حلم صناعة المنسوجات يتحول إلى كابوس فى «كفر هلال» بسبب الدولار وانقطاع الكهرباء

حلم صناعة المنسوجات يتحول إلى كابوس فى «كفر هلال» بسبب الدولار وانقطاع الكهرباء
- أحمد السيد
- أزمة انقطاع الكهرباء
- أعمال الحفر
- أهالى قرية
- ارتفاع أسعار
- ارتفاع الدولار
- ارتفاع تكاليف
- ارتفاع سعر الدولار
- الأسواق المحلية
- البنك المركز
- أحمد السيد
- أزمة انقطاع الكهرباء
- أعمال الحفر
- أهالى قرية
- ارتفاع أسعار
- ارتفاع الدولار
- ارتفاع تكاليف
- ارتفاع سعر الدولار
- الأسواق المحلية
- البنك المركز
قصة نجاح بدأت منذ نحو 80 عاماً، صنعها أهالى قرية «كفر هلال»، التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، لتصبح على مدار عقود القرية الصناعية الأولى فى الإقليم، بعد دخول التطوير والماكينات الحديثة والحاسب الآلى فى صناعة المنسوجات والمفروشات، التى ظلت لسنوات طويلة تنافس فى الأسواق المحلية والخارجية.
{long_qoute_1}
بداية دخول صناعة المنسوجات إلى قرية «بنى هلال»، كما يرويها عدد من الأهالى، كانت فى ثلاثينات القرن الماضى، عن طريق «خواجة» إيطالى اسمه «إدمون روبيل»، الذى وفد إلى القرية حاملاً معه «نول» و«مكوك» لصناعة المنسوجات، كما حمل معه آمالاً عريضة فى تأسيس قلعة صناعية ضخمة، وبمرور الزمن تحققت الآمال، وأصبحت القرية أحد أكبر مراكز صناعة النسيج فى مصر.
وأقام ذلك «الخواجة» أول مصنع يدوى للنسيج، عمل به العديد من أبناء القرية، الذين أنشأوا فيما بعد مصانع خاصة بهم، كانت فى الماضى تعتمد على «النول»، ثم تطورت بعد ذلك، حتى وصلت حالياً إلى العمل بالماكينات الحديثة والحاسب الآلى، مما ساعد فى القضاء على ظاهرة البطالة بين شباب القرية، كما أصبحت مركزاً لجذب أبناء العديد من القرى المجاورة. ويبلغ عدد مصانع النسيج فى القرية نحو 300 مصنع كبير، بالإضافة إلى نحو 2000 ورشة صغيرة، يعمل بها أكثر من 8 آلاف شخص، مما لفت أنظار الحكومة إليها، خاصةً فى أعقاب الزيارة التى قام بها الرئيس الأسبق حسنى مبارك للقرية سنة 1987، حيث أصدر قراراً باعتبارها منطقة صناعية ضمن محافظة المنوفية، ووجه بإنشاء محول كهربائى، ورصف بعض الطرق بالقرية، لخدمة تلك المصانع.
إلا أن ذلك الحلم تحول إلى «كابوس» نتيجة حالة «الركود» التى ضربت منتجات تلك المصانع، بسبب «تعويم» الجنيه وارتفاع سعر الدولار، وانقطاع التيار الكهربائى عن القرية بصورة متكررة، مما أدى إلى توقف العديد من المصانع، وتشريد العاملين بها.
{long_qoute_2}
وتحدث «عامر حجازى»، صاحب مصنع للنسيج، لـ«الوطن» عن حالة الانهيار التى لحقت بصناعة المنسوجات فى قرية «بنى هلال»، بقوله: «أزمتنا الكبرى هى انقطاع التيار الكهربائى، وعدم قدرة الشبكة الحالية على تلبية احتياجات المصانع مما يؤثر بشكل كبير على الإنتاج، والالتزام بالتوريد، وتعطل العمل، وزيادة التكلفة»، مشيراً إلى أن أصحاب المصانع تقدموا بالعديد من الشكاوى والاستغاثات إلى كافة المسئولين بمحافظة المنوفية، وأضاف أنه تم تزويد شبكة الكهرباء بـ«خط هوائى» للضغط العالى، من المنطقة الصناعية بقويسنا، بعد زيارة «مبارك» للقرية، ومنذ ذلك الوقت لم يتم تجديده حتى الآن، مشيراً إلى انقطاع التيار الكهربائى بصورة متكررة، نتيجة الرياح والعوامل الجوية، التى تؤثر على الخط الهوائى، ولفت إلى أن محافظ المنوفية، الدكتور هشام عبدالباسط، وافق مؤخراً على توصيل «كابل أرضى» للضغط العالى، لحل أزمة انقطاع الكهرباء بالمصانع. وعن «أزمة» ارتفاع سعر الدولار، أكد «حجازى» أن الأزمة الأخيرة كانت لها نتيجة إيجابية كبيرة، تتمثل فى القضاء على إغراق الأسواق المحلية بمنتجات صينية وسورية مستوردة ورخيصة، التى كانت تسبب معاناة لأصحاب المصانع وأبناء القرية لسنوات طويلة، إلا أنها أدت أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتشغيل، مما أجبر العديد من أصحاب المصانع على إيقاف نشاطهم، ولكن تراجع الاستيراد أفسح المجال بشكل كبير للمنتج المحلى، وأضاف أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، تسبب فى رفع أسعار المنسوجات التى تنتجها القرية، بسبب ارتفاع أسعار الخامات اللازمة للتشغيل، التى يتم استيرادها من الخارج، مما أدى إلى ارتفاع سعر المنتج إلى الضعف تقريباً، وأكد أن «تذبذب قيمة الدولار تسبب أيضاً فى حالة من الارتباك سادت أسواق المنسوجات».
ولفت «أحمد السيد»، أحد أهالى قرية «كفر هلال»، إلى مشكلة أخرى يعانى منها الأهالى منذ سنوات، نتيجة عدم وجود خدمات للصرف الصحى والصناعى بالقرية، وقال: «لقد انتظرنا لسنوات طويلة من أجل توصيل الصرف الصحى، ولكن القرية الآن بطنها مفتوحة»، بحسب وصفه، حيث تنتشر أعمال الحفر فى أغلب الشوارع، وأضاف أن المقاول، الذى يتولى تنفيذ شبكة الخطوط، يعمل أسبوعاً ويتوقف عشرة، مما أدى إلى ظهور مشكلة جديدة بالقرية، أثرت على حركة السيارات بشكل كبير، خاصة سيارات المصانع، التى تورد الخامات والمنتجات، وتابع «السيد» أنه «طبقاً لوعود المسئولين، فإنه سيتم الانتهاء من الأعمال، وتسليم المشروع منتصف العام الحالى، ولكن بهذه الطريقة أمامهم ولا سنتين كمان»، مطالباً المسئولين فى محافظة المنوفية بوضع «الطبيعة الصناعية والتجارية» الخاصة للقرية فى اعتبارهم، وإنجاز مشروع الصرف الصحى بالقرية فى أقرب وقت.
ومن جانبه، قرر محافظ المنوفية تشكيل لجنة لبحث مطالب المستثمرين بقرية «كفر هلال»، وإنقاذ المصانع من «شبح التوقف» الذى يهددها، واتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المنطقة الصناعية بالقرية، وأشار «عبدالباسط» إلى عقد جلسة طارئة مؤخراً، لبحث أنسب الطرق لإعادة تشغيل مصانع النسيج المتوقفة بالقرية، وتوجيه الدعم اللازم للمصانع المنتجة حالياً، بحضور المدير التنفيذى لاتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة، وممثل البنك المركزى، ومندوب عن جمعية المستثمرين، وأصحاب المصانع. كما أكد المحافظ أن اللجنة ستبحث أيضاً وضع الحلول المناسبة للقضاء على مشكلة أعطال الكهرباء الدائمة، وتغيير خط الكهرباء الهوائى الواصل من قرية «كفور الرمل» حتى قرية «كفر هلال»، إلى كابل أرضى من مدينة بركة السبع بطول 77 كيلومتراً، لضمان السيطرة على أعطال الكهرباء، وحتى لا تتوقف مصانع النسيج عن العمل.
انقطاع التيار الكهربائى أثر بالسلب على صناعة المنسوجات بالمنوفية