: «فى نفس الليلة حدث الهجوم، هل هذا صدفة؟ لا نعرف حتى الآن».{left_qoute_1}
وكان بيان نُشر على وكالة الأنباء القطرية الرسمية مساء الثلاثاء أكد فيه أمير قطر أن بلاده نجحت فى إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة وإيران، واعتبر أن حركة «حماس» هى الممثل الشرعى للفلسطينيين، وانتقد حديث دول عن دعم بلاده للإرهاب، مشيراً إلى مصر والإمارات، مؤكداً أن قاعدة «العديد» الأمريكية فى بلاده تمثل حماية له من «أطماع دول مجاورة»، بينما أعلنت السلطات القطرية فيما بعد أن حساب الوكالة الرسمية تم اختراقه، وأن أمير قطر لم يُدل بأى تصريحات.
أما وسائل الإعلام السعودية والإماراتية فواصلت حملتها، أمس، لليوم الثانى على التوالى ضد قطر، وتجاهلت محاولات النفى القطرى، ففتحت قناتا «سكاى نيوز» و«العربية» تغطية شبه مستمرة لأزمة البيان القطرى مع عدد من السياسيين، إلى جانب إذاعة مواد فيلمية على المحطتين لفترات ممتدة تتناول العلاقة بين قطر والتنظيمات الإرهابية وكذلك العلاقات السرية بين قطر وإيران العدو الأول لدول الخليج العربى وخاصة المملكة العربية السعودية. وواصلت الصحف السعودية الهجوم على «الدوحة»، فتناولت صحيفة «عكاظ» الأزمة تحت عنوان: «خطاب أمير قطر.. مراهقة وانتحار سياسى»، إلى جانب عنوان آخر: «قمم العزم يجمعنا لجمت الأعداء وكشفت المستور.. البغضاء بدت من أفواههم»، مرفقة بصوة وجه من نصفين أحدهما لـ«تميم» والنصف الثانى لوالده الأمير السابق حمد بن خليفة.
{long_qoute_2}
من جهتها، ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، عدداً من ردود الفعل الغاضبة التى أثارتها تصريحات أمير قطر الأخيرة، حيث علق «عبدالخالق عبدالله»، أحد الأكاديميين الإماراتيين، قائلاً «إن هذه المسألة خطيرة للغاية، وتأتى فى وقت سيئ جداً، وسيكون هناك رد فعل قوى تجاه قطر فى الأيام المقبلة»، وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية قد صرح الأسبوع الماضى قائلاً «إن قطر تتعرض لهجمة مدمرة من قبَل وسائل الإعلام المناهضة لها». وواصلت الصحيفة عرض التعليقات المنددة بتصريحات «تميم»، حيث ذكرت تعليقات صحيفة «عرب نيوز» السعودية الغاضبة والتى استنكرت فيها الأنباء المزعومة عن اختراق مواقع وسائل الإعلام القطرية قائلة إن التصريحات كاذبة وملفقة لأمير قطر، وقالت: «هذه التصريحات أثارت الغضب، وتتفق تماماً مع انتقاد الإمارات والسعودية والبحرين لوسائل الإعلام التى ترعاها قطر مثل الجزيرة».
وقالت الصحيفة البريطانية «إن تصريحات تميم جاءت رداً على الترحيب الذى قدمته السعودية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب والخطابات المناهضة التى أدلى بها ترامب والزعماء العرب فى القمة الإسلامية الأمريكية التى عُقدت بالرياض الأحد الماضى، حيث دعا ترامب إلى وحدة الدول فى سبيل عزل إيران سياسياً ومحاصرتها اقتصادياً». ولفتت الصحيفة إلى تزايد الانتقاد من جانب الولايات المتحدة للسياسات التى تنتهجها قطر، وقالت: «أصبح المسئولون الأمريكيون ينتقدون قطر بصورة متزايدة مؤخراً بسبب قلقهم إزاء تداول الأنباء عن تمويلها للجماعات الإرهابية فى سوريا، ومن ذلك مطالبة وزير الدفاع الأمريكى السابق (روبرت جيتس) الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه قطر وتخفيض الوجود العسكرى الأمريكى بها». وقالت صحيفة «إنترناشيونال بزنس تايمز» الأمريكية إن «أمير قطر أثار صدمة الدول العربية المجاورة بتصريحاته التى أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات غاضبة من دول عربية إسلامية عدة». واختتمت الصحيفة: «لا أحد يعلم حقيقة ما إذا كانت هذه التصريحات حقيقية أم ملفقة، ولكن فى حالة ما إذا تم التأكد من صحتها، فستُقابل بردود فعل قوية من جانب أشقائها العرب».
{long_qoute_3}
من جهتها، قالت الكاتبة البحرينية فوزية رشيد، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «المؤلم فى بيان أمير قطر بصرف النظر عما إذا كان البيان ناتجاً عن اختراق إلكترونى من عدمه، المؤلم أن البيان ترجمة خطية لحقيقة السياسات القطرية فى المنطقة، المخالفة للإجماع العربى والخليجى». وأضافت: «البيان كان ترجمة لسياسات قطر التى نشهدها واقعياً منذ سنوات طويلة، والدوحة الآن عليها أن يكون لديها الحكمة فى معالجة سياساتها الخارجية قبل أى شىء وليس مجرد نفى البيان أو حتى إثبات أنه مفبرك»: «وتابعت لا يهم إذا كان البيان مفبركاً من عدمه، الأهم أن تتراجع قطر عن سياساتها المتمثلة فى دعم جماعة الإخوان وحركة حماس، واستضافتها قادة حركة طالبان الأفغانية». وتابعت: «الأسوأ من ذلك العلاقات الودية مع إيران التى أجمعت كل الدول العربية والإسلامية على أنها دولة داعمة للإرهاب وتمثل تهديداً للعالمين العربى والإسلامى، فهى التى تدعم الإرهاب فى سوريا والعراق واليمن وغيرها من المناطق، كما تملك الدوحة كذلك علاقات ودية مع إسرائيل». وقالت الكاتبة البحرينية: «أعتقد أن اختفاء أمير قطر خلال اليومين الماضيين يأتى لرغبته فى أن يظهر الأمر كمجرد اختراق لموقع الوكالة الرسمية ومجرد حملة ظالمة ضد قطر، هو يريد ألا يعطى الأمر أكثر من حجمه، هكذا يفكر، لكن عليه أن يظهر، وقبل هذا عليه أن يراجع كل سياسات بلاده السابقة». وأضافت: «البيان القطرى كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير بالنسبة لعلاقات الخليج مع قطر».