بوابة «الوطن».. «نقطة نور» باتساع الحدث

11:41 م | السبت 29 أبريل 2017

خلال أول عامين من عمر الجريدة، كان العاملون فى بوابة «الوطن» يعرفون جيداً أماكن تخزين المراتب والوسائد داخل غرفة «الاستوديو»، فلا شهر يمر دون حادث جلل يجبر صحفيى البوابة على أن يستبدلوا «الوطن» بمنازلهم. لكل مكان عمل ثقافة تحكمه، وتشكل علاقات العمل فيه، وفى بوابة «الوطن» ارتبطت هذه الثقافة منذ اللحظة الأولى بفترة فريدة من تاريخ مصر على المستوى الصحفى والسياسى: أول انتخابات رئاسية بعد 25 يناير، مظاهرات أسبوعية حاشدة ضد الإخوان، هجمات متكررة من البلطجية والمتأسلمين على مقر الجريدة ومحاولات لاقتحامه، 30 يونيو، فض رابعة، حظر التجوال، عمليات إرهابية كبرى فى سيناء.

القائمة طويلة، ومع كل حدث جسيم يزداد فريق العمل احترافية وخبرة، وقدرة على التعامل مع الأحداث العاصفة التى تمر بمصر بحكمة وهدوء. أدرك الجميع أنهم تقاسموا التضحية ومشاركة العبء المتزايد أمام سيل الأحداث الذى لا ينقطع، وأن هذا هو الثمن الوحيد للوجود وإثبات المكانة فى فترة دقيقة وحرجة، واجهت فيها غرف الأخبار فى مصر ظروفاً وتغيرات لم تشهدها من قبل.

{long_qoute_1}

بعض صحفيى البوابة خرجوا من هذه السنوات العاصفة بعلامات على أجسادهم، تذكرهم بإصابات تغطية المظاهرات والاشتباكات، واعتداءات بلطجية «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يفتشون عنهم بالاسم، ويتحينون الفرص لاصطيادهم. الأكيد أن الجميع خرجوا بعلامات على أرواحهم، وبذكريات لساعات طويلة من العمل الجاد المتواصل المرهق، ولحظات اللذة فى حصد أثر النجاح، حين يرون بوابة الوطن وهى تنمو، ويتضاعف عدد قرائها، وتنقل عنها وسائل إعلام مصرية وعالمية.

على المستوى المهنى، فمع الصعود السريع لوسائل التواصل الاجتماعى، كان القارئ متعطشاً لبوابة إلكترونية تقدم له مادة فريدة ومختلفة، تشبع احتياجاته فى نقل الأخبار بدقة وسرعة، بدلاً من الاكتفاء بإعادة نشر ما فى صحف الصباح الورقية. بعد شهور من الإعداد والدراسات، خرجت بوابة الوطن منذ اليوم الأول كياناً مميزاً ومبتكراً بأشكال صحفية جديدة على القارئ المصرى. تميزت «الوطن» منذ يومها الأول بأشكال تحريرية مخصصة للصحافة الإلكترونية، تتسم بالرشاقة وكسر جمود الأشكال التقليدية للقصص الخبرية، وتعطى للموضوعات عمقاً وتغطية من كل الجوانب. أفلام وثائقية و«فيديو كليب» لأغنيات جديدة وبرامج حصرية على «الوطن»، بقيم إنتاجية مرتفعة اعتاد عليها المشاهد فى برامج القنوات التليفزيونية، وسعد بأن يراها تنتقل أخيراً إلى الشاشة الرقمية. صحافة تفاعلية تستخدم أحدث تقنيات الوسائط المتعددة وصحافة البيانات بشكل جديد أجبر المنافسين على تغيير استراتيجياتهم للحاق به، والإسراع فى التطوير والمنافسة، مما عاد بالنفع فى النهاية على القراء. خلال فترة قصيرة، أشاد التقرير السنوى لإبداع الصحف بتجربة «الوطن» فى الإبداع الصحفى، حصدت «الوطن» عام 2014 جائزة مصطفى أمين فى الصحافة الإلكترونية، حيث وصفتها لجنة التحكيم بأنها «قفزت قفزة هائلة فى فترة صغيرة عقب إنشائها»، مشيدة بابتكاراتها فى مجال صحافة الخدمات وريادتها فى استخدام تقنيات «البث الحى» الجديدة آنذاك، وغيرها من الأساليب والتكنولوجيات التى قفزت بالصحافة الإلكترونية فى مصر سنوات للأمام. استمرت «الوطن» فى مسيرتها المهنية، تاركة بصمات مميزة على سوق الصحافة الإلكترونية فى مصر، وخرج من داخلها عشرات الصحفيين المتميزين الذين يحتلون مناصب قيادية داخل وخارج مؤسسة الوطن، وما زالوا يحصدون الجوائز ويُثرون الصحافة المصرية ويُبقون شعلة الإبداع الصحفى متقدة. كان أساتذة وشيوخ المهنة منذ 10 سنوات يقولون: المستقبل للصحافة الإلكترونية. اليوم، تبدأ البوابة عامها السادس فى وقت صار فيه ذلك المستقبل حاضراً ملموساً، وفى ظل «وطن» أكثر استقراراً، وبفريق دائم العزم على أن يستمر فيما عاهد القارئ عليه بالتجديد والابتكار.