بالفيديو| "توحة".. أول امرأة دخلت عالم الغناء في السعودية

بالفيديو| "توحة".. أول امرأة دخلت عالم الغناء في السعودية
تاريخ الغناء في المملكة العربية السعودية يحفل بأسماء مطربين وملحنين كبار حملوا على عاتقهم مهمة صعبة في وسط اجتماعي محافظ ومقيد بألف قيد وقيد، فنجحوا، بشق الأنفس، في المحافظة على التراث الشعبي الغنائي وتطويره ونشره محليًا وخليجيًا وعربيًا.
في ظل هذا المجتمع المحافظ، كانت فكرة دخول المرأة إلى عالم الغناء شبه مُستحيلة، ولكن استطاعت "توحة" اقتحام المجال وباتت رائدة الغناء النسائي في السعودية، بعدما أصبحت أول مطربة وملحنة سعودية على الإطلاق.
"توحة" هو الاسم الفني لـ"فتحية يحيى حسن"، التي ولدت في الأحساء في عام 1934 لأسرة حجازية محبة للفن والأدب والتراث والغناء.
كان والدها يعمل مفتشا للجمارك في الأحساء، ويكتب الشعر ويغني لأصدقائه في البيت ويحتفظ بمكتبة من الأسطوانات لعمالقة الطرب العربي، أما والدتها فكانت هي الأخرى تعشق ترديد الأغاني التراثية الحجازية في البيت.
بدأت توحة، التي كانت قد تعلمتْ الغناء من حفلات الأفراح، وتعلمت العزف على العود وكتابة النصوص الغنائية على يد أخيها المرحوم الدكتور محمد أمين حسن يحيى (ملحن وشاعر ومؤلف وأول من فتح معهدا خاصا للموسيقى بجدة)، تطورت موهبتها الغنائية قبل أن تقوم بتسجيل بعض الأغاني من ألحان طارق عبد الحكيم وفوزي محسون على الأسطوانات الحجرية.
قدمتْ توحة في بداية مشوارها ثلاث أغنيات هي: "دعاني مرة وقال لي"، و"راعيني ولا تكابر"، و"صحيح مني انتهيت"، وكلها من كلمات ثريا قابل وألحان فوزي محسون، لكن الأغنية التي كانت سببا في شهرتها وانطلاقتها هي أغنية "أشر لي بالمنديل".
وقدمت "توحة" أكثر من 450 أغنية أشهرها: "استحلفك بالله، ياحمام البين، تدلع يا حلو حالي، أنا المسكينة، أنا يا طير الأخضر، مكحول العين".
في 29 يناير 2012، كانت توحة على موعد لتكريمها أثناء أمسية نسائية نظمتها جمعية الثقافة والفنون السعودية بمحافظة الطائف، لكن الأمور لم تسر كما كان مأمولا لأن رجال الحسبة من أعضاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" كانوا للأمسية بالمرصاد بحجة وجود تجاوزات.