مصر بريئة من تطرف مارين لوبان!
- أم الدنيا
- الإرهاب الإسلامى
- الاتحاد الأوروبى
- الجالية المصرية
- الجولة الأولى
- الحادث الإرهابى
- الدين الإسلامى
- الشعب الفرنسى
- الشعب المصرى
- المشهد السياسى
- أم الدنيا
- الإرهاب الإسلامى
- الاتحاد الأوروبى
- الجالية المصرية
- الجولة الأولى
- الحادث الإرهابى
- الدين الإسلامى
- الشعب الفرنسى
- الشعب المصرى
- المشهد السياسى
لن نفرح كثيراً أن السيدة مارين لوبان، زعيمة حزب اليمين المتطرف، اكتشفت أن والدة جدتها وتدعى «بولين» هى فى الأصل قبطية مصرية ولدت فى الإسكندرية وتزوجت عام 1907 من رجل كان يعمل قائد أشغال فى حظيرة بناء، و بالتالى تفخر السيدة مارين بأصلها المصرى وتستخدمه حالياً فى معركتها الانتخابية الرئاسية الحالية لجذب أصوات الجالية المصرية، التى لا تقل عن نصف مليون مواطن، إلا أن التطرف الذى تتبناه فى أفكارها لا علاقة له بمصر والمصريين! فهى ورثت حزب الجبهة اليمينى المتطرف عن والدها (جان مارى لوبان) الذى كان ضابطاً فرنسياً سابقاً فى الجزائر، كما اعتنقت أفكاره المتطرفة، سواء ضد الأجانب فترفع شعار «فرنسا للفرنسيين لا للأجانب ولا للعرب والمسلمين»، وترفض مجانية التعليم، لأن الذى يستفيد منها الأجانب، وتطالب فى ذات الوقت بالانسحاب من الاتحاد الأوروبى وترفض الصيغة التى وضعها الآباء المؤسسون فى أوروبا وهى حلم «الولايات المتحدة الأوروبية».
بمعنى آخر هذه الأفكار التى من شأنها إحداث تغيرات دراماتيكية فى المشهد السياسى العالمى والأوروبى والفرنسى تنطوى على تطرف وتشدد لا علاقة لأصلها المصرى كما تدعى به، فمصر هادئة كنسيم الربيع، ومحاولة السيدة لوبان إلصاق هذا التطرف فى الفكر بمصر وأنها استقته من والدة جدتها من أم الدنيا غير صحيح! فلا يفرحن أحد بما تقوله السيدة لوبان لأنه خطير ويكاد يغير هدوء ورزانة الشعب المصرى، وهى عادات معروفة عنه منذ آلاف السنين!
فالسيدة لوبان عنيفة والشعب الفرنسى يمجها، صحيح أن حادث الشانزليزيه الإرهابى «قد» يصب فى اتجاهها السياسى، باعتبارها تحمل الأجانب وما تسميه بالإرهاب الإسلامى المسئولية، بل إن والدها الملوثة يداه بدماء الجزائريين الوطنيين، كان يقول قديماً «إذا صادفك شخص عربى أو مسلم فى شارع الشانزليزيه فبادر بتحيته، لأنه سوف يكون رئيساً لفرنسا عام 2050، لأن فرنسا والحال هذه ستصبح الجمهورية الفرنسية الإسلامية»، هذا ما كان يقوله السيد لوبان ولا علاقة لوالدة جدتها بأنها من أصل مصرى، كما تدعى السيدة لوبان! فلم يؤثر عن مصر لا قديماً ولا حديثاً أنها ادعت أنها دولة إسلامية أو أنها كانت حريصة على إدخال أى دولة فى الدين الإسلامى، أما ما تدعيه السيدة لوبان من أن مصر تسعى إلى «أسلمة» فرنسا وأوروبا، وتروج ذلك فى حملتها الانتخابية.. فهذا إفك وضلال! ليس من شك فى أن المعركة الانتخابية الرئاسية فى فرنسا هى شأن فرنسى محض ولا علاقة لمصر به.. وأن الحادث الإرهابى الذى تعرضت له باريس مؤخراً يأتى فى إطار أن فرنسا مستهدفة منذ سنوات وأنها عانت من الإرهاب قبل سنوات، فحادث شارل إيبدو ما زال فى الأذهان وكذلك حادث الدهس فى نيس واستاد دى فرانس ومطار أورلى.. بمعنى آخر فرنسا مستهدفة مثل ألمانيا «ميونخ» والسويد (حالة الدهس الشهيرة) وباقى أنحاء أوروبا، وهو ما يدل على أن الإرهاب هو آفة عالمية ويتحتم أن تكون مكافحته عالمية أيضاً!
أما البحث عن أصوله المصرية فهذا عبث، ولا معنى له، ومحاولة السيدة لوبان «الزعيمة الفرنسية المتطرفة» إثبات أن أصلها مصرى غير صحيح، لأن مصر وإن كانت تتعرض لعمليات إرهابية فهى لا تختلف عن دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا.. وباقى أنحاء أوروبا!.
وقناعتى هى أن المحاولة الخبيثة التى تقوم بها السيدة لوبان هى محاولة ساذجة، ويعوزها الدليل أكثر من أن تكون والدة جدتها كانت تعيش فى مصر وتحديداً فى الإسكندرية!!
إن الإرهاب صفة ليست من مصر.. والشعب المصرى شعب طيب وهادئ وينبذ العنف مرتين، مرة لأنه من أرض النيل الهادئ، ومرة لأن الدين الإسلامى الذى يدين به يحض على نبذ العنف وكافة أشكاله.. وقد تفرح السيدة لوبان بمكسب فى الجولة الأولى، لكن يجب ألا تنسى أن أوروبا كلها سوف تنتفض وترفض أن تجلس متطرفة وصاحبة فكر متشدد على مقعد قصر الإليزيه!!