الهلال الشيعي والبدر الشيعي.. مصطلحان لا يعرف الفرق بينهما سوى الخزعلي

الهلال الشيعي والبدر الشيعي.. مصطلحان لا يعرف الفرق بينهما سوى الخزعلي
أثارت تصريحات زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي بمساعي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران للسيطرة على العراق وسوريا، الجدل حيث جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الخزعلي في إحدى المناسبات مؤخرا، وقال الخزعلي إن تلك الميليشيات ستشكل ما وصفه بالبدر الشيعي وليس الهلال الشيعي.
وأكد الخزعلي أنه في المستقبل "ستكون الفرق القتالية قد اكتملت"، مشيراً إلى وجود الحرس الثوري في إيران، وجماعة الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق.
ولكن ما أثار الجدل في تصريحات الخزعلي ليس تطلعات الميليشيات فحسب بل استبدال مصطلح الهلال الشيعي بالبدر الشيعي، حيث ظهر "الهلال الشيعي" لأول مرة حينما حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني باتهامات غير مسبوقة لإيران في التاسع من ديسمبر عام 2004 بالتدخل في العراق، محذرا من سعيها لتشكيل هلال شيعي يضم العراق وسوريا ولبنان، ما قد يؤثر على استقرار دول الخليج التي تقطنها أقليات شيعية، معربا عن قلقه حينها من تدفق للمقاتلين العرب إلي العراق عبر الحدود السورية.
وقال العاهل الأردني، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية"، إن أكثر من مليون إيراني دخلوا العراق، الكثير منهم سيشارك في الانتخابات، وبتشجيع من الحكومة الإيرانية، وكانت الإدارة الأمريكية قد اتهمت الحكومة الإيرانية بالتدخل بالشأن العراقي، حيث تدفق الآلاف من الشيعة لزيارة نجف وكربلاء اللتين يدفن فيهما أئمة الشيعة.
من جانبه، قال الدكتور عبدالمطلب النقيب، أستاذ العلاقات الدولية العراقي، إن الميليشيات الشيعية يطلقون مصطلحات كل فترة، حيث إن قبل شهر واحد فقط تظاهر طلاب جامعة الديوانية ضد زيارة قيس الخزعلي على الرغم من أن المحافظة أغلب سكانها من الشيعة ولكنهم يرفضون التدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي، وهتف الطلاب بهتافات مناهضة لإيران على سبيل المثال "إيران بره بره".
وأضاف النقيب في تصريحات لـ"الوطن": "الشيعة في العراق منقسمين بشأن إيران، حيث إن هناك من يدينون بالولاء لإيران وفريق آخر متمسك بعروبته"، مشيرا إلى أن في نهاية شهر يونيو المقبل من المتوقع اتفاق السبع دول العظمى لإبعاد إيران عن الساحة في المنطقة، لكن هذه الميليشيات تريد استنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني للتمسك بالسلطة ولكن هذا لن يحدث بسبب الخلافات بين عصائب أهل الحق وسرايا السلام وفيلق بدر.
وكان الخزعلي قد انشق عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر لإنشاء ميليشيا خاصة به بعد معركة جيش المهدي ضد القوات الأمريكية في عام 2004، عندما وقع جيش المهدي وقف إطلاق النار مع الحكومة العراقية والأمريكيين لوقف القتال، استمرت الفصيلة التابعة لـ"قيس الخزعلي" بالقتال، وخلال المعركة كان الخزعلي مسبقاً يصدر أوامره الخاصة لرجال المقاومة من دون موافقة الصدر.
وتضمنت قيادة الجماعة الخزعلي وعبدالهادي الدراجي وأكرم الكعبي، وفي منتصف 2005 صامت الجماعة بمصالحة مقتدى الصدر، أما في يوليو 2006 تم تأسيس عصائب أهل الحق وأصبحت واحدة من المجموعات الخاصة التي تعمل بشكل أكثر استقلالية عن باقي جيش المهدي، لتصبح عصائب أهل الحق مستقلة بشكل كامل بعد حل جيش المهدي بعد عملية "صولة الفرسان"، وفي نوفمبر 2008 عندما أنشئ مقتدى الصدر جماعة جديد لخلافة جيش المهدي سميت لواء اليوم الموعود، طلب من العصائب وجماعات أخرى الانضمام لها، لكنهم رفضوا.
وكان سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تحدث في مقال رأي له عام 2011، عن مصطلح "البدر الشيعي" حيث أوضح أن النظام الإيراني سيبذل كل جهده للتأثير على مجريات الأحداث في الدول العربية، لكنه في الوقت نفسه يخاف من شيئين: أولا من عدم نجاعة محاولاته للتأثير ويحذّر من ذلك بكل دجل باستخدام تعبير "الصهاينة والأمريكان"، لكن القلق الرئيسي الذي ينتابه ما هو يحذّر منه ويسميه "سياسة التخويف من الشيعة"، حيث لا شك أن أحداً في العالم لا يخاف من الشيعة، فهو يحذّر أتباعه من سياسة التخويف من ولاية الفقيه ومن سياسة تحجيم فكرة ولاية الفقيه ومن النظام الذي يمثّله خامنئي، فهو يخاف من الزلازل التي اجتاحت العديد من دول المنطقة، ويخاف من أن هذه الوتيرة المتسارعة ستعود في مستقبل قريب إلى منبعه ومصدره الذي لم يكن سوى إيران، وعندما أطلق أبناء الشعب الإيراني في شهر فبراير من العام 2011 في انتفاضة طهران شعار "مبارك، بن علي، جاء دورك سيد علي" قد ماثلت السيناريو أمام أعين خامنئي وزعماء نظامه.
وأشار زاهدي إلى أن عدم ذكر خامنئي لسوريا وثورتها حينما يتحدث عن الثورات العربية يعني أن "البدر الشيعي" أو بالأحرى هلال الشيعي، الذي لا معنى له سوى "العرجون القديم" لولاية الفقيه.
وعند سؤال "الوطن" لشخصيات عراقية شيعية عن الفارق بين "البدر الشيعي" و"الهلال الشيعي" كان الرد موحدا بينهم حيث كان "اسألوا الخزعلي".