بروفايل| منى البرنس.. الرقص وحده لا يكفي

كتب: محمود عباس

بروفايل| منى البرنس.. الرقص وحده لا يكفي

بروفايل| منى البرنس.. الرقص وحده لا يكفي

لم تَكْتَفِ بوقفتها بين طلابها الذين اصطفوا داخل مدرج جامعي لينهلوا منها تعاليم حضارة لا تغرب عنها الشمس، ولم تعجبها كتبا ألفتها عن الدراسة الجامعية والحب والجنس، لتجد ضلتها في تلك المنصة الافتراضية التي تنشر عليها تعليقات وآراء وصور ربما تصنع لها جمهورا بالملايين، قبل أن توسع حلقة الجدال حولها، حينما تدخل في قضايا لا تخلو من الانقسام عليها، ثم تتوج ذلك بطرح نفسها طرفا في مباراة سياسية حامية، دون أن تطأ قدميها ذلك الملعب خلال سنوات عمرها الماضية.

لقب "الأستاذة الجامعية"، لم يكن الأقرب إلى قلب "منى البرنس"، التي فاجأت الجميع، مع بداية الشهر الماضي، بنشر صور ومقطع فيديو لها، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ترقص فوق سطح منزلها، غير منتبهة إلى انتقادات عديدة تم توجيهها لها، وارتأت من تعليقها "اللي مش عاجبه صفحتي ما يدخلش عليها" ردا وافيا على أي هجوم عليها، ولم يوجعها قرار صدر عن مجلس جامعة السويس بوقفها عن العمل ومنعها من التدريس، أو توضيح بدر عن وزارة التعليم العالي، بشأنها، حينما أوضحت أن حرية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الشخصية مصونة ما لم تتعارض مع الأعراف والأخلاق الجامعية.

"الرقص" لم يمثل كلمة النهاية في حكاية السيدة الأربعينية، الظاهرة دائما، فبلاغ تقدم به أمين لجنة حريات نقابة محامين السويس، محمد صلاح، أظهر جانبا آخر من الرواية، فالتهمة الموجهة لها، هذه المرة، كانت بسبب تعليقات نشرتها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ارتآها مقدم البلاغ "ازدراء للأديان"، ولا مانع من ذكره لحكاية أخرى تفيد باعتداء عليه أثناء وجوده بالنيابة لتقديم البلاغ ضدها.

الجرأة لم تفارق تلك الحكاءة التي عكس قلمها جزءا من واقعها، فتلك رواية، ألفتها منى البرنس، بعنوان: "إني أحدثك لترى"، تتناول فيها قصة حب تجردت فيها من الكثير من قناعات المرأة العصرية أو المثقفة، ثم تتجه إلى نوع آخر من الواقع خلال رواية "أنا اسمي ثورة"، ولم تنس نصيب نفسها من الحكي عبر مجموعة قصصية حملت اسم "حياة ومغامرات"، روت فيها وقائع تجسد ملامح من حياة الأستاذ الجامعي ومعاناته.

مشهد الرقص تظهر به الدكتورة منى البرنس لتتخذ منه وسيلة للتعبير عن رأيها في أوضاع يعيشها المصريون حاليا، حيث ذيّلت ذلك المقطع الراقص بنصيحة تكمن في أن الاهتمام بالثقافة والتعليم يجب أن يكون الشغل الشغال للدولة قبل التفكير في أمور أخرى، غير أنَّها لم تنس ذكر رئيس جامعتها في جملة مفيدة، طالبة منه ألا يقذف الناس بالحجارة قبل أن يرى بيته.

ما سبق لم يرض شغف الأستاذة الجامعية بالظهور الدائم في المشهد، فبعد أن أعلنت نيتها الترشح لانتخابات رئاسية سابقة في 2012،  أعلنت نيتها مجددا خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وغلفت إعلانها، عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، بصفحة أخرى تحمل عنوان: "منى برنس رئيسة مصر 2018"، تطرح فيها برنامجا انتخابيا يركز على الاهتمام بالعلم والثقافة، ويحمل تعهدا لعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية إذا ما فازت بالمنصب، والتزاما يحويه آخر البرنامج الانتخابي متمثلا في جملتها: "هادلع وأفرفش الشعب، لأن دمي خفيف على قلبه".

 


مواضيع متعلقة