معجزة ترامب
- أسر الشهداء
- إسرائيل د
- إغلاق المجال الجوى
- إقامة الدولة
- إنهاء الاحتلال
- إنهاء الصراع
- الإعلام الإسرائيلى
- الاحتلال الإسرائيلى
- التحرير الفلسطينية
- أخيرة
- أسر الشهداء
- إسرائيل د
- إغلاق المجال الجوى
- إقامة الدولة
- إنهاء الاحتلال
- إنهاء الصراع
- الإعلام الإسرائيلى
- الاحتلال الإسرائيلى
- التحرير الفلسطينية
- أخيرة
تستعد إسرائيل لاستقبال زائرها الأثير الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 22 من الشهر الحالى، فى استعداداتها تظهر حفاوة وترحيب غير مسبوقين لأكبر حليف لها، ترامب الذى سيمكث 26 ساعة فقط، قامت المؤسسة الأمنية بأذرعها المختلفة وسلطة المطارات فى الأيام الأخيرة بالتحضيرات لاستقباله مع حاشيته الكبيرة، وذلك بإخلاء فندق «كينج ديفيد» بغرفه الـ233 من نزلائه وتخصيصه للضيف المرتقب وحاشيته المقربة، ومع وصول طائراته سيتم إغلاق المجال الجوى أمام تحليق الطائرات وهبوطها، كما سيتم حشد عشرة آلاف شرطى لحماية الضيف بإشراف مباشر من القائد العام للشرطة الإسرائيلية رونى الشيخ! هذه الحفاوة غير التقليدية انعكست أصداؤها على الحكومة الإسرائيلية حتى إن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أطلق تصريحات تؤكد رغبة إسرائيل فى السلام، لكنه السلام الذى يريده نتنياهو والذى سرعان ما انعكس فى تصديق اللجنة الوزارية الخاصة على مشروع قانون يمنح اليهود «فقط» حق تقرير المصير ويعتبر إسرائيل دولة للشعب اليهودى، والهدف من الدفع بهذا القانون هو التأكيد على مطلب نتنياهو من السلطة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودى شرطاً للعودة إلى المفاوضات، فهل يستطيع الرئيس الأمريكى أن يحقق المعجزة وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل؟ ولصالح من سيكون؟
إن تصريحات ترامب التى ما زالت تركز على إصراره على جلوس إسرائيل والفلسطينيين حول طاولة المفاوضات هى من ستحسم الأمر، فالرئيس الأمريكى يريد أن يسجل إنجازاً تاريخياً يحسب له لم يستطع أى رئيس من قبله تحقيقه، بتسوية تاريخية تنهى قضية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، فنراه يبذل جهوداً حثيثة لعقد مؤتمر إقليمى دولى على غرار مؤتمر مدريد ليطلق مسار مفاوضات جديداً يكون عنوانه نسج علاقات طبيعية ذات طابع سياسى ودبلوماسى وتجارى بين الدول العربية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مقابل السير بالمفاوضات من أجل تحقيق حل الدولتين، تفضى لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بجوار دولة إسرائيل، هذا المسار الذى يحاول ترامب تخطى عقباته لن يكون سهلاً فى مواجهة نفوذ اللوبى الصهيونى الذى وقف حائط صد أمام جهود العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين، مثلما حدث مع الرئيس باراك أوباما، حيث تحرك اللوبى الصهيونى وفى إطار الكونجرس من أجل وقف مساعيه التى تهدف إلى تجميد الاستيطان مقابل المفاوضات، فضلاً عن قدرة الحكومة الإسرائيلية فى السابق على إعادة صياغة وعود بوش التى تم تحريفها لصالح المشروع الإسرائيلى على حساب الحقوق الفلسطينية.
وبالنظر إلى تجارب سابقيه فإن الرئيس ترامب لا يستطيع وحده إنهاء الصراع إلا إذا كان هناك توافق بين رؤية الحكومة اليمينية المتطرفة التى يقودها نتنياهو والولايات المتحدة لإنهاء الصراع، وفى هذه الحالة يستطيع ترامب فرض ذلك، لكن إذا لم تتطابق الرؤيتان وأغلب الظن أن هذا ما سيحدث فلن يستطيع ترامب فرض إملاءاته على إسرائيل، لأن إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إذا لم يكن لصالح المشروع الإسرائيلى فلن يتحقق، واشتراطات إسرائيل من أجل إنهاء هذا الملف جاهزة ووضعها نتنياهو مسبقاً أمام «جيسون جرينبلات» مبعوث ترامب فى اللقاء الذى جمع بينهما مؤخراً، ومن هذه الاشتراطات الاعتراف بيهودية الدولة الذى تم تجميده مؤقتاً ليعاد الآن طرحه من جديد مع الاستعدادات المحمومة لاستقبال الرئيس الأمريكى فى إسرائيل قريباً، فضلاً عن الشروط الخاصة بتغيير مناهج التعليم ووقف مخصصات أسر الشهداء والمعتقلين والجرحى، التى تحدث بشأنها ترامب مع الرئيس عباس أثناء استقبال الأخير فى واشنطن، بالإضافة إلى إلغاء منظمة التحرير الفلسطينية، وهى شروط تعجيزية لا يمكن القبول بها.
وإذا كان الحديث فى الإعلام الإسرائيلى والعربى يدور حول قدرة ترامب على إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الذى عجزت عن إنهائه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فهل يملك ترامب عصا موسى ليحقق تلك المعجزة؟! لقد ولى عصر المعجزات، بينما لو أراد ترامب تحقيق هذه المعجزة وبحسب المحللين ربما ستكون من خلال ثلاثة محاور: الأول مدى قدرته فى الضغط على الاحتلال الإسرائيلى وإرغامه على الاستجابة للمطالب الفلسطينية وهى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، والثانى مدى قدرته على إيجاد ضمانات حقيقية لتحقيق المحور الأول، والثالث هل سيكون هناك انقلاب داخل إسرائيل على الحكومة فى حال دخولها فى أزمة نتيجة خطوات ترامب؟ لكن يظل السؤال الأهم هو هل يمتلك ترامب رؤية واضحة لعملية السلام بين الطرفين؟ ربما يكون لدى الرئيس الأمريكى رغبة لإحداث اختراق لأزمة الشرق الأوسط، لكن هذه الرغبة تحتاج إلى أدوات وضمان حقوق الفلسطينيين لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، وهو ليس بالأمر اليسير (لكنه ليس مستحيلاً)، فالحكومة الإسرائيلية ستقوم بعرقلة أى حل يقوم على حل الدولتين، وأى مفاوضات ثنائية دون تدخل دولى واضح لن يصل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق، أما الدور الأمريكى فهو بحاجة إلى مساندة ودعم دولى وأممى، خاصة إذا ما كان طوال سنوات وساطته منحازاً لإسرائيل وغير نزيه، فلماذا نتوقع من ترامب أن يكون وسيطاً نزيهاً أو محايداً لإنهاء الصراع!.