دور المجتمع المدنى فى مكافحة التطرّف وخطاب الكراهية
- أفلام روائية
- الإمارات العربية المتحدة
- البلدان العربية
- الحقوق والحريات
- الخطاب الدينى
- الرأى العام
- السوشيال ميديا
- العمل الثقافى
- العمليات الإرهابية
- أجندة
- أفلام روائية
- الإمارات العربية المتحدة
- البلدان العربية
- الحقوق والحريات
- الخطاب الدينى
- الرأى العام
- السوشيال ميديا
- العمل الثقافى
- العمليات الإرهابية
- أجندة
لا شك أن المنطقة العربية يتجذّر فيها خطاب الكراهية، الأمر الذى يُفسّر نمو وتكاثر الحركات المتطرّفة، استناداً إلى أفكار أصولية تتبنّى رؤى شديدة التطرّف والعنصرية، وهى تنتشر فى البلدان العربية وتتسع من الصومال إلى ليبيا إلى سوريا والعراق واليمن ومصر والكويت والسعودية والبحرين، تقريباً لم يسلم منها قطر عربى واحد إلا ما رحم ربى، ويتسع معها خطاب الكراهية والعنصرية تجاه الآخر، والآخر هنا قد يكون هو الشريك فى الوطن، وبدلاً من أن تكون الاختلافات الدينية والمذهبية مصدر غنى وثراء، تتحول إلى أساس للكراهية والعنف والإرهاب والانقسام والتشرذم، مما يُهدّد وحدة ونسيج الوطن والأمة.
ولا يُشكل هذا الأمر تحدياً للبلدان العربية فقط، وإنما امتد إلى المجتمع الدولى، وأصبح الإرهاب والعنف المبنى على هذه الأفكار يُهدّد الدول والبلدان الأوروبية، وهذا يُفسّر العمليات الإرهابية التى شهدتها بلدان مثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وبلجيكا وروسيا، الأمر الذى جعل هذا الموضوع يحظى باهتمام دولى، بل كان أحد بنود أجندة لقاء القمة الإسلامية بحضور الرئيس ترامب فى المملكة العربية السعودية، لذلك صاحب هذا الاجتماع قرار بإنشاء مركز للوسطية والاعتدال ولمكافحة الأفكار المتطرّفة والإرهاب بالرياض، وفى الحقيقة هذه ليست مهمة الحكومات، وإن كان دعم الدول والحكومات للمبادرات غير الحكومية التى تنشط فى هذا المجال أمر لا غنى عنه، وأرى أن هذه هى مهمة خاصة بالمجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية بامتياز، فمواجهة خطاب الكراهية تعتمد بالأساس على إنتاج أفكار تُعزّز قيم التسامح والقبول بالآخر ونشر وتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر، رغم أهمية الأساليب الأمنية فى مكافحة الجريمة الناتجة عن أفكار التطرّف والإرهاب، وإنما المواجهة الأمنية هى آخر مراحله، قبل ذلك نحن فى حاجة إلى تجفيف منابع التجنيد لهذا الفكر، بكشف زيف هذه الأفكار، وخطورتها على منظومة الحقوق والحريات.
محاور المواجهة تعتمد على القدرة على التأثير فى اتجاهات الرأى العام عبر العمل الثقافى والتعليمى والإعلامى، وهى محاور تنشط فيها بشكل أساسى المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى، وعبر خطط طويلة ومتوسطة المدى، فالعمل فى المحور الأول هو مجال التعليم، الذى يُعد محوراً طويل المدى، ويهدف إلى تطوير مناهج التعليم وإدماج أفكار حقوق الإنسان وقيم التسامح والديمقراطية والحوار وحق الاختلاف والتنوع الفكرى والثقافى والدينى، كل هذا يحتاج إلى جهود مُضنية يقوم بها المجتمع المدنى، سواء مع الخبراء والمتخصصين أو المعلمين والمختصين بالعملية التعليمية، وبالطبع بالشراكة مع المؤسسات التعليمية الرسمية.
المحور الثانى، فى الحقيقة، هو الخطاب الدينى، وهو جهد محجوز للفقهاء والمثقفين المستنيرين لتفكيك خطاب التعصّب والكراهية وإحلال خطاب ورؤى دينية تُعزّز قيم التعايش السلمى بين الشعوب والأمم بكل اختلافاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والثقافية واللغوية، ودون تمييز، ويمكن للمجتمع المدنى هنا أن يكون شريكاً لدعم هذه المبادرات وتوفير أطر للحوار والنقاش، والنشر، وإشراك الجماهير.
المحور الثالث هو النشاط الثقافى والفنى، وهنا فى الحقيقة تأتى أهمية تشجيع المبادرات الفردية للشباب فى المجالات الفنية والثقافية لإنتاج منتجات ثقافية كأفلام روائية أو قصيرة أو أشكال من الأعمال الثقافية والمسرحية، أو عبر السوشيال ميديا، التى تتيح إمكانيات للتواصل واسع النطاق فى قطاعات الشباب، وهى القطاعات المستهدفة، لا سيما أن أحد أهم القدرات والإمكانيات لأصحاب الفكر المتعصّب، هى قدراتهم على استخدام السوشيال ميديا للتجنيد، والوصول إلى قطاعات شبابية بكل مكان فى العالم، الأمر الذى يمنحها عناصر قوة للانتشار.
لذلك كانت أهمية مبادرة لعدد من منظمات المجتمع المدنى التى التقت فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعلنت ائتلافاً لمكافحة التطرّف والتعصّب والكراهية فى المنطقة العربية، هى مبادرة مهمة، نتوقع أن يكون لها أثر بالغ فى هذه الحرب الضروس ضد التعصّب والكراهية والإرهاب.