«التنمية المحلية»: رصف طرق وإنشاء حدائق ومحاور مرورية جديدة فى «بولاق الدكرور»

كتب: عبد الفتاح فرج

«التنمية المحلية»: رصف طرق وإنشاء حدائق ومحاور مرورية جديدة فى «بولاق الدكرور»

«التنمية المحلية»: رصف طرق وإنشاء حدائق ومحاور مرورية جديدة فى «بولاق الدكرور»

تشهد منطقتا «زنين» و«الشوربجى» بحى بولاق الدكرور بالجيزة أعمال تطوير ملموسة فى البنية التحتية والجمالية، بعد سنوات طويلة من الإهمال والنسيان، رغم وجود هذا الحى الشعبى وسط محافظة الجيزة، ويثنى المواطنون على تشجير وإنشاء حدائق متنوعة فى شارع التحرير أسفل كوبرى صفط اللبن، بجانب تبليط شوارع وحارات منطقة زنين، بعد الانتهاء من إنشاء مخرجين للكوبرى، وتوصيل الغاز الطبيعى لمعظم مناطق حى بولاق الدكرور. ورصدت «الوطن» أعمال التطوير بالمنطقة، وآراء المواطنين الذين طالبوا بتعميم التجربة على كل شوارع بولاق، والتقت عمال تبليط «الإنترلوك» فى الحارات والشوارع الضيقة.

{long_qoute_1}

قبل عدة شهور كانت تعانى منطقة الشوربجى من اختناقات مرورية حادة بسبب سير سائقى سيارات الأجرة عكس الاتجاه، وكانت تؤدى هذه الأزمات إلى اختناقات مرورية تدوم لساعات طويلة وتمتد إلى صفط اللبن ومنطقة عامر وكافة مناطق بولاق، لكن تم إنشاء محاور جديدة فى كافة الاتجاهات منعاً لسير السيارات عكس الاتجاه، بالإضافة إلى قيام بعض أفراد مرور الجيزة بالوجود صباحاً لضبط حركة السير، بالتزامن مع إنشاء حدائق وأماكن انتظار ثابتة بموقف الميكروباصات، وتم وضع أكثر من 10 صناديق للقمامة أمام مكتب هيئة نظافة وتجميل الجيزة تحت التأسيس. يقول سلامة طه، 42 سنة، أحد سكان منطقة زنين: «المنطقة بتتطور بقالها كام شهر، خاصة بعد الانتهاء من إحلال وتجديد جامع زنين الكبير، واللى افتتحه محافظ الجيزة ووزير الأوقاف من شهر، بلطوا الشوارع اللى جنب الجامع ودلوقتى كملوا على بقية الشوارع التانية».

يضيف «سلامة»: «النضافة حلوة طبعاً، الناس هنا مبسوطة جداً من تطوير المنطقة وتبليط الشوارع اللى كانت مليانة تراب وأسفلت مكسر وحصى، لكن دلوقتى هتتكنس وتترش شوية ميّه هتبقى منورة وشكلها حلو، وبلاط الإنترلوك أحسن بكتير من الأسفلت لأنه بيتكسر وبيلم تراب وطين، الناس هنا كانت متعودة ترش ميّه على طول ساعة العصارى، والميّه بعد ما بتنشف بتعمل مطبات صغيرة ناشفة».

فى شارع مدرسة الإمام البوصيرى الابتدائية، كان العمل يجرى على قدم وساق لتبليط الشارع المزدحم بالمارة بأحجار «الإنترلوك»، وفى الوقت الذى كان يتسابق فيه سائق اللودر الشاب لنقل مكعبات الأحجار من الشارع الرئيسى بجوار مخرج محور صفط اللبن الجديد، كان يقوم الهوارى محمد، رئيس مجموعة تبليط الإنترلوك بالمنطقة، بتثبيت الأحجار ورصها بجوار بعضها بشكل متناسق ومتناغم، ويساعده فى عمله بعض الفتية حيث كانوا يحملون إليه الأحجار ليقوم هو «بتعشيقها» قبل أن يغطوها بالرمال.

{long_qoute_2}

ويقول «الهوارى» بنبرة مرتفعة ممزوجة بابتسامة عريضة تغطى ملامح وجهه: «أعمل فى مهنة تبليط الإنترلوك منذ 10 سنوات، وقبل قيامى بالعمل هنا قبل أسبوعين كنا نعمل فى تبليط شوارع كفر طهرمس الجانبية، وانتهينا من معظمها وأصبحت المنطقة جيدة ونظيفة، لأن البلاط يساعد على نظافة المكان فالقمامة تظهر فى هذه الشوارع بوضوح عكس الشوارع المملوءة بالتراب».

وعن أصعب شىء يواجه «الهوارى» فى العمل مع بقية زملائه يقول: «طول ما ربنا معانا مفيش حاجة بتكون صعبة، لكن أكتر حاجة بتضايقنا فى الشغل، الحارات الضيقة، لأننا نعتمد على إيدينا فقط فى نقل مستلزمات العمل مثل الرمل والبلاط، عكس الشوارع الرئيسية والشوارع المتسعة التى يساعدنا اللودر على نقل الرمال والأحجار فيها».

ويضيف «الهوارى» بنبرة ممزوجة بالغضب: «من الأمور التى ترهقنا أيضاً فى عملنا اليومى، كثرة طلبات الأهالى، حيث يطلبون منا إنشاء مطبات أمام كل بيت، بسبب خوفهم من سير السيارات والتوك توك والموتوسيكلات بسرعات عالية بعد تمهيد الشوارع وتبليطها».

ويقول صبحى رمضان، مدير مدرسة الإمام البوصيرى الابتدائية: «تبليط الشوارع بالإنترلوك شىء جيد جداً لأنه سيؤدى إلى حدوث نقلة حضارية فى المنطقة، لأن التبليط من أهم أركان البنية الأساسية فى أى منطقة، لكن طلبنا منهم إنشاء مطب أمام المدرسة خوفاً على التلاميذ، رفضوا فى البداية ولكن بعد إصرارى وافق المسئولون على التنفيذ، وطالبت بذلك من أجل مصلحة الأطفال وليس من أجل مصلحة شخصية، لكن المنطقة تشهد تطوراً إيجابياً وملحوظاً جداً، بداية من الشوارع الرئيسية أسفل كوبرى صفط اللبن بعد الانتهاء من إنشاء مطلع ومنزل للكوبرى».

ويشيد مصطفى إمام، رجل خمسينى يجاور بيته مدرسة الإمام البوصيرى، بتطوير المنطقة، ولا يخفى سعادته بما يتم إنجازه منذ عدة شهور، لكنه يشكو من مسئولى قطاع الكهرباء بالجيزة بسبب أكشاك الكهرباء المفتوحة التى تجاور المدرسة: «رحت لأعضاء مجلس النواب ورئيس الحى والمحافظة وقلت لهم الأكشاك المفتوحة دى خطر على العيال الصغيرة، محدش سمع كلامى، قمت جايب قفل على حسابى وقفلت الكشك، حصل عطل بالكهرباء، بتوع الصيانة جم كسروا القفل عشان مش عارفين إن أنا معايا المفتاح، لقيت الكشك مفتوح جبت له قفل تانى عشان أى عيل فى الحتة أو فى المدرسة ممكن يفتح الكشك بسهولة ويتكهرب ويموت فى لحظة».

وبجوار «مصطفى» جلست بعض السيدات من الجيران وقد بدت عليهن علامات الرضا والسعادة أثناء تبليط الشارع، وجلسن على مصاطب خرسانية صغيرة يتابعن العمل أمام عتبات بيوتهن باهتمام شديد، ورغم قرب انهيار أحد العقارات الصغيرة بالشارع الذى يجرى تبليطه، فإن العمال قاموا بتبليطه حتى آخر جزء بجانب بالشارع، ويتفرع من شارع المدرسة حارات ضيقة غير مستقيمة تم تبليطها وكان يلعب بها بعض الأطفال كرة القدم، وأضفى البلاط الجديد على الحارة شكلاً مميزاً وجميلاً، وهو ما أكده أحد سكانها قائلاً: «من ساعة ما وعيت على الدنيا والحارة دى كده، ما حصلشى فيها أى حاجة، لكن البلاط ده خلاها حاجة تانية وبقت تفتح النفس، لأنها بقت نضيفة، أحسن حاجة عملها حى بولاق الدكرور والمحافظة فى الفترة الأخيرة بصراحة، هو تبليط الشوارع فى المنطقة هنا ياريت يكملوا باقى المنطقة وما يقفوش».

أمام قهوة بسيطة بجوار مكتب بريد زنين، كان يجلس مصطفى أبوالمجد، مقاول بناء، تحت ظل كوبرى صفط اللبن، يقول: «الفرق شاسع بين ما كانت عليه المنطقة منذ عام وبين الآن، كانت مليئة بالزبالة ومخلفات البناء والهدم والحفر، والآن بها محاور جديدة وأماكن مخصصة لانتظار السيارات بموقف الميكروباصات، بالإضافة إلى وجود حدائق صغيرة مملوءة بالأشجار والخضرة ومحاطة بالأسلاك الشائكة، وتوجد بها ممرات ممهدة لعبور المشاة، هذا شىء كنا نحلم به منذ عدة سنوات، ومنطقتا زنين والشوربجى أصبحتا الآن منطقتين آدميتين». يضيف «أبوالمجد» قائلاً: «تطوير المنطقة لم يقتصر على إنشاء محاور جديدة لمرور السيارات لحل أزمة زحام موقف العشرين التى كانت تخنق المنطقة بأكملها، بسبب توقف الميكروباصات فى وسط الشارع، لكن امتد إلى وضع صناديق قمامة كثيرة أمام مكتب هيئة نظافة وتجميل الجيزة، وهذا المكتب يجلس به موظفون تابعون للهيئة على مدار 24 ساعة ويعتبر مكتباً مركزياً لنظافة بولاق الدكرور ناحية الشمال».

ويوضح الرجل الأربعينى: «يجرى حالياً العمل على إنشاء مدرسة للبنات مكونة من مبنيين ارتفاع كل منهما 5 طوابق، بجوار سور كلية زراعة جامعة القاهرة وإنشاء المدارس أفضل شىء ممكن أن يتم هنا، لأن المدارس تقرب المسافات، ولا تضطر الأهالى والأطفال إلى السير لمسافات طويلة، أو ركوب مواصلات مزدحمة لتوصيل أبنائهم إلى المدارس يومياً، كما عادت الحياة أيضاً إلى موقف أوتوبيسات زنين، بعد توقفه عن العمل عدة شهور بسبب إنشاء طلعة كوبرى جديدة لمحور صفط اللبن فى اتجاه الطريق الدائرى». وتابع «أبوالمجد»: «يوجد بموقف زنين خطوط قديمة وهى خط السيدة عائشة، وخط التبين بحلوان وخط الدراسة، ويوجد هنا موقف ميكروباص به العديد من الخطوط مثل الجيزة، وقصر العينى، والسيدة عائشة، والدقى، ومحطة مترو جامعة القاهرة، وخط شارع العشرين المؤدى إلى شارع فيصل، وتعد هذه المنطقة حيوية جداً نظراً لقربها من الطريق الدائرى، حيث لا يفصل بينها وبين الطريق الدائرى سوى 2 كيلومتر، وتم رصف ربع هذه المسافة فقط حتى الآن، ويجرى العمل على تمهيد ورصف باقى الشارع».

ويشير «مصطفى» إلى أهمية استكمال رصف شارع «الرشاح» القديم الملاصق لمحطة معالجة مياه الصرف الصحى بزنين قائلاً: «الشارع ده لو اترصف لحد الطريق الدائرى هيبقى شارع عالمى، لأنه شارع واسع جداً، عرضه 50 متر وهيخلى الناس توصل الدائرى فى ثوانى، وهيئة الطرق وصلت شارع صفط الرئيسى بشارع الرشاح بقى فيه سيولة مرورية فى المنطقة لكن التوك توك وسيارات نصف النقل بتعطل السير أحياناً».

لكن إحدى موظفات مكتب هيئة نظافة وتجميل الجيزة ببولاق الدكرور، شكت من تأخر تشطيب المكتب الجديد بـ«زنين»، وقالت بنبرة مرتفعة ممزوجة بالغضب: «بقالنا هنا 7 شهور وبنقعد على مكاتب متهالكة بدون أى سقف، والدبان مبهدلنا»، وأضافت: «المكتب يتابع نظافة أكثر من منطقة بحى بولاق الدكرور ويعمل به 103 موظفين وموظفات، ومقسمون إلى ورديتين، والمكتب الكائن أسفل كوبرى صفط يعتبر نقطة انطلاق لكل عمال النظافة والمشرفين، وهذا لم يكن موجوداً من قبل».


مواضيع متعلقة