واجب العزاء: دور المناسبات «تقطم الضهر» وفراشة الشارع «غالية».. والمقرئون «بيزنس»

كتب: إمام أحمد

واجب العزاء: دور المناسبات «تقطم الضهر» وفراشة الشارع «غالية».. والمقرئون «بيزنس»

واجب العزاء: دور المناسبات «تقطم الضهر» وفراشة الشارع «غالية».. والمقرئون «بيزنس»

لا تنتهى تكاليف الوفاة مع دفن الميت وغلق باب المقبرة ومغادرة الأهل والأقارب، بل هى على الأرجح تبدأ من جديد مع التجهيز لمراسم العزاء، التى تختلف باختلاف المستوى الاجتماعى والقدرة المالية لأسرة المتوفى، لكنها فى كل الأحوال تمثل تكلفة أخرى أكبر من كل تكاليف الخطوات التى مضت.

{long_qoute_1}

«سرادقات العزاء بقت تنافس الأفراح فى تكاليفها»، قالها متولى عزيز، الذى يملك محل فراشة بحى روض الفرج بالقاهرة، الذى أوضح أن الفارق بين العزاء والفرح على مستوى تكلفة الفراشة لم يعد كبيراً كما كان فى الماضى، وتتراوح فى المتوسط بين ألفى جنيه و5 آلاف جنيه، بالنسبة للعزاءات الصغيرة بحسبه: «فيه عزاء بسيط، أصحابه عايزين يعملوا حاجة على القد وملمومة، كام دستة كراسى مع إضاءة لشارع صغير، التكلفة مش هتعدى ألف جنيه، لكن عشان نعمل عزاء متوسط التكلفة هتوصل من 3 إلى 5 آلاف»، إلا أن البعض يطلب إقامة عزاء ضخم تتراوح تكلفته من 15 إلى 25 ألف جنيه، «كشافات وإضاءة متوزعة، وفراشة غالية، وكراسى بشكل وتنجيد معين عالية المستوى»، يضاف إلى ذلك الخدمة فى سرادق العزاء الكبيرة، حيث يخصص جزء لإعداد وتقديم فناجين القهوة والشاى والمياه، «ده بيدخل ضمن التكلفة، لو عزاء كبير بنحتاج على الأقل 6 أفراد خدمة.. 2 منهم على النصبة و4 يلفوا على المعزين، بالإضافة لتكاليف العدة المستخدمة»، يوضح أن تكلفة «النصبة» إجمالياً تبدأ من 500 جنيه حتى 3 آلاف جنيه، وتختلف من عزاء لآخر.

فى دور المناسبات الملحقة بالمساجد أو المنفصلة، تبدأ التكلفة من ألف جنيه بالنسبة لدار المناسبات البسيطة أو التابعة لجمعية شرعية، وترتفع حتى 15 و20 ألف جنيه، «اللى بيتحكم فى سعر دار المناسبات هو موقعها فى المقام الأول، ومساحتها والخدمة اللى بيطلبها أهل المتوفى، والوقت اللى هيستمر خلاله العزاء»، يقول «متولى»، موضحاً أن أسعار تأجير القاعات لمدة تتراوح من ساعة واحدة لثلاث ساعات على الأكثر تتضاعف فى دور المناسبات الشهيرة، وأبرزها مسجد عمر مكرم بالتحرير.

«محمد»، البالغ من عمره 35 عاماً، قرر بعد وفاة والده إقامة عزاء كبير له فى أحد الشوارع الرئيسية بالمرج بالقرب من منزله: «العزاء كان واخد الشارع كله، وكلفنا 6 آلاف جنيه، غير يومية الكام عامل بوفيه اللى كانوا موجودين»، لكن النفقات التى تحملها «حسين» وأشقاؤه الثلاثة فى عزاء والدهم الذى عقدوه بإحدى الدور الشهيرة بمدينة نصر، كانت أكثر من ذلك الرقم، يقول الشقيق الأكبر: «دفعنا 7 آلاف جنيه علشان القاعة، وأجرة ألفين جنيه لاتنين مقرئين كانوا بيبدلوا مع بعض».

المُقرئ بند أساسى من بنود النفقات التى تشملها سرادقات العزاء، وتنقسم أجور المقرئين إلى شرائح متفاوتة، بحسب شهرة المقرئ وقدراته والوقت الذى سيقضيه فى العزاء.

«أجور المقرئين متعارف عليها، وبعض الأسماء المشهورة تتجاوز أجورها العشرين ألف جنيه فى الليلة الواحدة»، يقولها القارئ الأزهرى حلمى الجمل، معتبراً أن حصول القارئ على أجر كبير لا يعد عيباً فى حقه أو تجارة بالقرآن الكريم، طالما أن عائلة المتوفى لديها القدرة المادية على الدفع، «من لا يملك المال يمكن أن يخبر الشيخ بهذا الأمر، وفى هذه الحالة قد يتنازل الشيخ عن أجره أو جزء منه، وكذلك هناك قراء غير مشهورين بأجور بسيطة يمكن الاستعانة بهم»، يقول «الجمل» إن جميع الأسماء المشهورة فى التلاوات يتقاضون مالاً مقابل الحضور للمآتم وقضاء ليلة كاملة فى قراءة القرآن، مضيفاً: «القرآن لا يباع ولا يشترى، لكن القارئ من حقه أن يأخذ مالاً مقابل الوقت الذى يقضيه والمجهود الذى يبذله، وهذا لا يعيبه».


مواضيع متعلقة