"محمد" ترك السياحة وباع "كسكسي": "أنا في عرض جنيه"

كتب: صفية النجار

"محمد" ترك السياحة وباع "كسكسي": "أنا في عرض جنيه"

"محمد" ترك السياحة وباع "كسكسي": "أنا في عرض جنيه"

في جو يسوده الهدوء، يتجول محمد ناصر قرب المدارس بـ"تروسيكل" لبيع الكسكسي، الذي أصبح مصدر دخله الوحيد، بعد توقفه عن السفر والعمل بالسياحة، عقب حادث الطائرة الروسية، الذي اضطره للعودة إلى محافظة الفيوم، حيث بلدته التي كان يعيش بها، قبل مجيئه إلى القاهرة بصحبة أسرته، ليعمل "بائع كسكسي متجول".

وجد الشاب الثلاثيني نفسه مضطرا للعمل في أي شيء للإنفاق على أبنائه، فهداه تفكيره للعمل "بائع كسكسي متجول" في القاهرة مع أحد أصدقائه، تعلم المهنة واشترى "تروسيكل"، ليكون المشروع ملكه ويرثه أبنائه، رغم أن دخل "محمد" من بيع الكسكسي قليل، بخاصة بعد ارتفاع سعر السكر والسمن والدقيق والعلب البلاستيكية التي يبيعه فيها، إضافة إلى قلة الإقبال عليه في نهار رمضان، لكنه لم يجد بديلا آخر يحصل منه على رزق أبنائه، لذا يفضل تكثيف جولاته بعربة الكسكسي، بخاصة أماكن تجمع الأطفال في وقت الذروة والحر، مثل المدارس ومركز الدروس الخصوصية، لبيع "الكسكسي" ولو بكمية قليلة: "تمن العلبة مش جايبة تعب وقفتي على العجلة في الحر وأنا صايم، ولو بعت بـ30 جنيها في اليوم يبقى ربنا بيحبني".

تعرّض "الكسكسي" للحر يتلفه، ما يضطر "محمد" إلى تقليل الكمية التي يبيعها لتفادي الخسارة: "الحر بيخليه يحمض، ولو عملت كتير هيبوظ مني وأنا في عرض جنيه".

حركة بيع "الكسكسي" ليلا قليلة جدا، لأنه يندرج ضمن الحلوى، لذا فهي سلعة غير رائجة، في ظل الحلوى التي تكتظ بها البيوت في رمضان بحسب وصفه: "في القاهرة الحال غالي والتراب بفلوس، والكسكسي مش جايب همه، بفكر أبيع أي حاجة تاني تساعدني أدفع إيجار الشقة وكسوة ولادي".

مر "محمد" بظروف مادية ضيقة في بداية حياته، دفعته للاكتفاء بالشهادة الإبتدائية، فسافر إلى الغردقة وشرم الشيخ للعمل في مجال السياحة الرائج آنذاك، وأتقن فن التعامل مع السائحين، فعرف كيف يحقق ربحا يوميا بشكل كبير، لكن بعد زواجه وجد نفسه مسؤولا عن أسرته المكونة من زوجة وابن وابنة، ولا بد من إعطائهم حقوقهم، لذا قرر ترك عمله في السياحة، للعمل "بائع كسكسي متجول": "الرزق ده بتاع ربنا ومحدش عارف الخير فين".


مواضيع متعلقة