بعد تقرير "ناشيونال جيوجرافيك".. هل اقترب موعد غرق القاهرة والدلتا؟

بعد تقرير "ناشيونال جيوجرافيك".. هل اقترب موعد غرق القاهرة والدلتا؟
"ستفقد مصر نصف مساحتها تقريبًا".. ذلك كان ملخص تقرير مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية، الذي حذر من التغييرات المناخية وذوبان جليد العالم، والذي سيؤدي إلى اختفاء عدد من المدن حول العالم منها القاهرة والإسكندرية والدلتا بالكامل.
وبحسب تقرير المجلة، الذي أصدرته أمس، فإنه عند مواصلة حرق الوقود الأحفوري إلى أجل غير مسمى، فإن ارتفاع حرارة الكون ستزداد وسيذوب فى نهاية المطاف كل الجليد في القطبين وعلى قمم الجبال، ما يرفع مستوى سطح البحر بمقدار 216 قدمًا.
تحذيرات المجلة الأمريكية ليست الأولى من نوعها، فتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ، تصدر منذ عام 1986، وتتحدث عن خطورة ذوبان الجليد والاحتباس الحراري، وأن النتيجة إذا لم يتم السيطرة على ما يحدث ستكون غرق مدن كبيرة حول العالم، بحسب حديث الدكتور ماهر عزيز، الخبير البيئي وتغيير المناخ لـ"الوطن".
وفي العام الماضي، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن الدراسات الأخيرة أثبتت، أن مصر تتأثر بالتغيرات المناخية الأخيرة بشكل كبير، موضحة أنه إذا استمر الطقس بهذه البرودة ستغرق الدلتا خلال 50 عامًا، فيما اقترح الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد، وقتها، ردم جزء من البحر المتوسط لمسافة 10 كيلو مترات على الأقل حتى لا تؤدي إلى غرق الدلتا.
وفي منتصف العام الماضي، كشف تقرير أصدرته وزارة الزراعة، ممثلة في مشروع العون الغذائي، أن مصر تحتل المرتبة الثامنة والعشرون عالميًا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري، إضافة إلى أن مصر باعتبارها دولة نامية لا تشكل انبعاثات الأنشطة المختلفة أكثر من نصف في المائة من إجمالي الانباعاثات العالمية، موضحة أن غرق الدلتا إحدى سيناريوهات تغيرات المناخ في مصر.
{long_qoute_1}
الأمم المتحدة بدورها، حذرت من غرق الدلتا، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، في تقرير لها نشر عام 2010، حيث أكدت أنه في حال ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، سيتعرض حوالي 10.5 بالمائة من سكان الدلتا للخطر وسيغرق حوالي 12.5 بالمائة من أراضيها الزراعية، وفقاً لبحث صادر عن البنك الدولي عام 2007.
{long_qoute_2}
الدكتور ماهر عزيز الخبير البيئي وتغيير المناخ، أكد أن تقارير الأمم المتحدة التي تتحدث عن غرق مدن كبرى بسبب قربها من السواحل، مبنية على التقرير التقييمي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ، والتي هي بصدد إصدار تقريرها الثامن، والذي سيحذر بالتأكيد من غرق المدن الساحلية.
وأضاف عزيز لـ"الوطن" أن الكابوس سيتحقق إذا ارتفعت درجة الحرارة درجتين مئوية، ففي هذه الحالة، ستتمدد البحار ويذوب الجليد، ما ينتج عنه اختفاء مدن ساحلية كبيرة، من بينها الإسكندرية ودلتا القاهرة، مؤكدًا أن كل ذلك مترتب على فشل الجهود العالمية في تقليل درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين.
وتابع الخبير البيئي، أنه في حال فشل العالم وارتفعت درجة الحرارة درجتين، فإنه في الفترة ما بين 2030 إلى 2050، قد يتحقق الكابوس ويغرق عدد كبير من المدن حول العالم.