"عبد ربه" مدرس في الصبح وبائع "أمشطة" بعد الظهر: أحسن من السرقة

"عبد ربه" مدرس في الصبح وبائع "أمشطة" بعد الظهر: أحسن من السرقة
- أشعة الشمس
- ارتفاع الأسعار
- الشمس الحارقة
- بيع سلع
- زيادة الدخل
- شهر رمضان
- صلاة الظهر
- عبد ربه
- مناطق مصر الجديدة
- آذان
- أشعة الشمس
- ارتفاع الأسعار
- الشمس الحارقة
- بيع سلع
- زيادة الدخل
- شهر رمضان
- صلاة الظهر
- عبد ربه
- مناطق مصر الجديدة
- آذان
تنهال على رأسه أشعة الشمس الحارقة، لكنه لا يستسلم فيحاول حجبها عنه متظللا بقطعة كرتون التي اتخذها طوق نجاة تقيه من آثار الشمس أثناء الصيام، فرغم كبر سنه إلا أن "عبد ربه" يسعى لزيادة رزقه طوال الوقت كونه يلتزم بمصاريف أسرة كاملة لا تنتهي احتياجاتها، يضع فرشته أمام العمارة التي يعيش فيها منذ مولده على الأرض بعد صلاة الظهر ثم يبدأ ترتيب "الفرش والأمشطة والمرايات" لبيعها للمارة.
لم يكتفِ عبد ربه بعمله مدرس كهرباء في إحدى المدارس منذ 35 عامًا بل سعى لزيادة الدخل، حيث إن عمله الأول لا يكفي المتطلبات اليومية لأسرته، ما اضطره بعد الانتهاء من فترة عمله، يخرج من منزله في إحدى مناطق مصر الجديدة والمليئة بالمحال ويضع فرشته، ولكن لأن هذه الأيام فترة الإجازات المدرسية فيجلس منذ الساعة 12 مساء في الشارع لبيع سلعه "مرتبي من المدرسة بعد 35 سنة 2400 جنيه بس، طيب دول يعملوا إيه في الزمن ده مش هيكفوا أي حاجة خالص ولا كهربا ولا غاز ولا مية ولا إيجار السكن".
وجد "عبد ربه"، البالغ من العمر 55 عامًا، أن مكسبه من "الفرش والأمشطة والمرايات"، جيد بل وأفضل من وظيفته بالمدرسة، لكنه يواجه مشكلة كبيرة في البلدية رغم أنه يعمل دائما على نظافة المكان الذي يجلس فيه "بتجري ورانا ومبتسبناش نشتغل وبييجي الضابط وياخد الفرشة ويعمل محضر" وفقا له.
وعبر الرجل الخمسيني على استيائه "طيب أنا هعمل إيه ما أنا بساعد نفسي أحسن ما مد إيدي ولا أسرق أو أشتغل في حاجة ممنوعة" حيث إنه لديه صبيان حصلوا على دبلوم صنايع وأحدهما متزوج ورغم ذلك يصرف عليه أيضا كونه لديه طفل ومرتبه ضعيف لا يكفي، والآخر في الجيش لا يعمل ويحتاج لمصاريف.
ارتفاع الأسعار كان لها تأثيرها القوي على عبد ربه فبعد أن كانت الفرشة بـ10 جنيهات أصبحت تصل لـ20 جنيها، ما جعل الزبائن تتفاجأ من الأسعار وتذهب بدون شراء، ورغم ذلك إلا أنه مجبر على الوقوف وقت الصيام فلربما يأتي إليه من يشتري، وعند أذان المغرب فيذهب للفطار وسط أسرته أو بجانب فرشته.
بعد الفطار تتحسن نسبة المبيعات أكثر من فترة الصيام وأيضا بعد مرور 15 يومًا في شهر رمضان يختلف الأمر لدى عبد ربه: "النزول في رمضان متعب وخصوصا إني عندي الغضروف في رقبتي بس هنعمل إيه شهر وبيعدي وبستحمل"، ويرى أن الحياة لم تصبح مثل زمان ولكن عليه الصبر والرضا.