صدق أو لا تصدق: من «أخميم» الأكثر فقراً.. خرجت «عائلة ساويرس»

كتب: خالد الغويط

صدق أو لا تصدق: من «أخميم» الأكثر فقراً.. خرجت «عائلة ساويرس»

صدق أو لا تصدق: من «أخميم» الأكثر فقراً.. خرجت «عائلة ساويرس»

تمتلك عائلة «ساويرس» مليارات الدولارات، وبحسب تصنيف مجلة «فوربس» الشرق الأوسط للشخصيات الأكثر ثراءً لعام 2017، فإن 3 من عائلة ساويرس يتصدرون أثرياء مصر، حيث يمتلك ناصف ساويرس، 6.1 مليار دولار ويأتى فى المرتبة الأولى فى مصر، والمرتبة 245 عالمياً، بينما يمتلك نجيب ساويرس 3.8 مليار دولار ويحتل المرتبة الثانية فى مصر والمرتبة 500 عالمياً، أما أنسى ساويريس، مؤسس مجموعة أوراسكوم، فيمتلك 1.1 مليار دولار ويحتل المرتبة رقم 6 فى مصر والمرتبة رقم 1754 عالمياً، ورغم امتلاك الأسرة لكل هذه الأموال، فإنهم لم يلتفتوا فى يوم من الأيام إلى القرى الفقيرة التى كان لها الفضل فى احتضان أسرتهم فى أوقات الشدة فنسوها فى أوقات الرخاء. وكل ما قدمته أسرة «ساويرس» للمحافظة هو تبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه للمدرسة الثانوية العسكرية لتطويرها، حسب قول حمدى عبدالرحمن، المرشد التعليمى للمدرسة الثانوية العسكرية، مضيفاً أنه أثناء زيارة اللواء محسن النعمانى، محافظ سوهاج الأسبق، للمدرسة فى عام 2007، طلبنا منه أن يتصل بعائلة ساويرس ليساهموا فى ترميم المدرسة، خاصة أن أنسى ساويرس، الأب كان يدرس فيها، وكنا نطمح أن يمنحنا 100 ألف جنيه، وعندما اتصل المحافظ بالعائلة تبرعوا بمبلغ 5 ملايين و800 ألف جنيه، حيث تم تجهيز قاعة أنسى ساويرس، التى تكلفت وحدها 4 ملايين جنيه، وهذه القاعة لا يوجد لها مثيل فى الصعيد، وبها أحدث أجهزة العرض وتتسع لعدد كبير من الأشخاص، كما تمت صيانة المبانى فى المدرسة من باقى منح عائلة ساويرس.

{long_qoute_1}

ويوضح بهاء يوسف، مدرس وأحد المستأجرين لشقة سكنية فى عمارة عائلة ساويرس، على كورنيش النيل بسوهاج، أنه لم يشاهد فى يوم من الأيام أياً من أفراد الأسرة وكل ما يعرفونه هو محام، وكيل عن الأسرة يتولى جمع إيجار العمارة وهى من الإيجارات القديمة، حيث لا يتعدى دخلها 300 جنيه شهرياً يتم التبرع بها لجمعية بيت الرحمة، موضحاً أن مسقط رأس العائلة فى مدينة أخميم لكنه لا يوجد لهم منازل هناك سوى العمارة السكنية فى مدينة سوهاج.

وأوضح أحد الأهالى فى مدينة أخميم، فضل عدم ذكر اسمه، أن عائلة ساويرس انقطعت أخبارها عن مدينة أخميم والعائلة لم تقدم مليماً واحداً فى أى مشروع خدمى فى مدينة أخميم وكل ما نعرفه من أجدادنا أن العائلة كانت بسيطة مثل بقية العائلات فى المنطقة ولم يكن لديهم أراض أو عقارات أو أى ممتلكات فى المحافظة، موضحاً أن أفراد عائلة ساويرس يستطيعون تحويل محافظة سوهاج إلى قطعة من باريس، مؤكداً أن أفراد العائلة تركوا قراهم والمناطق التى تربوا فيها تغرق فى الفقر، مشيراً إلى أن عائلة ساويرس نسمع عنها أنها تشارك بنشاط فى الأعمال الخيرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية إلا أن تلك المؤسسة لم تعرف طريقها لمحافظة سوهاج.

وتعتبر مدينة أخميم من المناطق الخطرة ولا يكاد يمر أسبوع على الأهالى إلا ويحدث فيه انهيار لمنزل أو أكثر بسبب قدم تلك المنازل وتهالكها وعدم تمكن الأهالى من إعادة إحلال وتجديد منازلهم القديمة، لضيق ذات اليد، والمدينة وحدها يوجد بها أكثر من 500 منزل آيل للسقوط، ويعيش الأهالى فى حالة رعب وقلق بسبب كثرة الانهيارات التى تحدث فى المنازل بشكل مستمر وهناك ضحايا يسقطون تحت أنقاض المنازل.

ويقول وسام بخيت، أحد أهالى مدينة أخميم، لا نعرف ماذا ينتظر آل ساويرس بعد أن منّ الله عليهم بالخير والنعم ورغد العيش، لقد آن الأوان لأن تمد عائلة ساويرس يد العون للبسطاء والفقراء ليس فى أخميم وحدها بل فى سائر قرى محافظة سوهاج، وبخاصة أننا نسمع عنهم أنهم دائماً ما ينفقون أموالاً طائلة فى المشروعات الخيرية ولا يردون سائلاً يطرق بابهم، لكن لا يعقل أن يذهب إليهم الفقراء بل يجب عليهم أن يخففوا من أوجاع وآلام الغلابة، مؤكداً أن هناك عدداً ضخماً من المنازل يحتاج إلى إعادة بناء فى مدينة أخميم التى تنتمى إليها عائلة ساويرس، ولا يزال ملاك تلك المنازل يعيشون فيها رغم تصدعها وتهالكها لكنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً، ولن تتمكن الدولة من مساعدة هذا العدد الكبير من الناس، وأضاف بخيت أن مدينة أخميم تعتبر من أكثر المناطق خطورة، موضحاً أن عدد العقارات الآيلة للسقوط تجاوز أكثر من 500 عقار، وفى منطقة الكوم وحدها يوجد أكثر من 100 منزل أوشكت على الانهيار فوق رؤوس السكان، ولا يوجد حل أمام المواطنين سوى البقاء فى منازلهم المعرضة للانهيار، مؤكداً أن أهالى المنطقة فقراء، وطالب بضرورة تدخل مؤسسة ساويرس للتنمية الاقتصادية، وإعادة بناء منازل الغلابة ولن يضر المؤسسة لو أنفقت 100 مليون جنيه لتطوير وتنمية مدينة أخميم وإعادة بناء منازل الأهالى المتهدمة، فالمنزل الواحد لن يكلفهم 200 ألف جنيه بالتشطيبات، وبهذا المبلغ يتمكنون من إعادة الحياة لآلاف البشر فى مسقط رأسهم، ولن يفرح الأهالى بمشاهدة عائلة ساويرس فى شاشات التليفزيون لأنه لن يفرق معهم كثيراً لكن فرحتهم ستكون بمد يد العون لهم.


مواضيع متعلقة