«التهامى».. صوت المحبين

كتب: جهاد عباس

«التهامى».. صوت المحبين

«التهامى».. صوت المحبين

«والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرونُ بأنفاسى».. يرتفع إيقاع الإنشاد، فى حلقات الذكر.. سحرُ خفى يتدفق فى الأجواء، تدمع عيون البعض، ويترنح البعض الآخر مثل عاشق فقد اتزانه من فرط الحب، ينظر الشيخ ياسين التهامى للسماء.. سماء الصعيد التى يعرفها جيداً، على الأقل لأنها شهدت مولده.

يجوب نجم الإنشاد الأول جميع محافظات مصر، وجميع أقطار الوطن العربى، منشداً المدائح النبوية، والأشعار الصوفية، محدثاً جلبة تفوق نجوم كرة القدم والفن، لم يتخلّ ابن بلدة الحواتكة بمحافظة أسيوط عن عباءته الصعيدية الوقورة وعمامته البيضاء الناصعة التى تزين رأسه، ولهجة صعيدية يحفظها فى قلبه قبل أن ينطق بها لسانه، ومعها عادات وتقاليد أورثته إياها بلدته الصغيرة.

عامان كاملان قضاهما الشيخ ياسين متبحراً فى أشعار المتصوفة الكبار، منقطعاً عن كل شىء، عقب تخرجه فى المعهد الأزهرى. بعدها صعد إلى جوار والده فى إحدى حلقات الذكر، وأنشد بصوت أسر قلوب كل من سمعه. حينها لم يكن يعرف أن رحلته مع الإنشاد الدينى قد بدأت للتو.

«المايسترو».. «كروان الصعيد».. «بلبل الصعيد».. ألقاب كثيرة حصدها التهامى، وهو يجول الصعيد ويُحيى ليالى يلقبها حاضروها بـ«اليتيمة». تتعدى شهرته الداخل، ليصل بحفلاته الإنشادية إلى خارج مصر. يبدو واعياً بكل ما يحدث حوله، لكن نظرة واحدة إلى عينيه وهى تدمع بينما ينشد «آه يا روحى».. كفيلة بأن تؤكد أنه غارق فى تصوفه وعالمه الخاص الذى لا يشبه أبداً عوالم المشاهير.


مواضيع متعلقة