أحد أبطال حرب أكتوبر: القضاء على «الإرهاب» فى الشرق الأوسط يبدأ من «تنمية سيناء»

أحد أبطال حرب أكتوبر: القضاء على «الإرهاب» فى الشرق الأوسط يبدأ من «تنمية سيناء»
- أبطال حرب أكتوبر
- أرض الفيروز
- أرض الوطن
- أرض سيناء
- أسرى إسرائيل
- إسرائيل ت
- الأمن القومى المصرى
- الأمن والأمان
- الإرهاب فى سيناء
- آمنة
- أبطال حرب أكتوبر
- أرض الفيروز
- أرض الوطن
- أرض سيناء
- أسرى إسرائيل
- إسرائيل ت
- الأمن القومى المصرى
- الأمن والأمان
- الإرهاب فى سيناء
- آمنة
قال العميد أركان حرب محمد فكرى عبدالحى، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، إن تسريع وتيرة عمليات التنمية فى سيناء هو الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة الإرهاب، ليس فى هذه البقعة المباركة من أرض الوطن فقط، بل فى منطقة الشرق الأوسط برمتها.
{long_qoute_1}
وأضاف «عبدالحى» فى حوار لـ«الوطن»، أننا خلال حروبنا ضد إسرائيل كنا نعلم جيداً من نحارب، وكانت لدينا خبرات ممتدة فى هذا الصدد، إلا أن الإرهاب الحالى عدو «غير مرئى» وغير معلن عنه، مشيراً إلى أن الحرب ضد الإرهاب الآن «حرب خسيسة» وتحتاج إلى وقت طويل لتصفية منابع التطرف.. وإلى الحوار:
■ كيف كنتم ترون قرار الحرب فى ذلك التوقيت رغم الحالة الاقتصادية الصعبة آنذاك؟
- قرار الحرب كان شيئاً لا بد منه، فعندما نسترد الأرض، وحينما يتعلق الأمر بالأمن القومى لا أحد يهتم بالضائقة الاقتصادية أو غيرها من الأمور الأخرى، فالأهم هو بلدنا وأرضنا، وبالتالى جاء القرار بالحرب فى وقت صائب جداً، لأن هذه الحرب أدت إلى استكمال مسيرة تحرير سيناء عبر الطرق الدبلوماسية فيما بعد.
كما كانت حرب أكتوبر خطوة مهمة وملحة وحتمية لا مفر منها، فالعالم لا يحترم إلا القوى، وكان علينا أن نتخذ هذه الخطوة الجريئة التى كبدت العدو خسائر غير متوقعة، وهو ما جعله يرضخ ويقبل بالجلوس على طاولة المفاوضات وفق الشروط المفروضة عليه، علما بأن الجانب الإسرائيلى استغاث بأمريكا، بعد الخسائر الكبيرة التى خلفها العبور العظيم، من تدمير للطائرات والمعدات ووقوع أسرى إسرائيليين، خاصة أن إسرائيل تهتم بالقوة البشرية كما هو معلوم للكافة.
■ وكيف كنتم تنظرون كمقاتلين مصريين إلى إسرائيل فى ذلك الوقت؟
- إسرائيل كانت فى حالة دهشة واستغراب مما لحق بها، فهى لم تكن تتوقع أن نقتحم القناة وندخل الأرض ونسترد ونقاتل بهذه الضراوة، وما لحق بها من خسائر جعل موشى ديان يستنجد بأمريكا، ويقول إن هزيمة بلاده فى حرب أكتوبر 1973 كانت ثقيلة الوطأة على إسرائيل، بعد أن كان قد صرح فى عام 1967 بأن إسرائيل هى «الأقوى التى لا تهزم»، ووصفها بأنها «الدولة ذات الذراع الطويلة فى الشرق الأوسط».
وعندما نقارن بين هذين التصريحين، سنعرف طبيعة ومدى «الحرب النفسية» التى كانت تُمارس ضدنا من أجل إضعاف الروح المعنوية للمصريين، ولكننا كنا نؤمن أن الحق لنا ومعنا، ولم نكن نهتز أبداً لسماع مثل هذه المقولات المغلوطة، فاسترداد الأرض أكد ثقة وعزيمة الجيش المصرى، وأهمية الفرد المقاتل وعقيدته فى الحفاظ على أرضه وعرضه.
{long_qoute_2}
■ كيف يرى جيل أكتوبر الحراك التنموى فى سيناء وما يقام عليها من مشروعات حالياً؟
- الحقيقة أنه كان هناك مشروع قومى وفق خطة ممتدة منذ عام 1994 حتى 2017 من أجل تنمية سيناء، ولكنه لم يتحقق. وخلال العامين الماضيين استطاعت القيادة السياسية بما لديها من وعى وإرادة وتصميم وتحدٍ أن تعوض ما فات فى حق أرض الفيروز، وأن تحقق ما كان غائباً خلال السنوات الطويلة التى أهدرت حق سيناء.
■ فى تقديركم.. هل ستسهم تنمية سيناء فى تعزيز الأمن القومى المصرى؟
- بالتأكيد، وبلا أدنى شك، فتنمية سيناء ستقضى على الإرهاب وتعزز الاستقرار وفرض الأمن بها، واليوم نجد أن الجانب الإسرائيلى يخشى تنمية سيناء لكونها وهى خالية تصلح كمسرح عمليات، ونظراً لسهولة الكر والفر فيها، لأنه كان يرى أن سيناء هى البعد الاستراتيجى الذى يمكن أن يستولى عليه فى حال تجدد الصراع العسكرى فى المنطقة مرة أخرى، ولكن معاهدة السلام ألزمته ألا يفكر فى هذا الأمر على الإطلاق.
غير أن مصر تريد، على كل حال، تنمية وتعمير سيناء حتى تؤمن نفسها بنفسها، لأن هذا سيساعد فى إنهاء ظاهرة الإرهاب تماماً من منطقة الشرق الأوسط برمتها، فضخ الاستثمارات ودعم الكثافة السكانية وانتشار العمران ستجعل كل الدول أكثر حرصاً على استثماراتها هناك، وعلى أهمية انتشار الأمن والأمان فى تلك البقعة المباركة، وبالتالى سيكون هناك تأييد عالمى لمصر فى هذا المجال. وإذا قرأنا التاريخ جيداً، سنجد أن كل المعارك التاريخية الكبرى وقعت على أرض سيناء، منذ العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث، ما يؤكد أنها منطقة استراتيجية بالغة الأهمية، سواء فى الماضى أو الحاضر.
■ وكيف ترى جهود القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب فى سيناء بعد مرور 35 عاماً على جلاء العدو الإسرائيلى؟
- نحن خلال حروبنا الكثيرة ضد العدو الإسرائيلى كنا نعلم من نحارب، وكانت لدينا خبرات ممتدة فى هذا الصدد، إلا أن الإرهاب الحالى عدو غير مرئى وغير معلن عنه، ففى حرب أكتوبر كان كل طرف واضح لدى الآخر من خلال حرب نظامية تتداخل وتشارك فيها كافة القوات والأفرع، ونحقق فيها الأهداف العسكرية المبتغاة.
ولكن الحرب ضد الإرهاب الآن حرب خسيسة، وتحتاج إلى وقت طويل لتصفية منابع التطرف، لأن هذه العناصر الإرهابية تأتى بدعم وتمويل وتسليح من الخارج، وعلينا أن ننظر إلى ما خلف الحدود المصرية، وأن نصبر حتى يتم القضاء عليها نهائياً وتصبح سيناء آمنة 100%، وأعتقد أننا بجهود قواتنا المسلحة وأبطالنا فى سيناء أننا اقتربنا من تحقيق هدفنا فى تطهير الأرض من الإرهاب، وستصبح سيناء منطقة قابلة للتنمية، وأعتقد أن أنسب حل للقضاء على الإرهاب هو تسريع العمليات التنموية فى تلك البقعة العزيزة من أرض الوطن.