لمن ذهبت أصوات الجاليات العربية في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟

كتب: محمد علي حسن

لمن ذهبت أصوات الجاليات العربية في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟

لمن ذهبت أصوات الجاليات العربية في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟

أسدل الستار على المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية بصعود إيمانيول ماكرون وماريان لوبان إلى المرحلة الثانية من الانتخابات، ولكن بينما كان يواصل الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كانت الجالية العربية والإسلامية في فرنسا أكثر ترقبا للنتيجة، وهم يسعون لحسم خياراتهم بعد هذه الجولة من خلال صناديق الاقتراع، في ظل قلقهم المتزايد، من تصاعد اليمين الفرنسي المتطرف الممثل في لوبان، وما قد يلحق بهم في حالة فوزه في هذه الانتخابات.

"الوطن" استطلعت آراء أعضاء من الجالية العربية في فرنسا، حول تصويتهم للمرشحين، ولمن ستذهب أصواتهم في المرحلة المقبلة.

من جانبه، قال خالد شقير، المذيع بالإذاعة الفرنسية، إن معظم العرب الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية صوتوا لجان لوك ميلانشون وإيمانيول ماكرون، مرجعا ذلك إلى سياساتهم تجاه العرب والمسلمين الأقل تشددا من نظرائهم في المرحلة الأولى من الانتخابات وعلى رأسهم مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان.

وأضاف شقير في تصريحات لـ"الوطن": "معظم الجاليات العربية المتواجدة في فرنسا تتمركز في باريس، ويأتي بعدها مارسيليا وليون ونيس، وللأسف الشديد الأصوات العربية في الانتخابات جاءت متفرقة ولم تعط إجماعا لمرشح واحد، بسبب عدم إدراك الجالية العربية في فرنسا لأهمية التوحد، على العكس من الجاليتين اليهودية والأرمينية الأكثر تنظيما وتوحدا في فرنسا".

وأوضح أن اليوم لم يشهد أي هتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين أمام اللجان الانتخابية من قبل أعضاء الحملات الانتخابية لليمين المتطرف، والتي اشتهرت مرشحته بمهاجمة المهاجرين بشكل عام، مشيرا إلى أن المرشحين لم يجتمعوا بالجاليات العربية لأنهم يرفضون مصطلح "جاليات" من الأساس ويطالبون الآن الفرنسيين من أصول عربية أو إفريقية بأن يعيشوا في فرنسا كفرنسيين وليسوا كعرب أو أرمن أو يهود أو أفارقة، لكن هذا لم يمنع المغازلات، التي كان يرسلها المرشحون عبر اللقاءات التليفزيونية أو الخطابات لكسب مزيد من الأصوات.

ورأى شقير أن نسبة المصوتين في الانتخابات والتي وصلت إلى 80% ممن لهم الأحقية في التصويت بالانتخابات تعتبر نسبة ممتازة لأنها المرة الأولى التي تٌجرى فيها انتخابات فرنسية في ظل حالة الطوارئ، إضافة إلى أن الشعب الفرنسي تحدى الإرهاب ونزل للمقرات الانتخابية للتصويت، مشيرا إلى أنه في المرحلة الثانية سيفوز أي مرشح ضد اليمين المتطرف أيا كان اسمه.

فيما قال أحمد فوزي، أحد أفراد الجالية العربية مقيم بمارسيليا، إنه عقب إعلان تخطي لوبان وماكرون للمرحلة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، لم ينتخب 90% من الجالية العربية بفرنسا ماريان لوبان نظرا لعنصريتها، والأصوات توزعت فيما بين فيون وماكرون وميلانشون، وهناك نسبة نادرة من العرب أعطت للوبان نظرا لأن بعض من ينحدرون من أصول عربية لديهم نزعة عنصرية بعض الشئ.

وأوضح فوزي لـ"الوطن"، أن غالبية الجالية العربية بمرسيليا أعطت أصواتها لفيون وماكرون، مشددا على أن الفرنسيين أنسفهم متخوفين من لوبان نظرا لأنهم يريدون تجنب ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية من انقسام عقب فوز دونالد ترامب، كما أن لوبان تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي وغلق الحدود وتخفيض عدد الإقامات في فرنسا للنصف، وذلك بعد أن صبت العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في فرنسا في صالح اليمين المتطرف بشكل عام وماريان لوبان بوجه خاص.

وتوقع فوزي، فوز ماكرون نظرا لأن اليهود في فرنسا يساندونه بقوة، ولا يريدون لوبان رئيسة لفرنسا، فالمجلات الفرنسية في آخر اسبوع كانت تدعم ماكرون بشدة، ويشجعه جميع رجال الأعمال الفرنسيين، لأن برنامجه يخاطبهم.


مواضيع متعلقة