رغم الأزمة الاقتصادية.. لماذا يستورد المصريون سلعا ترفيهية بالملايين؟

رغم الأزمة الاقتصادية.. لماذا يستورد المصريون سلعا ترفيهية بالملايين؟
ملايين الدولارات.. دفعها المصريون العام الماضي، لاستيراد "سلع استفزازية"، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016، رغم معدلات الفقر المرتفعة التي عانى منها المصريون في 2016.
وبلغ معدل الفقر في مصر بحسب تقرير للتعبئة والإحصاء يوليو الماضي، 27.8% من جملة السكان، لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وأن معدل الفقر ارتفع من 26.3% خلال عامي 2012 و2013، ليصل إلى 27.8% في عام 2016.
ورغم معدلات الفقر المرتفعة في مصر، إلا أنه على النقيض تمامًا، استوردت مصر العديد من السلع الترفيهية بملايين الدولارات، وبلغت واردات مصر من لعب الأطفال وأدوات الرياضة نحو 790.8 مليون جنيه في العام الماضي، كما استوردت مصر بـ 27.4 مليون جنيه لوازم الاحتفال بأعياد الميلاد والمهرجانات، بالإضافة لإنفاق 2.4 مليون جنيه على استيراد البلياردو ولوازمه المختلفة.
وجاء نصيب الأدوات الرياضية من ألواح شراعية وزلاجات للثلج، ومعدات لتنس الطاولة، وكرات للجولف، وشباك لصيد الأسماك وصيد الفراشات، ومنصات ألعاب الرماية بقيمة بلغت 459.4 مليون جنيه.
الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، أكد أن على المواطن أن يكون حذرًا في تحليل الأرقام التي يعلن عنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فهي من الوهلة الأولى قد تبدو شديدة الارتفاع، ولكن هذا غير حقيقي.
فمعدلات الاستيراد التي أعلن عنها البنك المركزي، بحسب النحاس، هي المعدلات الطبيعية لفترة ما قبل التعويم، والتي لا تعكس بأي حال من الأحوال فترة ما بعد التعويم، والتي انخفضت العملة المحلية في ظلها لأكثر من النصف.
وأضاف، النحاس، لـ"الوطن" أنه لا يوجد أي تعارض بين استيراد السلع الاستهلاكية وارتفاع معدلات الفقر، فتلك السلع تخدم شريحة صغيرة من الشعب المصري، لا يتعدى عددها الـ2 مليون مواطن، وذلك يوضح الفارق الكبير في القوى الشرائية بين الشرائح الغنية في المجتمع المصري والشرائح الفقيرة.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن مبالغ الاستيراد المعلنة رسميًا قد تختلف في بعض الأحيان عن ما يحدث على أرض الواقع، حيث يوجد العديد من الحالات التي يتلاعب فيها المستوردون في أسماء وكميات السلع المستوردة.