إبداعات «الكليات العملية».. أحلام «مركونة» على أرفف المخازن

إبداعات «الكليات العملية».. أحلام «مركونة» على أرفف المخازن
- أحمد صلاح
- أرض الواقع
- الإفراج الجمركى
- البحث العلمى
- التيرم الثانى
- الجامعات الحكومية
- الحرم الجامعى
- الدكتور محمد جلال
- أبحاث
- أبعاد
- أحمد صلاح
- أرض الواقع
- الإفراج الجمركى
- البحث العلمى
- التيرم الثانى
- الجامعات الحكومية
- الحرم الجامعى
- الدكتور محمد جلال
- أبحاث
- أبعاد
رسوم على الجدران، وماكيتات فى المخازن، وأحلام مؤجلة لآلاف الطلاب، مصيرها الأدراج، وتنتظر من يحولها إلى واقع. هذا حال آلاف من مشروعات تخرج طلاب الكليات العملية «هندسة وعمارة وفنون جميلة وتطبيقية وغيرها» التى أنفق أصحابها سنوات من عمرهم لإعدادها.
فى مخازن الجامعات الحكومية، تصميمات لموانئ ومطارات ومنشآت سياحية، وبرمجيات، وروبوتات، كثير منها كفيل بحل العديد من مشكلات المصريين، ونقل مصر خطوات عديدة إلى الأمام، لكن تبقى البيروقراطية وضعف التمويل هى العقبة أمام خروج هذه الأحلام المؤجلة إلى النور.
{long_qoute_1}
فاطمة رشدى، طالبة فى قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، قالت: «معظم مشروعات التخرج قابلة للتنفيذ، ومبنية على أسس وقواعد علمية دقيقة، وبينها تصميمات كاملة لموانئ ومطارات ومنشآت سياحية وتنموية، والغريب أنها جميعاً تواجه العديد من العراقيل عند محاولة تطبيقها على أرض الواقع».
السبب فى عدم تنفيذ هذه المشروعات، حسب «فاطمة»، هو «عدم توافر الإمكانيات أو وجود أبعاد تجارية»، موضحة أن «المشروعات الجيدة تعرض فى بانارات داخل الكليات، رغم أن بعضها يكاد يصل إلى العالمية فى الإبداع والتصميم، كما أن معظم مشروعات التخرج فى جامعات الصعيد تمس الواقع، وهى كفيلة بإحداث تنمية فى المجالات كافة فى حال دعمها».{left_qoute_1}
الدكتور عواد فرغلى، عميد كلية علوم المنيا، ومدير المركز الوطنى للابتكار وريادة الأعمال، قال إن «مشروعات التخرج فى كلية العلوم تبدأ مع بدء الدراسة، ويتم تسجيل كل مشروع فى التيرم الثانى»، وأضاف: «لكى ينجز الطلاب مشروعات مميزة يحتاجون إلى إمكانيات مادية كبيرة ليست متوافرة، ورغم ذلك هناك مشروعات تخرج مميزة تم استخدامها فى خدمة المجتمع، خاصة فى مجال البرمجيات، وهناك رجال أعمال اتفقوا مع طلاب على مشروعات تخرج ليستفيدوا منها فى شركاتهم، وهو مؤشر جيد على أن هذه المشروعات عملية ومفيدة للمجتمع، ويمكن تطبيقها فى حال التسويق الجيد لها».
وقال الدكتور محمد جلال حسن، نائب رئيس جامعة المنيا لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن «كثيراً من المشروعات يمكن أن تخرج إلى النور لخدمة وتنمية المجتمع، لكن هذا يحتاج إلى أكثر من طرف شريك مع الجامعة»، مضيفاً: «هناك مشروعات تخرج افتراضية سيتم تنفيذها داخل الحرم الجامعى هذا العام، منها تصميم نافورة مياه متكاملة، ونحن بصدد توقيع بروتوكول مع المحافظة لتنفيذ مشروعات تخرج جيدة على أرض الواقع بما يساهم فى تنمية وخدمة المجتمع».
وأشار الدكتور مصطفى الراوى، أستاذ الهندسة المدنية فى جامعة المنيا، إلى أن «إمكانيات طلاب الجامعة محدودة، ما يجعل تطبيق هذه المشروعات صعباً، رغم أنها عملية جداً، وكثير منها قابل للتنفيذ، وهناك مسابقات تقام لعرضها، وبعضها يحصد جوائز، ويجب أن تلعب الجامعة دوراً فى التسويق للأفكار المميزة، لكن معظم الجامعات لا تتواصل بشكل جيد مع الخارج لتسويق الأفكار الجيدة، ويجب أن يكون هناك ربط وتشبيك بين الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات لدعم هذه المشروعات، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا المجال، فبعض الشركات والمصانع الكبرى تتولى الإنفاق على منح بحثية للاستفادة من تطبيق أحد المشروعات على أرض الواقع».
{long_qoute_2}
أما الدكتور جمال أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، فقال: «لو توافرت إمكانيات أكبر للجامعات، وتم توقيع اتفاقات شراكة مع جهات أخرى، مثل وزارتى الصناعة والاستثمار، يمكن عندها الاستفادة من مشروعات التخرج لإقامة مشروعات قومية، ما يحدث طفرة تنموية حقيقية، لكن الجامعة وحدها لا تستطيع التنفيذ، ومن الخطأ أن يتعامل البعض مع الجامعات ومراكز البحث العلمى كمصلحة حكومية».
فى جامعة المنصورة، لم يختلف الوضع كثيراً، خاصة فى كلية الهندسة، ففى نهاية كل عام دراسى يتم وضع المقاعد فى صفوف استعداداً للامتحانات، وخلف كل منها مشروعات الطلاب المغطاة بقطع من القماش، بينما يتم تعليق بعضها على الجدران بجانب صورة شيك كبير بمبلغ 200 جنيه، فاز به عدد من الطلاب عن أحد المشروعات الهندسية.
«بدأت فى تنفيذ كرسى متحرك لمساعدة المقعدين على الوقوف والحركة، واستوردت مواتير خاصة بالمشروع من الصين بمبلغ 7 آلاف جنيه، ورغم وصولها إلى الميناء، أنتظر الإفراج الجمركى عنها منذ شهرين»، هذه كانت واحدة من مئات المشكلات التى تواجه الطلاب فى تنفيذ مشروعاتهم، رواها لنا أحمد صلاح إسماعيل، الطالب فى الفرقة الرابعة بقسم الإلكترونيات.
وأوضح: «أريد تنفيذ جهاز لمساعدة الشخص المقعد على الحركة، لكن حتى الآن أنتظر وصول المواتير، بينما الأسعار تتضاعف يوماً بعد آخر»، مضيفاً: «دور المهندس ليس تقديم منتج وإنما فكرة، وأريد أن أساعد المجتمع لأعيش فيه، ولا أسعى إلى رفاهية».
{long_qoute_3}
وقال محمود عبدالحميد، خريج كلية الهندسة: «توصلت مع مجموعة من الزملاء إلى تصنيع روبوت قادر على إزالة أى شىء يعوق العمل، خاصة فى البيئة الصحراوية، وأنفقنا على المشروع الكثير من الأموال، وعند الإعلان عنه كان بمثابة حدث داخل الكلية، وبعد انتهاء الامتحانات لم نعرف مكانه، حيث تم تفكيكه وأصبح خردة».
الدكتور محمود بدوى، المدرس فى قسم الحاسبات والنظم بـ«هندسة المنصورة»، قال: «ننتج سنوياً نحو 100 مشروع قابل للتطبيق، لكن نفتقد التمويل لتحويلها إلى واقع يستفيد منه المجتمع، ونفس الأمر يحدث فى باقى الكليات، حيث تنتج سنوياً عشرات المشروعات طوال سنوات الدراسة».
وضرب الدكتور هشام عرفات، وكيل كلية الهندسة لشئون التعليم والطلاب، مثلاً بأحد مشروعات التخرج التى تبحث عمن يتبناها، نظراً لما يمكن أن تقدمه من خدمات كبيرة للبلاد، وتوفير فرص عمل، قائلاً: «عدد من الطلاب ابتكروا جهازاً للحفر على الخشب، وتمكنوا عن طريقه فى رسم أى جسم أو صورة على الخشب بدرجة صلابة يتم التحكم فيها، لكن المشروع لم يكتمل لأنه لم يجد من يتبناه»، مضيفاً: «يمكن تطوير الفكرة، وحشد رجال الأعمال والصناعة لاستكمال هذه الأفكار، كما لدينا أفكار أخرى قابلة للتطبيق، مثل تحلية مياه البحر عن طريق التبريد، وتعبئة العبوات البلاستيكية، وإنتاج جهاز لوحى للأغراض التعليمية، وبرنامج لتحليل البيانات على موقع تويتر». §وأشار إلى أن «جهات البحث العلمى تعمل فى جزر منعزلة، لذلك فإن نحو 90% من المشروعات لا يرى النور، بينما مشروعات أخرى لا تجد من يتبناها، مثل كاسحات الألغام، وأول سيارة سباق فورميولا مصرية، حيث صممها الطلاب، ونفذوا جميع أجزائها بدعم من الجامعة، ومشاركة العديد من الهيئات والمصانع».
وتصميم آخر ينتظر التنفيذ