الصعيد فى الدراما والسينما: «التار يا هريدى يا ولدى»

الصعيد فى الدراما والسينما: «التار يا هريدى يا ولدى»
- أرض الواقع
- أهل الصعيد
- الأعمال الدرامية
- التواصل الاجتماعى
- الدراما التليفزيونية
- السينما المصرية
- الطرق السلمية
- العادات والتقاليد
- الفنان يحيى الفخرانى
- القضايا الاجتماعية
- أرض الواقع
- أهل الصعيد
- الأعمال الدرامية
- التواصل الاجتماعى
- الدراما التليفزيونية
- السينما المصرية
- الطرق السلمية
- العادات والتقاليد
- الفنان يحيى الفخرانى
- القضايا الاجتماعية
تحت الحرارة اللافحة التى أعطت القوة إلى رجاله والخضرة الممتدة التى أعطتهم نقاء القلب، نشأت على الشريط الممتد بمحازاة نهر النيل، دراما حقيقية على أرض الواقع، حاول الفن أن يقتبس منها مشاهد وأحداثاً ليقدم مضموناً مختلفاً، ونجحت السينما فى أن تقدم عدداً كبيراً من الأعمال الناجحة التى تناولت هذا الواقع وحملت تلك الأعمال توقيعات كبار الكتاب والمخرجين الذين تعود جذورهم إلى الصعيد منها «شىء من الخوف»، «دعاء الكروان» و«البوسطجى» وغيرها من الأعمال.
{long_qoute_1}
ولكن الدراما كانت أكثر توسعاً فى تقديم البيئة الصعيدية، وبالرغم من تميز تقديمها إلا أنها لم تنجح فى التعبير عن الواقع بشكل كبير وتم الاكتفاء بـ«لهجات» تثير السخرية، فضلاً عن «الجلباب والعمة» باعتبارها وصفة سهلة لإضفاء الروح الصعيدية على أى عمل، ليتم اختصار تاريخ تلك الحضارة وشخصياتها وعاداتها وتقاليدها وثقافتها شديدة الخصوصة فى شخصيات سطحية.
يرى المخرج حسنى صالح أن هناك مجموعة من الأعمال الدرامية التى تتناول الصعيد مؤخراً تعتبر غير مسئولة وغير دقيقة التفاصيل ما يجعلها بعيدة كل البعد عن الحياة فى الصعيد، متابعاً: «الشاشة شهدت العديد من المسلسلات ذات قيمة حقيقية، وعبرت عن واقعهم ومشاكلهم منها «حدائق الشيطان»، و«ذئاب الجبل» و«الخواجة عبدالقادر»، وللأسف بعض الأعمال تؤدى إلى تشويه صورة الصعيد منها تقديم شخصيات نسائية بتبرج شديد أو تقوم ببعض التصرفات التى تعد كسراً للعادات والتقاليد، فنحن لا نريد تزييف الحقائق مقابل تقديم الصعيد الحقيقى بشكله وعاداته وتقاليده الحقيقية بخلاف ما يتم تقديمه على الشاشات وحصر مشاكله فى الثأر وتجارة السلاح والآثار، فنحن فى حاجة لتنمية الصعيد من خلال مناقشة مشاكله على المستوى العام فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، والأمر ليس بتلك الصعوبة فقط يحتاج من صناع الأعمال معايشة هذا المجتمع على أرض الواقع».
{long_qoute_2}
وأضاف «صالح» لـ«الوطن»: «عندما قدمنا مسلسل «الرحايا» حرصنا على رصد مكان، بلهجته وعاداته، فالصعيد يختلف من قرية إلى قرية ومن نجع إلى آخر، وملىء بالتفاصيل التى قد يتوه فيها الخبراء لذلك يحتاج إلى التعامل بمنتهى الدقة، والشكل لا يتعدى جزءاً من العناصر التى ترصد واقع الحياة هناك وما زالت لديهم ثوابت لا تتغير، وعندما قدمنا «شيخ العرب همام» مع الكاتب عبدالرحيم كمال والفنان يحيى الفخرانى حرصنا على زيارة المكان محل الأحداث والوجود مع أولاد «الهمامية»، لنستطيع تقديم صورة تتسق مع الواقع».
وقال السيناريست مصطفى محرم إن 90% من الأعمال التى تناولت الصعيد كان يمكن أن تدور أحداثها فى أماكن أخرى دون أن تتأثر الدراما بذلك، وهو ما يثبت أن تلك الدراما ليست نابعة من البيئة نفسها، موضحاً: «تأثير البيئة الصعيدية على الشخصيات أمر غير موجود، بخلاف الدوران فى حلقة الثأر المفرغة، ويعد من أقرب الأعمال التى عكست البيئة والواقع فى الصعيد فيلم (شىء من الخوف)، بالإضافة إلى فيلم (الهروب) الذى حاولت من خلاله أن أعكس عدداً كبيراً من العادات والتقاليد، لأن جذورى التى تعود إلى محافظة سوهاج كان لها عامل فى التعبير عن الواقع هناك».
وتابع «محرم»: «مشكلة كتاب السيناريو أنهم لا يعرفون شيئاً عن الصعيد بخلاف الثأر، ولا يتم تحليل أسبابه وارتباط الصعيد بتلك العادة، ولم يستطيعوا الوصول إلى حقيقة الصعيد فى أعمالهم وبالتالى عدد من الشخصيات المقدمة فى السينما أو الدراما تعتبر مسطحة دون أعماق وليس لها سند من التقاليد والأعراف على أرض الواقع».
وقال المخرج مصطفى الشال إن هناك أكثر من عمل يتناول الصعيد فى الفترة الحالية بخلاف «سلسال الدم»، وحرصت تلك الأعمال على تقديم الصعيد بصورة متنوعة والتركيز على العائلات المتفتحة التى ترغب فى تعليم أولادها فى الخارج فضلاً عن مواجهة مشكلة الثأر التى ما زالت متأصلة فى الثقافة الصعيدية، ومدى نجاح الطرق السلمية فى تحقيق ذلك.
وعن الانتقادات التى وجهت إلى المسلسل باعتباره لا يقدم الواقع، قال «الشال»: «الصعيد اختلف فى الوقت الحالى تماماً، فهناك انتشار كبير للفضائيات والإنترنت وارتفاع نسبة مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى وهو ما أثر على أهل الصعيد فهناك نسبة كبيرة من المدنية والتقدم فى المجتمع الصعيدى، بخلاف بعض القرى والتى تعد نسبتها ضئيلة، فهناك ما يتعدى الـ80% من الأحداث مواكبة للواقع فى الصعيد من خلال المدنية، باستثناء نسبة بسيطة تمثل العائلات المتحررة، فكل مدن الصعيد بها ناطحات سحاب واختفت المقاهى الشعبية المصنوعة من البوص، والصعيد القديم اختفى وهو ما ترصده الدراما حالياً فى مواكبة العصر والتقدم هناك».
وانتقدت الناقدة خيرية البشلاوى المسلسلات الدرامية التى تقدم الواقع الصعيدى، قائلة: «لست معجبة بتلك النوعية من الدراما المضللة لجنوب مصر، الذى يحتاج إلى دراسات صادقة وقوية مؤمنة برسالة الدراما التليفزيونية، لو حدث ذلك كنا وجدنا انعكاس هذا التأثير الإيجابى على أرض الواقع ولكن كلها أعمال تلعب على الوتر المضمون «التار» الذى يوفر كماً كبيراً من الميلودراما المرتبطة بفكرة الانتقام والمرأة الحاكمة مفرطة القوة».
وتابعت: «مؤلف الدراما ليس لديه الجسارة فى اقتحام حقيقة أوضاع الصعيد، وليس لديه أى رغبة لمقاومة ما جرى من خلال استخدام وسيط جماهيرى قوى بحجم الدراما التليفزيونية، والمؤلف يريد تحقيق الجماهيرية من خلال الدم والدموع والانتقام، والموضوعات المؤثرة منذ ظهور الدراما ويتكئ على السهل والتأثير الجاهز والعناصر الضاربة فى عمق المشاعر الإنسانية العامة، بالرغم من خصوصية الصعيد التى تتنوع وتختلف عن الثأر، وبالتالى لم تلعب أى دور فى مواجهة الثأر على أرض الواقع، حتى الأفلام الجيدة التى وجدت صدى جماهيرياً اتكأت على موضوع مهم ومثير منها التواطؤ بين بعض العائلات وبعض عناصر الأمن ولكنها اعتمدت أيضاً على الصراع المشين بين جماعات تحمى الناس وأخرى تضرها وهو ما وجد صدى أيضاً لدى الجمهور».
وقال الناقد محمود عبدالشكور إن السينما قدمت الصعيد بشكل جيد، فهناك عدد مهم من الأعمال التى تناولت هذا المجتمع وتعد من كلاسيكيات السينما المصرية، ونجحت فى التعبير عنه فى ذلك الوقت منها «شىء من الخوف»، «البوسطجى»، «الطوق والأسورة» و«عرق البلح»، وهى أعمال مهمة فى تاريخ السينما المصرية حيث إن من عملوا عليها صعايدة وفنانون مهمون استطاعوا التعبير عن واقع هذا المجتمع بشكل فنى وحقيقى والتطرق إلى تلك النماذج الإنسانية، مضيفاً: «هناك عدد كبير من الأعمال التى عبرت عن الصعيد أو التى تدور أحداثها فى الصعيد مثل «صراع فى الوادى»، وتعد تلك الأعمال جزءاً أساسياً من تاريخ السينما المصرية».
- أرض الواقع
- أهل الصعيد
- الأعمال الدرامية
- التواصل الاجتماعى
- الدراما التليفزيونية
- السينما المصرية
- الطرق السلمية
- العادات والتقاليد
- الفنان يحيى الفخرانى
- القضايا الاجتماعية
- أرض الواقع
- أهل الصعيد
- الأعمال الدرامية
- التواصل الاجتماعى
- الدراما التليفزيونية
- السينما المصرية
- الطرق السلمية
- العادات والتقاليد
- الفنان يحيى الفخرانى
- القضايا الاجتماعية