سفير الاتحاد الأوروبى: 1.3 مليار يورو حجم المنح لمصر.. ولدينا 40 مليار يورو استثمارات

كتب: أكرم سامى

سفير الاتحاد الأوروبى: 1.3 مليار يورو حجم المنح لمصر.. ولدينا 40 مليار يورو استثمارات

سفير الاتحاد الأوروبى: 1.3 مليار يورو حجم المنح لمصر.. ولدينا 40 مليار يورو استثمارات

كشف سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة إيفان سوركوش عن أن حجم المنح الحالية لمصر من الاتحاد الأوروبى بلغ 1.3 مليار يورو فى 250 مشروعاً، مؤكداً أن هناك 40 مليار يورو استثمارات فى مصر، غالبيتها فى شكل أسهم من قبل الاتحاد الأوروبى، وهناك العديد من المشروعات الأوروبية فى مختلف أنحاء مصر كمصانع وشركات ومشروعات طاقة. وأكد «سوركوش »، فى حوار لـ«الوطن»، دعم الاتحاد الأوروبى لمصر فى مواجهة الإرهاب الذى يهدد الأشخاص وليس فى مصر فقط وإنما فى أوروبا أيضاً وفى كل مكان، مضيفاً: «حقوق الإنسان والمجتمع المدنى فى صلب سياسات الاتحاد الأوروبى»، حيث يرى أن المجتمع المدنى يلعب دوراً مهماً فى الاستقرار وفى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وإلى نص الحوار:

 

■ فى البداية، ما حجم التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى فى الوقت الحالى سواء على صعيد المنح أو المشروعات المشتركة؟

- فى البداية أود أن أؤكد حرصنا على أن تكون لدينا علاقات جيرة متميزة مع مصر، ولذلك فنحن موجودون بقوة فى مصر، حين التقى الوزراء المصريين كوزراء التجارة والزراعة والبيئة والتعليم وغيرهم يكون معى فى كافة تلك المقابلات ملف بالمشاريع التى يقوم بها الاتحاد الأوروبى فى المجال الذى يخص الوزارة المعنية، ونحن منخرطون فى العديد من المشروعات فى مصر، حيث يبلغ حجم المنح الحالية لمصر من الاتحاد الأوروبى 1.3 مليار يورو فى ٢٥٠ مشروعاً جار تنفيذها، كما نعمل على التعاون مع مصر من خلال المؤسسات المالية الأوروبية، كالبنك الأوروبى للاستثمار والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ومن خلال برامج التعاون الثنائى للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى مع مصر؛ حيث يبلغ ذلك التعاون الذى يشمل إلى جانب المنح قروضاً وغيرها ما قيمته 11 مليار يورو، وهذه أمثلة تعبر عن حجم التعاون الأوروبى مع مصر.

■ فى عام 2012 تم الإعلان عن مساعدات لمصر بـ5 مليارات يورو وجرى تعليقها.. ما مسار تلك المساعدات؟

- هناك رغبة أكيدة فى استمرارية برامج التعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وليس لدىّ أى معلومات بشأن ٥ مليارات يورو تم تجميدها، وأعتقد أنه من الصعب تجميد مثل هذا الرقم من المساعدات.

■ بعد الإجراءات الإصلاحية فى مصر.. كيف سيدعم الاتحاد الأوروبى «القاهرة»؟

- أود أن أشير إلى أن قرار مصر بقبول قرض صندوق النقد الدولى سيسهم فى الوصول إلى استقرار مالى واقتصادى، الذى بالتأكيد يتبعه إصلاحات كتقليل الدعم وتعويم الجنيه وإقرار ضريبة القيمة المضافة وغيرها من الإصلاحات التى يدعمها الاتحاد الأوروبى بقوة؛ حيث إنها ستؤدى إلى استقرار الوضع الاقتصادى، ومصر الآن تسير فى طريق التنمية الاقتصادية، ولديها خطط مختلفة للوصول إلى الرخاء والتنمية المستدامة، وهذه الخطط ندعمها أيضاً، فنحن نعمل مع مصر فى قطاعات مختلفة مثل المياه والصرف الصحى والزراعة والإسكان والتعليم وتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة وقطاع الطاقة، ونعمل عليها بشكل شامل، ومهمتنا فى الاتحاد الأوروبى هى مساعدة مصر لتعزيز الاستدامة وأن تتطور اقتصادياً واجتماعياً لفائدة المصريين.

■ وهل هناك أى أرقام لحجم الاستثمارات الأوروبية فى مصر؟

- نعم، لدى الاتحاد الأوروبى حالياً 40 مليار يورو استثمارات فى مصر غالبيتها فى شكل أسهم، وهناك العديد من المشروعات الأوروبية فى مختلف أنحاء مصر كمصانع وشركات ومشروعات طاقة. من المهم أن يكون لمصر مناخ استثمارى جاذب للمستثمرين الأجانب وتشريعات جيدة فى هذا الإطار، فمصر سوق مهمة للغاية. أريد أن أوضح أيضاً أن الاتحاد الأوروبى إلى جانب القطاع الخاص والمؤسسات المالية والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى، أنشأ برامج استثمار خارجى أوروبية ستضخ أموالاً لاستثمارها فى مصر ودول الجوار وأفريقيا.

■ ما جهود الاتحاد الأوروبى لحل قضية «ريجينى» بين مصر وإيطاليا؟

- يجرى بحث تلك القضية بين مصر وإيطاليا بشكل ثنائى من خلال السلطات المعنية فى الجانبين، ونحن ندعم إحراز تقدم إيجابى فى هذا الشأن للمساعدة فى حل القضية. أما بخصوص عودة السفراء بين البلدين، فإنه قرار خاص بمصر وإيطاليا.

■ كيف ترى زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الثانى إلى مصر وكيف ستؤثر إيجابياً أيضاً على القطاع السياحى المصرى؟

- زيارة بابا الفاتيكان لمصر مهمة للغاية، وهى تأتى بعد الحوادث التى تعرضت لها مصر سواء فى الإسكندرية أو طنطا، حيث جاء بابا الفاتيكان برسالة سلام من مصر، وهى زيارة إيجابية ومهمة للغاية، ليس لمصر فقط، وقد حملت مشاركته فى مؤتمر الأزهر للسلام والبيانات التى أدلى بها واللقاءات التى عقدها رسائل قوية للسلام والحرية، وفيما يتعلق بالسياحة، فهذا الموضوع أكثر تشعباً، ولكن بالتأكيد زيارة البابا كانت جيدة وإيجابية، والناس حول العالم علمت بالزيارة وسمعت أخباراً جيدة عن مصر.

■ ما الجهود التى يقوم بها الاتحاد الأوروبى بشأن حل الأزمة فى ليبيا، خصوصاً عقب اجتماع حفتر والسراج فى أبوظبى؟

- كما تعلم فإن الاتحاد الأوروبى انضم لجهود جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى؛ حيث شكلنا معهم رباعية تركز على سبل حل المشكلات التى تواجهها ليبيا، ونحن نقر بالجهد الدولى الذى تضطلع به الأمم المتحدة ونسهم بسبل مختلفة فى إيجاد حل سياسى فى ليبيا، خلال شهر مايو الحالى سيكون هناك اجتماع رباعى فى بروكسل حول ليبيا للبناء على ما تمت مناقشته خلال الاجتماع الأول الذى عقد فى القاهرة فى مارس الماضى، وأود الإشارة إلى أن اجتماع كل من رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج ورئيس القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر جيد للغاية لأنه من المهم أن يكون هناك حوار مباشر بين الطرفين، فاستمرار الاقتتال والعنف لا يؤدى إلى أى نتيجة، ويجب أن تكون هناك مشاورات مستمرة حول المسار السياسى، ونأمل خروج ليبيا من هذه المشكلة. والاتحاد الأوروبى يعمل مع ليبيا أيضاً فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين.

■ ما الجهود المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية؟

- فى نهاية العام الماضى توصلنا إلى تحديد أولويات الشراكة مع مصر للفترة من ٢٠١٧ إلى ٢٠٢٠، التى سيتم إقرارها قريباً خلال اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وجزء من أولويات الشراكة يتعلق بالهجرة، نحن نعمل مع الحكومة المصرية على القضايا المتعلقة بالهجرة كما نحدد احتياجات مصر للتعامل مع قضايا اللاجئين والمهاجرين، ونحن فى المراحل النهائية للإعداد لعدد من المشروعات فى هذا المجال نأمل أن تتم الموافقة عليها قريباً، وهذه المشروعات تستهدف أيضاً المجتمعات المضيفة من المصريين، بالإضافة إلى ذلك فقد طرحنا على مصر وجود حوار سياسى بشأن القضايا المختلفة المتعلقة بالهجرة.

■ وهل ترى أن الحل الأمنى مناسب لأزمة الهجرة غير الشرعية؟

- نحن نتحدث عن التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب.. نحن قدمنا مقترحاً للجانب المصرى للتعاون فى المجال الأمنى الذى يحظى بالأهمية وأرى أن التعاون فى هذا الإطار سيتطور. ونحن ندعم مصر بقوة فى مكافة التطرف والإرهاب.

■ كيف تقيم الوضع الأمنى ووضع حقوق الإنسان فى مصر؟

- كما ذكرت فإننا ندعم مصر فى مواجهة الإرهاب الذى يهدد الأشخاص ليس فى مصر فقط وإنما فى أوروبا أيضاً وفى كل مكان، وفيما يتعلق بحقوق الإنسان والمجتمع المدنى فهما فى صلب سياسات الاتحاد الأوروبى؛ حيث نرى أن المجتمع المدنى يلعب دوراً مهماً فى الاستقرار وفى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا أظن أن لدينا فى هذا الموضوع موقفاً مغايراً للدول الأخرى، فالمسئولون المصريون يتحدثون أيضاً عن المجتمع المدنى، وهناك حوار مستمر مع الشباب كما فى المؤتمر الذى عقد فى الإسماعيلية مؤخراً، ومن المهم للسلطات أن يكون لديها هذا الحوار مع المجتمع المدنى بمختلف منظماته وأطيافه، أود أن أضيف كذلك أن المشروعات التى نشرف عليها فى مصر لا تنفذها الوزارات وشركات القطاع الخاص والهيئات المختلفة فحسب، وإنما أيضاً من خلال المنظمات غير الحكومية، لدينا كذلك نقاشات مع الحكومة المصرية حول حقوق الإنسان وهى ستستمر.

■ وماذا عن رؤيتك للوضع الأمنى حالياً فى مصر؟

- أنا شخصياً أشعر بالأمن فى مصر، لكننى أقرأ أيضاً فى الجرائد عن أحداث أمنية جرت مؤخراً فى عدد من المناطق فى مصر وفى شمال سيناء، وآمل أن تتمكن الحكومة المصرية من الحيلولة دون وقوع تلك الأحداث الإرهابية، التى تستهدف تقويض البلد وتدمير الاقتصاد والتأثير على صورة البلد، وكما ذكرت فإن مصر لديها دعمنا الكامل فى هذا الإطار؛ حيث نود أن نرى مصر مستقرة، وبالتأكيد هناك علاقة بين الأمن وحقوق الإنسان، ومن المهم إيجاد الطريقة الملائمة لتحقيق الأمن دون تقويض الحقوق المدنية وحقوق الإنسان بحيث يكون هناك توازن فيما بينهما.

■ هل هناك أى أرقام عن المساعدات المقدمة من أوروبا للاجئين فى مصر، وخصوصاً السوريين؟

- نحن نعمل مع منظمات الأمم المتحدة التى تنفذ مشروعات تتعلق باللاجئين والمهاجرين فى مصر، وليس لدينا مخصصات للاجئين السوريين فى مصر تحديداً، فمصر بها لاجئون ومهاجرون من جنسيات مختلفة، أما لو أردت الحديث عن اللاجئين السوريين تحديداً، فالاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء أسسوا صندوقاً عاجلاً للاستجابة للأزمة السورية، ومصر يحق لها الحصول على مخصصات من هذا الصندوق، وفى فبراير الماضى كانت هناك لجنة فنية من الاتحاد الأوروبى زارت مصر والتقت أطرافاً ومؤسسات مختلفة، كما عقدت نقاشاً مع وزارة الخارجية، ونحن الآن فى المراحل النهائية من الموافقة على عدد من المشروعات التى سيتم تنفيذها فى مصر، والتى تعنى بأزمة اللاجئين أيضاً من منظور تقديم الدعم للمجتمعات المضيفة من المصريين.

■ هل هناك أى محادثات بين الاتحاد الأوروبى ومصر حول عملية سياسية شاملة فى مصر؟

- ليس هناك أى حديث عن ذلك؛ حيث نتحدث مع مصر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية سواء الوضع فى ليبيا أو سوريا أو عملية السلام فى الشرق الأوسط أو الوضع فى القرن الأفريقى، وهذا هو الحوار السياسى لدينا مع مصر، أما الحديث بشأن عملية سياسية فى مصر فهذا يخص المصريين.

■ فى رأيك هل الرئيس الفرنسى المنتخب إيمانويل ماكرون هو الأفضل أم منافسته السابقة مارين لوبان؟

- كان لدى الاثنان وجهات نظر مختلفة عن مستقبل فرنسا فى الاتحاد الأوروبى، وأنا شخصياً كنت آمل فى فوز المرشح الذى يتحدث إيجابياً عن مستقبل الاتحاد الأوروبى باستمرارية فرنسا كعضو فاعل به.


مواضيع متعلقة