الضابط الشهيد محمد أبوشقرة، الذى اغتيل الأسبوع الماضى، فى واحدة من أشرف معارك الشرطة ضد الإرهاب الأسود فى سيناء.. كان هو الشهيد رقم 204 فى قائمة شهداء الشرطة، فى المعارك ضد الإرهاب والبلطجة منذ قيام ثورة يناير وحتى اليوم.
ودعونى أذكر لكم بعضا من أسماء هؤلاء الشهداء.. شهداء الواجب والوطن.
1- مساعد خالد على محمد الجنزورى (أمن شمال سيناء)
2- أمين شرطة محمد محمد محمود هاشم (أمن قنا)
3- مجند ياسر محمد عبداللطيف إسماعيل (أمن قنا)
4- عميد طارق أحمد محمد محمد سلطان (أمن بورسعيد)
5- مجند هشام عطا موسى (الأمن المركزى)
6- نقيب أحمد سعيد محمود عبدالله يوسف (الأمن المركزى)
7- ملازم أول باسم عادل محمد سرور (الأمن المركزى)
8- مساعد مصطفى محمد مصطفى ناصف (النقل والمواصلات)
9- نقيب أحمد أشرف إبراهيم إسماعيل (الأمن المركزى)
10- أمين شرطة أيمن عبدالعظيم محمود العفيفى (الأمن المركزى)
المفاجأة.. أن هؤلاء الشهداء، هم شهداء الشرطة فى شهر واحد، هو شهر يناير 2013!!
قائمة هؤلاء الأبطال من أبناء الشرطة تضم أسماء الآلاف من المصابين، وبرغم هذا فقد حدث أنه فى يوم الثلاثاء الماضى، عندما حدثت الاشتباكات حول وزارة الثقافة بين المثقفين المعتصمين وبعض «الإسلامجية» الذين هاجموا الاعتصام، وبعد ما انتهت الاشتباكات وثبت خلالها حياد الشرطة، حين قامت بدورها فى الفصل بين الجانبين، وعندما تم استئناف الأنشطة الفنية فوق منصة الاعتصام وقف الفنان التشكيلى الكبير أحمد شيحة ليقول إنه يشكر الشرطة على موقفها، ولكن الشباب الثائر لم يعجبه هذا الكلام وثار ضد أحمد شيحة ورفض تماما توجيه أى شكر إلى الشرطة!!
وهكذا، انتقلت حالة الشيزوفرانيا التى أشرنا إليها والتى تعانى منها «الشرطة» إلى حالة شيزوفرانيا يعانى منها الشعب تجاه نفس الشرطة!!
ومن وجهة نظرى، أن التضخم «الرهيب» فى أدوار الشرطة هو الذى يضعنا جميعا كشرطة وشعب فى هذه الثنائية المتناقضة، وزارة الداخلية بشكلها الحالى يجب تقسيمها إلى ثلاث وزارات، أو وزارة أساسية ثم هيئات مستقلة تماما عن وزارة الداخلية، ما الذى يجمع بين مواطن، وظيفته مقاومة الحريق ومواطن آخر وظيفته تنظيم المرور وبين مواطن ثالث وظيفته استخراج بطاقة الرقم القومى أو رخصة تسيير سيارة ومواطن آخر مهمته حفظ أمن المواطن ضد الأخطار العابرة للدول؟! لا توجد علاقة بين كل هؤلاء سوى أنهم يعملون فى وزارة واحدة اسمها «وزارة الداخلية» تجمع بينهم بمنطق سمك لبن تمر هندى!!