رحلة «الوطن» فى 5 سنوات: حرائق وحصار واعتداءات وتهديدات مستمرة فى طريق «البحث عن الحقيقة»

رحلة «الوطن» فى 5 سنوات: حرائق وحصار واعتداءات وتهديدات مستمرة فى طريق «البحث عن الحقيقة»
- أجهزة الأمن
- أرقام هواتف
- أعضاء جماعة الإخوان
- أوضاع مصر
- إلقاء الحجارة
- احتجاجات الطلاب
- الألعاب النارية
- الإخوان المسلمين
- الإعلام المصر
- آثار الحريق
- أجهزة الأمن
- أرقام هواتف
- أعضاء جماعة الإخوان
- أوضاع مصر
- إلقاء الحجارة
- احتجاجات الطلاب
- الألعاب النارية
- الإخوان المسلمين
- الإعلام المصر
- آثار الحريق
«محاولة اعتداء جديدة على مقر جريدة الوطن»، «مجهولون يحاولون اقتحام وحرق مقر جريدة الوطن»، «اعتقال صحفية جريدة الوطن شيماء عادل بالسودان»، «الاعتداء على مصور الوطن أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين».. هذه وأكثر، عناوين أحداث تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة خلال الأعوام الثلاثة الأولى التى مرت على أول ظهور لـ«الوطن» فى الشارع المصرى، وكانت جميعها أثماناً دفعتها الجريدة نظير محاولاتها لنقل الأحداث بصورة دائمة للقارئ، وكان الجزء الأكبر منها ناتجاً عن مواقف الجريدة الواضحة من «نظام الإخوان» الذى حاول أتباعه ومناصروه أكثر من مرة الاعتداء على مقر الجريدة وصحفييها فى أماكن عملهم المختلفة.
{long_qoute_1}
شهران فقط مرا على انطلاق جريدة «الوطن» لتتناقل العديد من وسائل الإعلام المصرية وغير المصرية خبر اعتقال الزميلة «شيماء عادل»، صحفية «الوطن» من قبل أجهزة الأمن السودانية أثناء توجهها لتغطية الاحتجاجات الطلابية بالخرطوم، ليكون الخبر بمثابة الصدمة لكثيرين نظراً للتوترات التى كانت تعيشها دولة السودان وقتها، لتخرج منظمات حقوقية عدة تدين اعتقال صحفية «الوطن» الذى دام لأكثر من أسبوعين، نظم خلالهما صحفيو الجريدة وعدد من الزملاء الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان وقفات احتجاجية دائمة أمام مقر السفارة السودانية بالقاهرة، للمطالبة بالإفراج عن الزميلة المحتجزة، إلى أن صدر قرار من الحكومة السودانية بالإفراج عنها، بعد أن أصبح حادث اعتقالها هو الأشهر فى مصر والوطن العربى.
فى ديسمبر 2012، وبعد 4 أشهر فقط مرت على واقعة اعتقال صحفية «الوطن» فى السودان، توجهت أعداد كبيرة من أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل، إلى مقر الجريدة لمحاصرته، بعد سلسلة اعتداءات على أكثر من مقر جريدة أخرى فى اليوم نفسه.
{long_qoute_2}
ردود فعل مختلفة ظهرت من صحفيى الجريدة وقتها تجاه هذا الاعتداء كانت كلها دليل إصرار منهم على المضى قدماً فى أداء رسالتهم مهما كانت الأضرار المحتملة.
فى حادث كان هو الأشهر بين سلسلة الاعتداءات التى تعرضت لها «الوطن» خلال الأعوام الماضية، حينما توقف أمام مقر الجريدة فى نهاية يوم 8 مارس 2013 «مينى باص» يحمل عدداً من «المجهولين»، اقتحموا المقر وأشعلوا النيران فيه بعد أن قاموا بالاعتداء على أمن الجريدة وإفراغ طفايات الحريق حتى لا يتمكن الموجودون فى المبنى من إخماد الحريق، لتتمكن النيران من الطابقين الأول والثانى بالكامل، بخسائر مادية فقط طالت قرابة مليون جنيه.
لم تقتصر الاعتداءات على مقر «الوطن» فحسب فى تلك المرحلة، وإنما امتد الأمر إلى ملاحقة مصورى الجريدة أثناء أداء عملهم فى تغطية الفعاليات والمظاهرات التى ملأت شوارع مصر آنذاك، وهو ما حدث للزميل «محمد نبيل» فى مارس من عام 2013، حين كان يؤدى عمله فى تغطية إحدى الفعاليات أمام مقر الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم: «حدثت مشادات بدأوا بعدها يشتمونا ويضربونا ويحدفونا بالكراسى ومرة واحدة الأسلحة البيضا طلعت وكانوا عايزين ياخدوا مننا الكاميرات»، كانت تلك رواية «نبيل» لما حدث له، قبل أن تزيد حدة الاشتباكات ويقوم أحد المشتبكين مع الصحفيين بضرب الزميل المصور فى قدمه ليكسرها، ويمكث على أثر إصابته شهراً كاملاً فى بيته مصاباً.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إنما سرب بعض المعتدين على الزميل عنوان منزله وأرقام هواتفه، مشيرين إلى أنه يقوم بالاعتداء على أعضاء جماعة الإخوان، ليصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل أكثر من مرة من مصادر مختلفة كانت أغلبها من دولة فلسطين، كما أوضح «نبيل» فى تصريحاته بعد ذلك.
لم تتوقف سلسلة الاعتداءات التى طالت «الوطن»، ولم يمر وقت طويل على إصلاح آثار الحريق التى طالت جزءاً كبيراً من المبنى وبالتزامن مع مرور عام على صدور جريدة «الوطن»، وليلة إصدار عدد خاص حول أوضاع مصر وجماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم، وتحديداً فى السادسة من مساء يوم 29 أبريل 2013، إثر مشاجرة مفتعلة بين أحد عاملى توصيل الطعام وأمن الجريدة، هاجم بعدها على الفور مجموعة كبيرة من الأشخاص المجهولين مقر الجريدة وحاصروه وبدأوا فى إلقاء الحجارة على المبنى من الخارج، ليردد محاصرو الجريدة وقتها تهديدات باقتحامها مرة أخرى قائلين: «هى دى الجريدة اللى بتهاجم الإخوان ولازم نحرقها»، وتأتى بعد ذلك محاولات الأمن لفض المتظاهرين من أمام المقر، استمرت أكثر من ساعتين احتجز فيهما ما يزيد على 100 صحفى من صحفيى جريدة «الوطن» داخل المقر.
واحتضنت «الوطن» حملة تمرد منذ أيامها الأولى، وتبنّت النشر، وقت أن كانت غالبية وسائل الإعلام تتعامل معها بلا مبالاة.. حتى كبرت الحملة يوماً بعد يوم، ليجتمع قيادات الحملة داخل مقر «الوطن»، ويعقدوا مؤتمراً صحفياً تم بثه على الهواء مباشرة من داخل قاعة اجتماعات الجريدة.. لينطلقوا من الجريدة إلى الاجتماع الأهم مع قيادات العمل السياسى والحزبى وشيخ الأزهر والبابا وقيادات القوات المسلحة، ليخرج بعدها البيان الشهير الذى دقّ المسمار الأخير فى حكم الجماعة الإرهابية، التى لم تنسَ موقف «الوطن»، وركزت غضبها على الصحيفة وقياداتها وصحفييها ومؤسسها دون أن تدرك أن من احتضن «تمرد» دفاعاً عن الوطن لن يخشى أى تهديدات أو محاولات للاقتحام والحرق والضرب.
وفى 6 أكتوبر من العام نفسه، وتحديداً بعد فض اعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية بشهرين، تجمعت أعداد كبيرة أمام مقر الجريدة وقاموا بضربه بعدد كبير من الألعاب النارية، مع سيل من السب والقذف على الجريدة وصحفييها، وكان أشهر ما هتف به أحدهم وقتها: «هى دى جريدة الوطن.. حسبى الله ونعم الوكيل فيهم»، ليستمر هذا المشهد لأكثر من عام، وكأنه واجب وطنى، يقوم به أنصار الرئيس المعزول أسبوعياً أمام مقر الجريدة، ما اضطر القائمين على المقر وقتها إلى عمل ممر طوارئ من جراج المبنى ليخرج منه الصحفيون فى الحالات الحرجة، وتحسباً لأى ظروف طارئة قد تحدث.