في ذكرى النكبة.. "ياسر عرفات" طفل فلسطيني يحلم بالعودة إلى يافا

كتب: محمد علي حسن

في ذكرى النكبة.. "ياسر عرفات" طفل فلسطيني يحلم بالعودة إلى يافا

في ذكرى النكبة.. "ياسر عرفات" طفل فلسطيني يحلم بالعودة إلى يافا

"هو الآن يرحل عنا ويسكن يافا و يعرفها حجرا حجرا و لا شيء يشبهه و الأغاني تقّلده.. تقلد موعده الأخضر، هو الآن يعلن صورته، والصنوبر ينمو على مشنقة، هو الآن يعلن قصّته، والحرائق تنمو على زنبقة، هو الآن يرحل عنا، ليسكن يافا ونحن بعيدون عنه، و يافا حقائب منسية في مطار، و نحن بعيدون عنه، لنا صور في جيوب النساء، وفي صفحات الجرائد، نعلن قصّتنا كل يوم، لنكسب خصلة ريح وقبلة نار".

ياسر عرفات، ذلك الطفل الفلسطيني صاحب 10 سنوات، والذي يدرس بالصف الرابع الابتدائي، يعلم جيدا أنه مختلف عن أقرانه الذين في مثل عمره، ففخامة الاسم تكفيه ومثله الأعلى أبو عمار، حيث يقول لـ"الوطن" :"أعيش في مخيم جباليا والسكان يحبونني كثيرا ويشبهوني بالمناضل أبو عمار ويقولون لي أنني سأصير بطلا مثله في يوما من الأيام وفي بعض الأوقات يداعبني المعلمون في مدرستي ويقولون لي يا جبل ما يهزك ريح اقتداءا بمقولته الشهيرة والتي حركت جموع الشعب الفلسطيني، ويقول لي أبي دوما أنه يتمنى أن أكون فدائي مثله لأشرفه".

"أريد أن أعود لبيت أجدادي في يافا، التي تحمل اسمها أختي الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات، لأنها مدينتنا ولابد أن نطرد اليهود منها، وأصبح محام وأمارس المهنة في محاكمها مدافعا عن حقوق الأسرى وأحكم بالسجن على الصهاينة"، كلمات بسيطة لكنها تعبر عن طفل فلسطيني اعتقل والده الروائي الفلسطيني الشهير دكتور عاطف أبو سيف الذي ترشحت روايته "حياة معلقة" للقائمة القصيرة للبوكر عام 2015، ويرى أن الأسرى المضربين عن الطعام في "إضراب الكرامة" أبطال وتضامن معهم الطفل الصغير بشرب المياه والملح.

ياسر يتحلى بالجرأة مثل أي طفل فلسطيني تربى في المخيم، لكن الخوف يشكل جزءا من حياته، فيخاف من صوت الطائرات الإسرائيلية وهو ذاهب إلى المدرسة ولا يستطيع مشاهدة التلفاز بسبب صوت الزنانة، وعند مشاهدته لمقطع فيديو يغتال فيه جنود الاحتلال فلسطينيا أعزل بدم بارد، يتذكر رفيقه في المدرسة الذي استشهد خلال انتفاضة السكاكين.. ويبكي.

لدى ياسر أحلام بسيطة لكنها في مخيلته شبه مستحيلة في حياة المخيم، فهو يحلم بفلسطين "حلوة وكبيرة" وبها مدينة ملاهي، ويتمنى أن يستمر التيار الكهربي في المخيم طوال اليوم وليس 4 ساعات فقط.

الطفل الفلسطيني أراد توجيه رسالة إلى العرب مليئة بالتفاؤل عبر "الوطن" :"نحن نحب فلسطين وندافع عنها وأنا شخصيا أريد العودة إلى يافا حتى استضيفكم في منزل جدي، وأحلم بزيارة مصر وأحب جمال عبد الناصر لأنه كان صديق أبو عمار ووالدي يعلق صورتهما على الحائط في منزلنا بالمخيم".


مواضيع متعلقة