نجل الشهيد خالد عثمان: أتمنى وضع صورة تذكارية للشهداء داخل أكاديمية الشرطة

كتب: حسن عثمان

نجل الشهيد خالد عثمان: أتمنى وضع صورة تذكارية للشهداء داخل أكاديمية الشرطة

نجل الشهيد خالد عثمان: أتمنى وضع صورة تذكارية للشهداء داخل أكاديمية الشرطة

طفلان فى عمر الزهور يقفان بجوار بعضهما أمام قبر والدهما، بملابس سوداء يتوسطهما وزير الداخلية، يحمل أحمد فى يده صورة لوالده، بينما تقف ملك فى ثبات وكأنها تجهز نفسها لمستقبل ستتحمل غدراته منفردة، بعد أن نال والدها اللواء خالد كمال عثمان، مشرف الخدمات الأمنية بدائرة قسم أول العريش، شرف الشهادة، إثر قيام مجموعة من الإرهابيين بإطلاق الأعيرة النارية تجاه أحد التمركزات الأمنية بميدان النصر بدائرة قسم شرطة ثانى العريش، فى 16 سبتمر 2015، لتفيض روح الشهيد إلى بارئها.

{long_qoute_1}

تجمع غفير من الناس وأعداد لا حصر لها جاءت لتقدم واجب العزاء، لا يفهم أحمد صاحب الـ12 عاماً وقتها ما يدور، لكنه يعلم فقط أن والده قد استشهد، وكلمة «شهادة» أو «شهيد» مرت على أذنه كثيراً، سمعها من والده وسمعها فى التليفزيون وسمعها من أساتذته فى المدرسة، لكنه لم يكن يلقى لها بالاً، حتى جاء اليوم الذى أصبح فيه أحمد ابناً لشهيد الوطن الذى جاد بعمره فى سبيل أن يحيا الجميع، قدم روحه، ولو كان له ألف روح لقدمها فداء للوطن، «هكذا كان يقول الشهيد لأبنائه».

انشغال اللواء خالد عثمان فى عمله بشكل دائم كان يمنعه من قضاء أوقات كثيرة مع أبنائه وزجته، فيقول أحمد: «بابا دائماً كان مشغول، وماكناش بنشوفه كتير لكن كان بيحاول يعوضنا عن الانشغال ده، بأنه يخرجنا ويحاول يسعدنا على قد ما بيقدر»، تعلم أحمد تاريخ والده، وحاول أن يشرحه: بابا اتخرج من أكاديمية الشرطة عام ١٩٨٤، وفضل يشتغل فترة طويلة جداً داخل قطاع الأمن المركزى، وفضل يترقى لغاية ما بقى لواء، وآخر منصب بابا كان موجود فيه وكيل منطقة غرب الإسكندرية للأمن المركزى، وبعد كده راح العريش، علشان يكون موجود بجانب قواته من أفراد الأمن المركزى والقوات الخاصة، لأن فى الوقت ده كان فيه عمليات اسمها حق الشهيد وبابا كان واحد من الضباط المشرفين عليها»، ويتابع: «أنا فعلاً بابا وحشنى ونفسى نخرج مع بعض تانى، لكن ده مش هيحصل لأنه بقى عند ربنا، وعايش هناك فى الجنة».

يتذكر أحمد آخر أيام قضاها مع والده قبل استشهاده: «بابا ماكنش بنشوفه كتير وفى آخر الأيام كانت تيتة والدة ماما عيانة، وكنا دائماً فى القاهرة عند الدكتور بنعالجها، ورجعنا إسكندرية قعدنا مع بابا يومين واحتفلنا بعيد ميلاده وبعدها سافر الشغل فى العريش وبعد 3 أيام استشهد». ويضيف: «بابا كان بيحبنا جداً، وقبل ما بابا يستشهد ماما اشترت لى شنطة مدرسة وماكنتش عجبانى، واتصلت ببابا وقلت له، وطلب من ماما إنها تغيرلى الشنطة وتشتريلى اللى أنا عايزه».

يتذكر أحمد الأوقات التى كان يتحدث فيها والده عن السفر إلى العريش، لكن كانت زوجته ترفض هذا السفر، خوفاً عليه لخطورة الوضع هناك: «ماما كانت كل مرة تقوله بلاش والنبى، خليك معانا، كفاية إن والدتى تعبانة، لكن بابا كان بيقولها ماتخافيش عليّا، لو موت هموت شهيد، وقبل ما يستشهد بنحو 15 يوم قال أنا خلاص هروح العريش، كلنا كنا خايفين، لكن إرادة ربنا فوق كل شىء، وفضل يوصى تيتا علينا ويقولها خلى بالك من الأولاد من فضلك اوعى حد يزعلهم».

التقى أحمد بالرئيس السيسى، وكانت فرحته لا توصف، ويتذكر أحمد تفاصيل اللقاء عندما علم أنه سيلتقى بالرئيس السيسى، ارتدى بدلته التى اشتراها له والده قبل استشهاده بنحو شهرين، وذهب مع والدته وأخته، للقاء الرئيس، لم يكن يصدق أنه سيلتقى برئيس الجمهورية، ولم يكن يعلم أنه بهذه الروح الطيبة: «أنا ماكنتش مصدق إنى هقابل الرئيس السيسى، وده بالنسبالى كان حلم، لكن لما رحت هناك وقابلته حسيت إنه طيب قوى وقلت له أنا بحبك ياريس، وقالى أنا كمان بحبك يا أحمد، وكل أصحابى فضلوا يسألونى عن اللى حصل بينى وبينه، وقلت لهم أنا فخور لأن والدى شهيد، وفخور بلقاء الرئيس السيسى»، يتمنى أحمد أن تقوم وزارة الداخلية بوضع صور تذكارية للشهداء داخل أكاديمية الشرطة تخليداً لذكرى الشهداء: «نفسى ألقى صورة لبابا مع زملائه الشهداء متعلقة فى أكاديمية الشرطة، دى حاجة بسيطة بس هتفرحنا قوى، وإن شاء الله الوزارة تعمل كده».


مواضيع متعلقة