عبدالله رشدى: «جابر طايع» حوّلنى للتحقيق لدفاعى عن الأزهر

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

عبدالله رشدى: «جابر طايع» حوّلنى للتحقيق لدفاعى عن الأزهر

عبدالله رشدى: «جابر طايع» حوّلنى للتحقيق لدفاعى عن الأزهر

قال د. عبدالله رشدى، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، إن تحويله للتحقيق من قِبَل وزارة الأوقاف تعسف ظاهر بسبب دفاعه عن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب. وأكد «رشدى»، خلال حواره مع «الوطن»، أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد قرار منعه من الصعود على المنبر، معتبراً أن ممارسات «الأوقاف» لا تخدم تجديد الخطاب الدين.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى تصعيد وزارة الأوقاف ضدك؟

- إحالتى للعمل الإدارى تعسف ظاهر، حيث لم يثبت علىَّ أى جريرة ولست موضع اتهام فى شىء، ولم تصدر بحقى أى إدانة أو اتهام، وما زلت حتى اليوم لم تتم إدانتى فى شىء، كذلك أؤكد أن ما حدث من الوزارة مخالفة صريحة لنصوص القانون، فوجودى على منبر السيدة نفيسة جاء بعد مسابقة تم إجراؤها ونجحت فيها، وإلغاء وجودى بـ«السيدة نفيسة» يكون بعد انتهاء مدتى فى المسجد التى تنتهى فى شهر نوفمبر المقبل، لذلك سأتخذ الإجراءات القانونية ضد قرار د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، حال عدم رجوعى للمنبر، فما قامت به الوزارة مخالفة للقانون وديكتاتورية، والحقيقة أن تحويلى للتحقيق جاء بسبب دفاعى عن مشيخة الأزهر.

■ ما دليلك على ذلك؟

- الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، كان متضايقاً من دفاعى عن الأزهر، وقال لى بالنص: «خليهم يطلعوا واحد منهم يدافع عنهم، فقلت له إنى لا أفعل شيئاً خطأ»، وحينما قلت له: يا شيخ جابر أنا ما عملتش حاجة غلط، أجرى اتصالاً، وقال جهزوا ملف الشيخ عبدالله رشدى، ثم قال لى وجهاً لوجه: «هو إحنا هنقول منعناك علشان بتدافع عن الدين والأزهر والناس تهيج علينا.. لا، إحنا هنعمل لك ملف ما يخرّش الميّه، ونشيلك بيه، ولما حد يتكلم نقول لهم ده مقصر، وهنجامل بيك الليبراليين والعلمانيين، مش هنخسرهم ونعاديهم علشانك»، فقلت له: سيادتك أنا بدافع عن الدين وبرد الشبهات اللى عملت فينا كده، فغضب وضرب بإيده على مكتبه، وقال لى: أنا بدافع عن ده «الكرسى يعنى»، والمكتب اللى قاعد عليه.

 

{long_qoute_1}

■ لماذا ترفض «الأوقاف» دفاعك عن الأزهر؟

- لا أعلم سبب ذلك.

■ لكن قيادات الأوقاف تقول إنك ترسخ لفكر طائفى.

- كلامى الذى قلته هو التفرقة بين القتل والكفر، فالكفر ورد فى القرآن مراراً وتكراراً، ولا يجوز ربطه بالقتل، بل الواجب علينا أن نفك ذلك الارتباط الذى يحاول المغرضون صنعه، وأن نبحث عن قيم المواطنة والتعايش السلمى والتكامل المجتمعى بين شركاء الوطن، وهذا الكلام الذى قلته فى هذه القضية هو عين ما أتى به القرآن كما بيّنته أعلاه، ففرق كبير بين المقارنة العقدية وبين التعايش السلمى الذى حثت عليه الشريعة ودلت عليه آيات الكتاب، فلا نزاع فيه، وقد أكده القرآن مراراً وتكراراً، وأنا أتناول قضية علاقة الكفر بالقتل، وأن الكفر لا يترتب عليه قتل، والاختلاف العقدى لا يلزم منه سفك الدم ولا التفجير والتفخيخ، وآيات القرآن واضحة، ففى جانب العقيدة فالله قال: «ومن يبتغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِى الآخِرةِ مِنَ الخاسِرينَ»، وقال الله: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقاً»، وفى جانب التعايش السلمى قال الله: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، فمَن ذا الذى قال إن آيات القرآن ضد التعايش السلمى؟

■ ربطت بين تجديد الخطاب الدينى وبين تفسيرك لآيات التكفير؟

- الرئيس يقصد بالتجديد تقديم المعنى الصحيح للآيات للناس، وأن نبدد شبهات الدواعش فى الاستدلال بآيات وأحاديث معينة، وأن نركز على أن ما ورد فى القرآن من ألفاظ الكفر لا تعنى القتل، وأن القتل للمحارب لا للمواطن المسالم، وأن تفجير الكنائس، ونحو ذلك، أعمال لا يقرها القرآن ولم يأمر بها، وأن فاعلى ذلك يفسرون الآيات حسب أهوائهم، ولكن أتعجب من تلك الممارسات غير العادلة التى تنتهجها الوزارة، والتى لا تخدم تجديد الخطاب الدينى، بل تزرع فى قلوب الناس وعقولهم وهماً مغلوطاً حاصله أن ما يحدث من قتل وتفجير حول العالم إنما سببه ورود بعض الآيات فى القرآن، ففى ظنى أن تجديد الخطاب الدينى يعنى الرد على أفهام الدواعش للقرآن لا منع وكتم نصوص أحكام القرآن، إذ ليس فى نصوصنا عيب، ولكن العيب فيمن يوظفونها للتخريب.


مواضيع متعلقة