1- «السلمية» هى مبدأ إنسانى تتحرك وفقه القوى الساعية إلى التغيير، وتستخدمه القوى الوطنية ضمن وسائل التحرر من قوى القهر والاستغلال.
2- «السلمية» فكرة نبيلة، تلجأ إليها القوى المستنيرة فى أى مجتمع يسعى إلى تغيير موازين القوى لصالح مبادئ الحرية والمساواة والعدل والمواطنة.
3- تنشأ فكرة السلمية عادة من وجود طرف قاهر يملك القوة ووسائل العنف، ولا يملك الضمير.. وطرف آخر يملك الضمير ولا يملك القوة وإن كان من الممكن أن يسعى إلى امتلاك وسائل العنف.
4- أشهر من استخدم هذا الأسلوب فى التاريخ هو الزعيم الهندى غاندى، الذى أصر على أن يقاوم عنف الاحتلال الإنجليزى بالسلمية.. لم يعتمد أسلوب التحرير العسكرى أو الحلول العنيفة تجاه جنود الاحتلال بالرغم من أنه كان زعيما لمئات الملايين من أبناء الهند الذين كانوا يأتمرون بأمره.
وبعدما تحررت الهند من الإنجليز واجه المهاتما غاندى إشكالية أكثر صعوبة من خروج الإنجليز وهى الصراعات الداخلية بين العرقيات الهندية والديانات المختلفة داخل الهند، وحجم العنف الذى انفجر داخل المجتمع والذى انتهى بميلاد دولتين إسلاميتين انفصلتا عن الوطن الأم.. وهما باكستان وبنجلاديش.
5- ظل غاندى حتى آخر يوم فى حياته مؤمناً بالسلمية كطريق أفضل لبناء المجتمعات، حيث كان يرى أن بوابات العنف تنفتح على الهدم ولا تؤدى إلى البناء.
6- استغرق غاندى سنوات طويلة من تاريخه النضالى، ومن خلفه الشعب الهندى، حتى استطاع أن يحرر الهند من خلال اللاعنف أو السلمية معتمداً على وصول رسالته إلى ضمير المواطن الإنجليزى الذى وصلته مشاهد العنف التى يمارسها جنود جيش الاحتلال الإنجليزى فى الهند.. والذى يقابل بسلمية تصل إلى حد وقوف طابور من الهنود فى مواجهة بنادق الإنجليز فيطلقون عليهم الرصاص، وحينما يسقطون قتلى يصطف طابور آخر ليتلقى الرصاصات الجديدة... وهكذا!!
7- المواجهات الحالية فى مصر.. وهى مواجهات سياسية فى الأساس بين أبناء الوطن الواحد.. ينفرد فيها تيار (الإسلاميين المتشددين) بلغة العنف والتهديد بالعنف وبالسلاح.. ومع هذا فهم يصرخون ملء حناجرهم بأن الشباب الذى خرج يعبر عن مطالبه السياسية بدعوة الناس للتوقيع على ورقة تمرد هم الذين يحرضون على العنف ويمارسونه!!
8- الكثيرون من أصحاب اللغة الداعية إلى العنف وإلى ترويع المصريين هم أصحاب تاريخ دموى وإرهابى.. أراقوا فيه دماء المصريين بالفعل.. ومع هذا يتهمون جبهة الإنقاذ بأنها تعطى غطاء سياسيا للعنف!!
9- إذا سألنى سائل «هل تؤيد المظاهرات فى الثلاثين من يونيو؟» سأقول «نعم» على الفور.. وإذا سألنى «هل تعتقد أن الذين يهددون بالعنف سيلجأون إليه؟!».. سأقول على الفور: نعم.. إنهم لا يملكون منطقا.. وتاريخهم ملىء بالعنف.. بل إنهم يربطون بين العنف وبين الدين.. وليست مشاهد ما حدث مع الشيعة الأربعة منذ أيام ببعيدة.
10- ماذا نفعل تجاه هذا العنف؟!
فى رأيى المتواضع.. يجب أن نسلك نفس سلوك غاندى.. يجب ألا نرفع سلاحاً فى وجوههم.. وسيكون هذا عنصرا حاسما فى انتصار الثورة السلمية واستكمال أهدافها النبيلة.