دكان شحاتة فى المزاد العلنى

دكان شحاتة فى المزاد العلنى
كان الأخ شحاتة، وهو المشاغب الوحيد فى شلة أرباب المعاشات من أمثالى والأب الروحى للكثيرين من المتعصبين دينياً، قد افتتح «دكان على قد حاله» فور خروجه على المعاش المبكر أطلق عليه دكان شحاتة كما اسم الفيلم المعروف. وكان كثيراً ما يغلقه ثم يعود ليفتحه كما يحلو له، ويدير الدكان بأسلوب ديكتاتورى يمتنع فيه عن البيع لمن يخالف توجهاته الدينية معتمداً على مجموعة من الشباب الملتحى المتمسكين بدستور الدكان، كما كان يحرص على رفع أذان الظهر بنفسه يومياً وإغلاقه للصلاة، كما كان يعمل على تخفيض أسعار مبيعاته من الأرز والسكر والزيت لمساعدة الجماعات الإسلامية فى حصد أصوات الناخبين، ورغم صرامته فى إدارة الدكان فقد تمكن أحد العاملين بالمحل من اختلاس مبلغ مالى لزوم إجراء عملية جراحية لتجميل وجهه، وتم القبض على آخر بتهمة فعل فاضح فى الطريق، وتسببت تلك الأحداث اللاأخلاقية فى تدمير سمعة المحل، ثم واجهت المعلم صدمة مدمرة نتيجة الزلزال الذى ضرب المحروسة بقسوة بعد حل مجلس الشعب فقرر أن يبيع الدكان فى المزاد العلنى ليتمكن من تسديد ديونه المتأخرة للبنوك، بعد نفاد رصيده من محبة الناس من سكان الحى الذين كان يسبب لهم الإزعاج اليومى بصراخه الدائم فى مكبرات الصوت للترويج لبضاعته وأحياناً فى نشر أكاذيب الفتاوى الدينية المضروبة، فسارع السكان بتكسير مئات القلل القناوى وزير كبير الحجم أمام الدكان وسط زغاريد النساء وهتافات الشباب، والتى كان من أهمها حقاً «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع»، ولم يجد شحاتة المترنح من الصدمة إلا أن يصرخ فى وجه صبيانه الفاشلين: حسبى الله ونعم الوكيل فيكم، أنتم سبب ما أنا فيه من عمايلكم السودا. وطالبهم بالبحث الفورى عن مشترٍ للدكان فى المزاد العلنى.