خبراء أمن المعلومات: مواقع التواصل بين الإرهابيين يصعب إغلاقها أو اختراقها

كتب: حسن عثمان

خبراء أمن المعلومات: مواقع التواصل بين الإرهابيين يصعب إغلاقها أو اختراقها

خبراء أمن المعلومات: مواقع التواصل بين الإرهابيين يصعب إغلاقها أو اختراقها

أكد عدد من خبراء أمن المعلومات أن مصر ستواجه صعوبات فى منع التطبيقات التى يعتمد عليها الإرهابيون فى التواصل فيما بينهم، بسبب التأخر فى إصدار التشريعات المتعلقة بأمن المعلومات، فضلاً عن العدد الكبير للتطبيقات التى قد يستخدمها الإرهابى، حتى لو تم إغلاق بعضها، فضلاً عن أنه قد يعتمد على إرسال وتسلم بعض الكلمات العادية بطريقة الشفرة فى التواصل، فيما تتضمن دلائل وإفادات لا يدركها غير طرفى التواصل.

وطالب الخبراء بسرعة إصدار التشريعات التى تنظم عمل هذه التطبيقات فى مصر، خصوصاً أن هناك عدداً من الدول العربية، أصدرتها بالفعل لتنظيم فضائها الإلكترونى ووسائل الاتصال والتواصل.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور عادل عبدالمنعم، خبير أمن المعلومات، إن البرامج التى يعتمد عليها الإرهابيون فى التواصل بين بعضهم البعض، معظمها برامج اتصالات مُشفّرة، يصعب على الجهات الأمنية اختراق التشفير الخاص بها، ومن هذه البرامج «ويكر، وسيجنال، وتيليجرام» حيث إنها تسمح بمسح الرسائل المرسلة بواسطتها بعد قراءتها من الطرف الآخر مباشرة.

وأوضح «عبدالمنعم» أن هذه البرامج لم يكن ابتكارها بهدف استخدامها من قبل الإرهابيين، وإنما للحفاظ على الخصوصية فى التواصل بين الأفراد، إلا أن المتطرفين استغلوا هذه الميزة فى التراسل بخصوص تنفيذ أعمالهم الإرهابية، دون أن تعلم عنهم الجهات الأمنية شيئاً.

وأشار الخبير فى أمن المعلومات إلى أن ما يحدث فى هذه البرامج من تراسل بين الإرهابيين يشبه تماماً ما يحدث داخل جيوش الدول المختلفة فى أثناء إرسال وتسلم الرسائل فيما بينها، حيث تجرى كتابة عبارة «سرى للغاية.. يُسلم باليد.. ويحرق بعد القراءة»، وهذا ما تفعله هذه البرامج، بأن توصل المعلومة للأشخاص، دون أن يعلم عنها الآخرون أى شىء، نتيجة لمسحها فور الاطلاع عليها، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الدول، لجأت إلى إغلاق هذه التطبيقات، وإن لم تستطع إغلاقها استطاعت أن تراقبها، عن طريق اختراق التشفير لمعرفة المحتوى الذى يدور بين شخصين.

وأوضح «عبدالمنعم» أن عملية إلغاء التشفير بشكل كامل للبرامج فى مصر أو أى مكان فى العالم، أمر يصعب تنفيذه، لأن هذا الإلغاء سيتسبب فى أن يجرى إلغاء تشفير جميع وسائل التواصل الاجتماعى، فعلى سبيل المثال، سيجرى إلغاء تشفير «فيس بوك، وياهو ميل، وهوت ميل» وغيرها من التطبيقات، والمشكلة أن هذه التطبيقات يستخدمها الناس فى إنهاء أعمالهم، لذلك يصعب إلغاء تشفيرها، فى الوقت الذى لا يوجد فى مصر إطار تشريعى واضح وصريح ينظم عملية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وشدد خبير أمن المعلومات، على أن مصر فى أمس الحاجة إلى إصدار عدد من التشريعات فى هذا الصدد، منها قانون للتعامل مع جرائم المعلومات، وآخر لتأمين المعلومات، وقانون لحماية الخصوصية، وبمجرد إصدار هذه القوانين ستتضح الرؤية بشكل أكبر أمام الجهات المعنية، وسيسهل معرفة أى إرهابى يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى فى عملياته، وهو بذلك سيكون خارجاً على القانون.

وقال «عبدالمنعم» إن مستخدمى الهواتف المحمولة فى مصر يصل عددهم حالياً لنحو 95 مليون مستخدم، وهناك مشكلة كبيرة تواجه الدولة فى الوصول إلى أى إرهابى قد يستخدم هاتفه المحمول فى عمليات التواصل أو التفجير، لأن هناك ملايين من خطوط المحمول مسجلة فى الشركات ببيانات غير سليمة، ووزارة الاتصالات بالتعاون مع شركات الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات استطاعت أن تسجل بيانات نحو 8 ملايين خط لم تكن لها بيانات، لكن تبقى المشكلة الأكبر فى الخطوط الموجودة بالفعل وتعمل، إلا أن بيانات مستخدميها غير دقيقة.

وأشار «عبدالمنعم» إلى أن هناك دولاً عربية مثل الإمارات والسعودية أصدرت عدداً من القوانين الخاصة بتنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومصر فى أمس الحاجة للاقتداء بهذه الدول، فى إصدار التشريعات الخاصة بأمن المعلومات.

وقال المهندس خالد نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، إنه من حق الدولة أن تغلق ما تشاء من تطبيقات، وأن تراقب ما ترى فى تتبعه ضرورة، إذا كانت هذه التطبيقات تهدد أمن البلاد، مؤكداً أن الإرهابيين بإمكانهم الاعتماد على التطبيقات العادية، مثل «فيس بوك، وماسنجر، وواتس آب، وفايبر»، للتواصل فيما بينهم وذلك باستخدام كلمات عادية، ولكنها تمثل شفرة فيما بينهم.

وتابع: «هذه الكلمات تكون عبارة عن جمل عادية مثل (هات صاحبك وتعالى اتغدى معانا النهارده) وقد تحتوى هذه الرسالة على دلالات لا يفهمها سوى المتطرفين، وهناك تطبيقات لديها القدرة على تحليل ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى، بما أنها أصبحت ساحات للتطرف والإرهاب، وهى تطبيقات متاحة، يمكن أن تستعين بها الجهات المختصة فى الدولة لتحليل ما يتم نشره، سواء كان هذا المحتوى إرهابياً أو يُحرض على العنف أو خاص بالمخدرات أو الجنس وغيره»، لافتاً إلى أن وزارة الاتصالات هى المسئولة عن تنظيم القطاع بشكل كامل وعام، وتتعاون مع جميع الجهات فى الدولة لتأمين هذه الجهات من الاختراق.

وقال وليد حجاج، باحث فى أمن المعلومات، إن أخطر البرامج التى يعتمد عليها الإرهابيون فى التواصل، هى «سيجنال، وتيليجرام»، لصعوبة إغلاقها لأن الشركات المطوّرة لها تصدر تحديثات تساعد فى تجاوز محاولات إغلاقها. مشيراً إلى أنه قبل نحو ثلاثة أشهر، حدثت مشكلة فى محرك البحث جوجل، بسبب محاولة الدولة إغلاق تطبيق سيجنال، الذى يعتبر وسيلة آمنة فى التواصل بين الإرهابيين، لكنه يشترك مع جوجل فى استخدام جزء من نفس عملية التأمين، وما حدث هو أن شركة Open Whisper Systems المطوّرة لتطبيق المحادثات المشفرة «سيجنال»، طورت تحديثاً جديداً تم تنفيذه خصيصاً لتجاوز منع إغلاقه فى مصر وبعض دول الخليج.

وأوضح أن هذا التطبيق صُمم للحفاظ على الخصوصية، حيث يعتمد على التشفير من البداية إلى النهاية، ما يمنع اعتراض محادثات المستخدم من أى طرف ثالث، ويُستخدم من قبل الصحفيين والنشطاء لإجراء المكالمات الصوتية بجودة عالية، كما أنه مدعوم بخاصية الدردشة، التى تتيح للمستخدم التحدث مع أصدقائه بكل سهولة، وهو متوفر بشكل مجانى، ويمكن تحميله من متاجر التطبيقات على هواتف آيفون وأندرويد، ويعمل بنفس طريقة واتس آب، إذ يتم التسجيل برقم الهاتف ليظهر لك أصدقاؤك المسجلون بالتطبيق.

وأشار «حجاج» إلى أن هناك عدداً من التطبيقات الأخرى التى تحل محل أى تطبيق تراسل يمكن إغلاقه، مثل تطبيق Telegram، وتطبيق Ring رينج، وهو برنامج تراسل سرى، يستخدم لإجراء المكالمات وتبادل الوسائط والمحادثات عبر تقنية تسمى Open distributed hash table أو OpenDHT، كما أنه لا يعتمد على خوادم مركزية لتمرير الرسائل بين أطراف محادثاته.

وقال «حجاج» إن التطبيق الثالث هو تطبيق Silence الخاص برسائل SMS التقليدية ورسائل الميديا MMS، ويستخدم لتمرير الرسائل عبر شبكة الهاتف المحمول لشبكة الإنترنت، ومميزاته أنه يعمل بلا إنترنت، وحر مفتوح المصدر، والرسالة منه بنفس السعر المعتاد، وهناك تطبيق Rumble، الذى يمرر الرسائل النصية مباشرة بين التليفونات المحمولة من جهاز إلى آخر، وهو مفيد فى الاعتصامات والإضرابات وفى المناطق التى ليست فيها شبكة تليفون محمول أو قطعت منها، ويتميز بكونه يعمل فى حالات قطع الإنترنت كلها وشبكات المحمول كلياً أو فى مناطق محدّدة.

وأوضح «حجاج» أن تطبيق واتس آب، أصبح من أهم التطبيقات بالنسبة للتواصل المُشفر بين الطرفين، وطبق مؤخراً خدمة تشفير المحادثات، لكن مشكلته أنه يتبع «فيس بوك» ويخلو من إمكانية التحقيق بين أطراف التحادث.


مواضيع متعلقة