الحرف التراثية تواجه غول «التعويم»

كتب: الوطن

الحرف التراثية تواجه غول «التعويم»

الحرف التراثية تواجه غول «التعويم»

فى وجه رياح التاريخ العاصفة، ظلت الحرف المصرية الأصيلة صامدة، لم يخنقها «محتل» رغم طول سنوات الاحتلال، ولم يدمرها «فاسد» رغم كثرة أعداد الفاسدين، حتى جاء «الدولار» ليوجه صفعة إلى صغار الصناع فى مصر، ويفعل بحرفهم ما عجز الدهر عن فعله، فأصبحت الصناعات المصرية الخالصة مهددة فجأة بالاندثار.

لم تعد تصريحات المسئولين وحدها قادرة على إنقاذ الحرف اليدوية، فكل ما يتم الإعلان عنه من قروض للصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر تضيع فى الطريق إلى مستحقيها، لأن معظم «الورش» الصغيرة المنتشرة من شمال مصر إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ما زالت خارج منظومة الاقتصاد الرسمى.

{long_qoute_1}

فى دمياط، عاصمة الصناعة فى الدلتا، يعانى الصناع من الارتفاع الجنونى فى أسعار الخامات، فارتفاع أسعار الأخشاب المستوردة يهدد قلعة صناعة الأثاث فى مصر بأن تغلق أبوابها، وارتفاع أسعار السكر يهدد صناعة الحلويات.

ولا يختلف الوضع كثيراً فى عزبة البرج، أهم مركز لصناعة مراكب الصيد فى البلاد، فأسعار الأخشاب والحديد أجبرت الصناع على تخفيض إنتاجهم، مثلما أجبرت أصحاب المراكب على إطالة أمد الصيانة الدورية ليصل إلى 18 شهراً، بدلاً من 6 أشهر فقط، رغم ما يحمله ذلك من مخاطر تعريض المراكب للغرق.

صناعات النسيج اليدوى المنتشرة بطول البلاد، أصبحت مهددة بالانهيار أيضاً منذ تعويم الجنيه، مع استمرار تقلص المساحات المزروعة بالقطن، وانخفاض جودته، بالإضافة إلى النقص الحاد فى كميات الغزول المستوردة، نظراً لارتفاع أسعارها، ما يتزامن مع استمرار تراجع الحركة السياحية، التى كانت تمثل أهم فرص تسويق المنتجات اليدوية.

الآن، ينتظر صغار الصناع نظرة «عطف» من الحكومة، حتى تساعدهم على الخروج من كبوتهم، بأن تتمكن من الوصول إلى ورشهم لتمولها بما تحتاجه من أموال بفوائد بسيطة، بجانب تنسيقها مع السفارات المصرية والملحقيات التجارية فى الخارج لتسويق منتجاتهم، وفتح أسواق جديدة لهم، مع دعم صادراتهم حتى تتمكن من مواجهة الغزو التجارى الصينى للعالم.


مواضيع متعلقة