سعاد حسنى تبكى 50 عاماً من «الشقا»: أما آن للجسم أن يستريح؟!

كتب: محمد غالب

سعاد حسنى تبكى 50 عاماً من «الشقا»: أما آن للجسم أن يستريح؟!

سعاد حسنى تبكى 50 عاماً من «الشقا»: أما آن للجسم أن يستريح؟!

تدفع العربة أمامها بكل قوة، تُشمر عن كمها فتظهر ساعة اليد الرجالى حول معصمها، تسير سعاد حسنى فى شارع باب البحر المتفرع من ميدان رمسيس، تنقل الخبز من الفرن إلى البيوت يومياً، فى البداية تبدو متماسكة وكأنها لا تتألم ولا تبالى بنظرات الناس، لكن سرعان ما يتغير حالها، تنهمر دموعها، تظهر بائسة ضعيفة وتجر العربة ببطء، وذلك بمجرد أن سألها أحد المارة: «انتى ماتعبتيش من المشاوير يا سعاد؟».

«تعبانة جداً والله، بحاول اتحمّل زى الرجالة، بس ماحدش عارف إيه اللى بيّا، بص إيدى بتوجعنى إزاى، ورجلى تعبانى، بس بكمّل ومش ببيّن»، كلمات «سعاد» التى تكمل المشوار الذى بدأته منذ السادسة صباحاً، لتعود إلى منزلها فى الثالثة عصراً، وقد اكتست ملابسها السوداء باللون الأبيض بفعل الدقيق وتمزقت من تأثير المشاوير.

هذا العام ستكمل «سعاد» عامها الخمسين، ولو كان لهذه السنوات عنوان فستطلق عليها «الشقاء»: «أصل أنا بشتغل من وأنا عيّلة صغيرة، ماشفتش راحة فى حياتى، بعت شرابات، وشنط، الدنيا بهدلتنى من هنا لهنا، ومفيش حاجة بتريّح غير التراب، مفيش تانى راحة».

زوجها لا يعمل، بينما تكافح هى من أجله، ومن أجل أولادها الأربعة ومصاريف طعامهم ومدارسهم، والإيجار الذى يساوى 50 جنيهاً، أما أحلامها فليست سوى «تروسيكل»: «أركبه وأمشى بيه وأوزع العيش بدل الزق والجر والبهدلة، ويريّحنى من التعب، بدل اللف فى الشوارع على رجلى»، تبكى وهى تتحدث، ثم تقول بخجل: «أصل صعبانة عليا نفسى أوى».


مواضيع متعلقة