العميد «وهيبى»: كنا واثقين من النصر.. وهو ما أشعر به تجاه «الحرب ضد الإرهابيين» حالياً

كتب: مروة عبدالله

العميد «وهيبى»: كنا واثقين من النصر.. وهو ما أشعر به تجاه «الحرب ضد الإرهابيين» حالياً

العميد «وهيبى»: كنا واثقين من النصر.. وهو ما أشعر به تجاه «الحرب ضد الإرهابيين» حالياً

قال العميد السيد وهيبى، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، إن ظروف الحرب التى تشنها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد الإرهابيين فى سيناء حالياً، تختلف كثيراً عما عايشه هو وزملاؤه من المقاتلين خلال حرب أكتوبر المجيدة، إلا أن الهدف واحد، وهو التضحية من أجل الوطن، مشيراً إلى أنه فى «أكتوبر» كان أمامنا عدو ظاهر، ومكانه وتسليحه معروفان، ولكننا الآن أمام عدو خفى يعيش «فى الجحور».

{long_qoute_1}

■ متى انضممتم إلى صفوف الأبطال المقاتلين على الجبهة خلال حرب أكتوبر المجيدة؟

- انضممت إلى الجبهة بعد تخرجى فى «الكلية الحربية» مباشرة فى أغسطس 1973، حيث التحقت بإحدى كتائب «الصاعقة»، وكانت مهمتى وزملائى هى الاستيلاء على نقطة «بورتوفيق» بعد أن تم الإعداد الجيد لهذه المعركة، وقد انضممنا إلى الكتيبة قبل الحرب بـ5 أيام، أى فى مطلع أكتوبر 1973، ولم نكن وقتها نعلم أن الحرب ستقوم فى هذا التوقيت، إلا أنه تم اتخاذ قرار الحرب رغم كل محاولات التشكيك من الدول الكبرى وقتها، وكنا كعسكريين نعلم أنه قرار لا مفر منه لاستعادة الأرض، على اعتبار أن «ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة».

■ وكيف كانت مشاركتك من خلال موقعك فى صفوف القوات خلال حرب أكتوبر 1973؟

- كنت أخدم فى السرية الثانية لـ«الصاعقة» التى كان يقودها الشهيد النقيب كمال عزام، الذى استشهد أثناء العبور ونحن نعبر، ولحق به مباشرة الملازم مصطفى عبدالسلام، وهو أول ضابط استقبلنى، وكان أقدم منى بـ6 أشهر، ولن أنسى إصابة زميلى عبدالله الركايبى بطلقة فى فخذه اليمنى أثناء رجوعه من مستشفى السويس، ولكننى فوجئت بوجوده فى اليوم التالى على الجبهة، ووجدته يحارب إلى جانبى وهو «يربط رجله» حتى لا يترك المعركة دون أن يشارك فى تحقيق النصر، وهذه هى روح المعركة والإصرار والعزيمة التى يتمتع بها المقاتل المصرى على الدوام.

■ وماذا تحمل من ذكريات حرب أكتوبر خلال مشاركتك ضمن صفوف المقاتلين الأوائل؟

- أتذكر الكثير من الأحداث، ومن ذلك أن صديقى إبراهيم الشاهد رحمه الله، استشهد وهو يرتدى أول «أفرول» ارتداه بعد التخرج، وهذا البطل استشهد أمام عينى بطلقات وشظايا النيران خلال المعركة، وكان مثالاً للرجولة والشهامة وحب الوطن والفداء والتضحية، فـ«الكلية الحربية» علمتنا المعنى الحقيقى للوطنية، ومن ثم انطلقنا مباشرة إلى جبهة الحرب لمشاركة إخوتنا من المجندين وقادتنا من الضباط الذين سبقونا إلى الجبهة.

■ وما أكثر اللحظات صعوبة التى واجهتك خلال الحرب؟

- عندما استشهد أحد زملائى فى الكتيبة، وهو ابن محافظة «الفيوم» الذى لقى ربه فى «السويس» ودُفن هناك. وبعد عام كامل من استشهاده حصلنا على رفاته وأحضرناها من السويس إلى الفيوم بناء على طلب أهله، حتى يدفن فى مدافن العائلة. وكانت ملامح وجهه واضحة جداً وكأنه استشهد يوم نقل جثمانه.

وهناك مواقف أخرى لن يمحوها الزمن من ذاكرتى، منها عندما بُترت ساق أحد الزملاء إثر إصابته بلغم أرضى، وعندما ذهبنا لإخلائه وحمله على «نقاله» للرجوع به إلى خلف الخطوط، أُطلقت علينا طلقات مدفعية من جانب قوات العدو، ورفض الزميل الإخلاء حتى لا يصاب آخرون غيره، وهو ما جعلنا نرجع للخلف وحدنا بعد وضعه فى مكان آمن نسبياً، ثم عدنا بعد توقف الضرب لإخلائه، فهؤلاء هم الأبطال حقاً، الذين ضحوا من أجل أن تعيش وتحيا مصر.

■ هل هناك أوجه شبه بين ما عاشه جيل الحرب وما يعيشه أبطالنا الآن فى حربهم ضد الإرهاب بسيناء؟

- الظروف التى نمر بها الآن تختلف كثيراً عما عايشناه خلال حرب أكتوبر، إلا أن الهدف واحد، وهو التضحية من أجل الوطن، ففى «أكتوبر» كان أمامنا عدو ظاهر ومكانه وتسليحه معروفان، ولكننا الآن أمام عدو خفى «فى الجحور»، ولا نعلم من أين يأتى بالسلاح والمعدات الحديثة التى يحاربنا بها، وبالتالى نحن نحارب عصابات مجهولة الهوية، وأقل ما يمكن أن توصف به هذه الحرب أنها «صعبة جداً»، غير أننا سننتصر فى النهاية على هؤلاء الإرهابيين كما انتصرنا فى ملحمة أكتوبر.


مواضيع متعلقة