دبلوماسيون: كلمة «السيسى» تعكس رؤية متكاملة للأمن الإقليمى

كتب: بهاء الدين عياد ومحمد حسن عامر

دبلوماسيون: كلمة «السيسى» تعكس رؤية متكاملة للأمن الإقليمى

دبلوماسيون: كلمة «السيسى» تعكس رؤية متكاملة للأمن الإقليمى

أكد دبلوماسيون وخبراء أهمية الخطاب الذى وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى الرياض، أمس الأول، معتبرين أنها تضمنت عناصر محددة تعكس رؤية مصر للتعامل مع التهديد المشترك الذى يداهم كافة دول العالم، فيما اعتبر البعض أن هذا الخطاب شهد تحولاً فى تعامل مصر مع التهديدات الإرهابية بالتركيز على مواجهة منابع الإرهاب والدول الراعية له وليس فقط المنظمات الإرهابية.

وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر حققت ما كانت تدعو إليه من ضرورة التحرك الدولى لمحاربة الإرهاب، مؤكدة أن كلمة الرئيس بالقمة مثلت دور مصر الذى يعكس عقلانية القوة السياسية المؤثرة فى المنطقة وفاعلية حركتها على المستوى الدولى ورؤيتها للأمن الإقليمى. وأكدت السفيرة لـ«الوطن»، أن إلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى لكلمته يدل على أهمية وثقل مصر، حيث كان هناك 6 متحدثين فقط فى القمة من بين عشرات الدول التى حضرتها، وجاء معيار الاختيار أن مصر أكبر دولة فى المنطقة العربية ولها مواقف محددة ورائدة فى ضرورة توجيه الاهتمام الدولى الشامل لمحاربة الإرهاب بمعناه الواسع الذى يشمل الدول الداعمة للإرهاب كما أوضح الرئيس فى كلمته، مؤكدة أنه كان هناك تطلع كبير لكلمة مصر التى تميزت بأنها موضوعية وقوية وكلمة دولة مسئولة لم يكن فيها تحيز ومحددة وواضحة، وتؤكد دور مصر فى محاربة الإرهاب الموجود فى جزء مهم من أراضيها، وأسبابه وحددت أطرافه والدول المؤثرة فيه، وحددت المخاطر التى تواجهها مصر ولم تحدد أسماء الدول ولم توجه أصابع الاتهام لدول بعينها، وتابعت: «كان واضحاً فى الكلمة تحديد وتوضيح أهمية التعرف على مصادر الإرهاب الحقيقية التى لا تنحصر فقط فى تهديدات داعش والقاعدة وغيرهما».

{long_qoute_1}

واعتبرت «علام» أن الكلمة جاءت محققة لآمال وتوقعات المصريين بأن مصر تتصرف كدولة مسئولة ذات رؤية بعيدة المدى وثاقبة لا تحركها الأهواء، ولكن تؤيدها الوقائع على الأرض.

وقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس «السيسى» وجه كلمة قوية وشاملة، ولها ثقل ووضعت جميع الرؤساء الحاضرين أمام مسئولياتهم إذا كانوا صادقين فى محاربة الإرهاب، لأنه لا يمكن محاربة الإرهاب إلا بانتهاج المقاربة التى طرحها الرئيس السيسى، الذى كان حريصاً منذ البداية على التأكيد على شمولية محاربة الإرهاب والتطرف، وأنه لا يكتفى بالوسائل العسكرية والأمنية، والجديد أن الرئيس منذ أسبوع بدأ يتحدث ويشير صراحة إلى وجود دول، وهذا جديد بالنسبة للخطاب السياسى للرئيس فيما يتعلق بالإرهاب، وهذه المرة الثانية التى يستخدم فيها «السيسى» تعبير «الدول الراعية للإرهاب»، معتبراً أن العناصر الواردة فى الكلمة كانت موجودة فى خطاباته إزاء محاربة الإرهاب، باستثناء تركيزه على الدول الداعمة للإرهاب، وتابع: «المرة الأولى الرئيس تحدث فيها عن أنه يمكن الرد على هذه الدول، كرسالة تحذيرية ضدها، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى للأبد أمام دعم تلك الدول للإرهابيين الذين يهاجمون مصر على أراضيها».

وفيما يتعلق بشمول الخطاب لأبعاد وقضايا المنطقة، قال: «الرئيس ركز على ظاهرة الإرهاب والقضية الفلسطينية، واستبعد تماماً أية أبعاد طائفية فى تناول هذا الملف، ولم يذكر إيران، ولكنه طالب بوقف التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية».

من جهته، قال الكاتب السياسى الكويتى الدكتور شملان العيسى، إنه «من الواضح وجود تغيير لدى الإدارة الأمريكية الحالية مقارنة بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إذ إن ترامب يعتبر أن الاعتداء على أى دولة خليجية اعتداء على الولايات المتحدة ذاتها عكس الإدارة السابقة التى كانت تركز على الداخل الأمريكى فقط». وأضاف «العيسى» فى اتصال لـ«الوطن»: «ولكن أعتقد أن مسألة تكوين جيش من 34 ألفاً لمحاربة الإرهاب ربما لن تنجح، لأن التجارب التى رأيناها فى السنوات الأخيرة تؤكد أن هذه الجهود تفشل، ولسنوات نتحدث عن قوة عربية مشتركة ولم ننجح.


مواضيع متعلقة