بالفيديو والصور|تطوير عشوائيات «رأس غارب».. ملحمة بناء بإيد أبنائها
بالفيديو والصور|تطوير عشوائيات «رأس غارب».. ملحمة بناء بإيد أبنائها
- أعمال الخرسانة
- إسلام صلاح
- إنجاز المشروع
- البحر الأحمر
- الحمد لله
- الخدمة الوطنية
- الدراسات الفنية
- الشرب والصرف الصحى
- الصحة والتعليم
- آدم
- أعمال الخرسانة
- إسلام صلاح
- إنجاز المشروع
- البحر الأحمر
- الحمد لله
- الخدمة الوطنية
- الدراسات الفنية
- الشرب والصرف الصحى
- الصحة والتعليم
- آدم
قبل سنوات لم يكن هناك أثر على الإطلاق، جبال رمال وصخور عملاقة، مجرد مكان موحش بلا مظهر للتعمير، لا تسكنه سوى كلاب وثعالب، إلا أن 4 شهور من العمل المتقن والمنضبط الذى يسير على عقارب الساعة بدأ فى ديسمبر من العام الماضى، كانت كافية لتتبدل الصورة على أرض صحراء «ديدمونة» برأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، وتتغير ملامحها تماماً، ليظهر من باطنها أسياخ حديد وكتل خرسانية هائلة، ترتفع لطابقين حتى الآن، بالمرحلة الأولى فى ملحمة بناء المشروع القومى «تطوير عشوائيات رأس غارب» على مساحة 85 فداناً بمنطقة المدخل الجنوبى للمدينة، التى يعمل بداخلها عمال أغلبهم من «ولاد البلد»، قرروا أن يبنوا بيوتهم الجديدة بأيديهم، لإقامة حياة فى قلب صحراء مدينتهم، يعملون وكأنهم خلايا النحل ينتشرون فى كل مكان، كل منهم يؤدى دوره المنوط به، لتأمين حياة أسرهم وأهل مدينتهم، ببناء بيوت غير عشوائية ولا مهددة بالغرق، بعد أن غرقت بيوت بعضهم فى مياه السيول التى ضربت «رأس غارب» قبل 6 أشهر، لتصبح المنطقة الصحراوية على نهاية هذا العام، مأوى كبيراً يوفر حياة كريمة لآلاف الأسر ممن ظلوا عقوداً فى طى التهميش والنسيان بالعشوائيات، والمتضررين من السيول.
{long_qoute_1}
«الوطن» شاركت عمال «ولاد البلد» يومهم وأمضت فى موقع العمل 24 ساعة، منذ الصباح، وقبل أول خيط للشمس، استمعت إلى حكاياتهم فى ملحمة البناء والحلم لإنجاز «مشروع تطوير العشوائيات»، فاتحين باباً جديداً للأمل أمام المضارين من مخاطر السيول.
550 عاملاً، هم القوة الإجمالية على أرض مشروع تطوير عشوائيات رأس غارب، معظمهم عمال من «أهل البلد» وجميعهم يشعرون بالفخر «عشان بنبنى بيوتنا بإيدينا»، وآخرون جاءوا من محافظات مختلفة ومدن وقرى متعدّدة وبعيدة يتبعون لشركات وطنية مصرية متخصصة فى التعمير والبناء، تحت إشراف جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، وعملوا فى عدة مشروعات قومية أخرى، حسب أمين إبراهيم، مهندس بالمشروع، وتتنوع أعمالهم بين «عمال بناء وحدادة ونجارة ومحارة وطوب وكهرباء وسباكة ونقاشة وعزل للأسطح ونظافة وتجميل»، مؤكداً أن الواقع الجديد الذى أصبح قائماً بالفعل بأساسات البناء الأولى التى وضعت على أرض الصحراء، إنه إنجاز كبير يستحق التقدير والشكر لكل عامل أو فنى أو استشارى أو إدارى ساهم فيه.
يسترجع «أمين» فى ذاكرته اليوم الأول فى ملحمة مشروع تطوير عشوائيات رأس غارب، يصف صورة المكان الذى شاهده فى ذلك اليوم: «كان عبارة عن صحرا مافيهوش أى حياة، ماكانش مستغل وكله صخور ورملة، حاولنا منفوتش أى تفصيلة مهما كانت صغيرة، عشان نستغل كل مكان فى الصحرا لمنازل سكنية وفيها كل الخدمات والمرافق، لتصبح مكان مجهز لكل سكان عشوائيات رأس غارب والمتضررين من السيول»، رغم صعوبة الأمر فى البداية، فإنه تم وضع الدراسات الفنية والإدارية والمالية، ثم تحركت أول مجموعة معدات للبدء فى المشروع من عمال أغلبهم من «أهل البلد» مقابل يومية ما بين 120 و200 جنيه، على حد قول مهندس المشروع، يقول أمين: «المشروع تابع لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ومحافظة البحر الأحمر، والمقاول العام والمشرف على المشروع هو القوات المسلحة، لكن العمال أغلبهم من رأس غارب، منها فرصة عمل بمقابل مادى ومنها بيبنوا فى بيوتهم، بهدف القضاء على المناطق العشوائية بالمدينة بإيد أبنائها».
{left_qoute_1}
تدق الساعة الثامنة صباحاً، يمر فريق العمل بجوار «الكرفانات» المكيفة المخصصة للمهندسين والمشرفين على المشروعات، يتقدمون بخطوات ثابتة نحو الموقع، لتبدأ ملحمة العمل على مدار اليوم، يشيّدون العمارات، يرمون الأساسات، وفى موجة حر شديدة، يقومون بأعمال الخرسانة. من غرفته الصغيرة بالصحراء التى قام ببنائها هو وعمال المشروع داخل الموقع، يخرج إسلام صلاح، سائق «لودر» بمشروع تطوير عشوائيات رأس غارب وأحد أبناء المدينة، منذ 4 أشهر خطا أولى خطواته فى المكان، يصفه حينذاك: «كان جبال صخور، حفرنا فى الجبال ومهدنا الصحراء وجرفناها عشان نقدر نبنى عليها بيوتنا، والأرض دلوقتى تقدر تتحمل 4 أدوار مرتاحين، عشان تقدر تستوعب أكبر عدد من أهلنا اللى محتاجين بيوت وعايشين فى عشش بعد ما السيول هدمت بيوتهم»، بزى عمله الأحمر، يواصل الشاب العشرينى عمله على اللودر ليل نهار بلا انقطاع، محاولاً أن يُنجز فى بناء البيوت لتسليمها قبل الموعد المحدد، ويصبح المكان مؤهلاً لأن يكون مجتمعاً عمرانياً متكاملاً يستوعب «أهله وناسه» على حد قوله، يبعد عن وجهه حبات الرمال التى تتطاير بقوة فى كل مكان، وحبات العرق تتساقط من جبينه من شدة حرارة الجو رغم تزايد حركة الهواء، الذى يحمل صهداً أشبه بلهيب الأفران: «كل واحد هنا فى الموقع بيحاول ينجز عشان نعيش كلنا فى أمان، لأن أغلب اللى بيشتغلوا من سكان البلد وحاسين بمشاكلهم، ده غير إن المشروع وفر فرص عمل لشباب كتير زى حالى، ماكانوش لاقيين شغل، وعشان كده بنينا غرف نوم فى الموقع نفسه ننام فيها عشان مانسيبش الموقع دقيقة واحدة، لأنه حلم حياتنا أن يبقى لينا بيوت كويسة نقدر نعيش فيها بأمان، وعشان كده ما بنامش».
«إسلام» الذى يعمل بجد ونشاط داخل الموقع، يشير إلى أن يومية العمل التى يتقاضاها تبلغ 120 جنيهاً، موضحاً أن سوق العمل «حالها واقف ومفيش شغل للشباب، لكن مشروع تطوير العشوائيات وفر فرص كتير لأهل المدينة إنهم يلاقوا شغل ويشتغلوا بجد لأنهم فى النهاية بيبنوا فى بيوتهم وخايفين على البيوت اللى هيعيشوا فيها، وفيه عمال كتير مابيناموش زيى على أمل إن المشروع يكمل والناس تستلم بيوتها، ولو ماكناش بنبنى لنفسنا فبنبنى لأهل بلدنا اللى مش لاقيين بيوت تحميهم يعيشوا فيها».
أمام أسياخ الحديد بالصحراء، كان يجلس على الأرض فى فترة راحة مع شمس الظهيرة، التى لا تهدأ حرارتها ونورها منذ ساعات الصباح الأولى، حمدى إبراهيم، أحد أهالى رأس غارب، وعامل بالمشروع على سيارة مياه، يتبع لشركة سما مصر للمقاولات، إحدى شركات المقاولات المشاركة فى المشروع. من «النجمة» يبدأ «حمدى» الذى يبلغ من العمر 36 عاماً، عمله بالموقع، ورغم ملابسه التى تغطيها الرمال، ووجهه الذى يتصبب عرقاً، لكنه سعيد بالعمل فى مشروع تطوير عشوائيات مدينته، ويقول: «بشتغل من الفجرية على عربية الميه، بجيب الميه من عماير الـ608 اللى بتبعد عن المشروع نحو 5 كيلو، عشان مفيش خدمات فى منطقة ديدمونة لأنها كلها صحرا ومافيهاش عمار، وشغل التأسيس وبناء البيوت بيحتاج ميه كتير، وأنا شغال سواق على عربية الميه، طول اليوم بنقل الميه للموقع، وباخد يومية 150، يعنى لو اشتغلت طول الشهر باخد أكتر من 4 آلاف جنيه، غير إنى ببنى لولادى بيوتهم بإيدى»، يشعر «حمدى» بالفخر بأنه أحد عمال مشروع «التطوير»، رغم أنه يعيش معاناة صعبة هو وزملاؤه العمال بالمشروع: «كفاية إنى شغال فى مشروع قومى هيفيد بلدى وأهلى وولادى، كل حاجة فى أولها صعبة، لكن العبرة بالنهاية، كفاية إن كل واحد فينا هيلاقى بيت يحميه بدل رعب السيول اللى عشنا فيه السنة اللى فاتت، وانا واحد من اللى بيته غرق فى السيول ومراتى وولادى دلوقتى عايشين فى أوضة فى الشارع».
{long_qoute_2}
ندرة مياه الشرب وغياب استراحات مجهزة وعدم وجود تغطية جيدة لشبكات المحمول.. ظروف معيشية صعبة، يعيشها «حمدى» وكتائب عمل المشروع بالموقع، فرغم صعوبتها إلا أن أغلبهم يتحملون بهدف تحقيق الحلم فى الحصول على منزل آمن بمنطقة «التطوير»، بدلاً من البيوت العشوائية والمحطمة التى يسكنون بداخلها فى رأس غارب، حسب حمدى: «عندى ولدين وبنت، بيتى غرق فى السيول، وطبعاً لحد دلوقتى مفيش تعويضات ولا أى حاجة، ولما سمعت عن مشروع تطوير العشوائيات رُحت وقدمت على شغل عشان يبقى عندى مصدر رزق ومكان أبقى بنيته بإيدى يحمينى أنا وعيالى»، وتابع: «عقبال ما أوراق بيتى الغرقان اللى سلمتها فى مجلس المدينة يستعلموا عنها، هكون كل ده فى الشارع، والمفروض إن مشروع التطوير كل ما هننجز فيه الناس هتسكن على طول، عشان كده أنا والعمال اللى من المدينة مابنامش وشغالين فى وردية الصبح وبالليل».
الشجاعة والتحدى والقوة والفخر، المعانى التى ظهرت فى حديث «حمدى» عن عمله بمشروع تطوير عشوائيات رأس غارب، تختلف كثيراً عن «محمد فوزى الكوماندا»، المسئول عن عمال البناء القادمين من المحافظات بالمشروع، الذى لا يهتم بتفاصيل المشروع ومعرفة مدى أهميته، فكل ما يشغل الرجل الأربعينى هو «اليومية»، يعود بها لأسرته فى بنى سويف، فى ظل حالة الغلاء المستمرة فى المعيشة حسب وصفه، ولا يعرف السبب وراءها، فيقول: «كل يوم الحاجة سعرها بيزيد، والعمال اللى معايا كلهم على باب الله، بنشتغل باليومية وأنا الكوماندا بتاعهم والمسئول عنهم، اشتغلنا فى مشاريع قومية تانية منها عشوائيات الغردقة وصوامع القمح والأسمرات اللى فى المقطم، لكن كله زى بعضه المهم عندنا هى اليومية اللى بنرجع بيها بيوتنا، لكن مش مهتمين بأنها مشاريع قومية ولا عادية، لأننا مش بناخد شقق ولا مستفيدين حاجة، شغل زى أى شغل».
2100 جنيه، حصيلة ما يتقاضاه «محمد» شهرياً مقابل عمله داخل مشروع «تطوير عشوائيات رأس غارب»، تكفى بالكاد مصاريف علاج ابنه الكبير المصاب بمرض نادر، وتحمى أبناءه من الجوع حسب قوله، ويقول: «عندى يونس وعامر ومدحت وأمل، الحمد لله قادر أكفّيهم على الأقل من الأكل والشرب، لكن بحاول أدوّر على شغل إضافى مش عارف عشان مواعيد الشغل فى المواقع بتبقى واخدة اليوم كله، ومابنامش، لأن المشاريع القومية مبيبقاش فيها دلع ولا هزار».
معاناة بدأت منذ عامين عندما اكتشف «محمد» إصابة ابنه بمرضه، لم يذق خلالها طعم الفرحة، ساعات من العمل طويلة دون راحة، يُكمل المسيرة لتعليم أبنائه والقدرة على علاج ابنه الأكبر: «ابنى عامر هو الكبير، رجله مبتتحركش وعلى طول نايم زى الأطفال وتقريباً نموه واقف من مرض نادر معرفلوش اسم، وأغلب اللى شغالين فى مشروع التطوير اللى من المحافظات كلهم ظروفهم صعبة، وكل واحد عنده بلاويه، وفيه ناس عايشة فى عشوائيات فى بلدها وبيحلموا ببيت واحد من اللى بيبنوه فى المشاريع القومية لأنهم غلابة برضو».
{long_qoute_3}
تهبط الشمس بظلالها على العمال بالموقع، ترتاح عمال الوردية الأولى، لتبدأ وردية عمل جديدة، وفى الورديتين يعمل عمال «ولاد البلد» دون راحة، لا تزال حركتهم داخل الموقع أشبه بخلية النحل، يزداد صخب الماكينات، ويطغى صوتهم، يصيحون متواصلين مع بعضهم البعض «عشان نهون على نفسنا»، يحضرون بقية الأدوات والمؤن التى يحتاجونها، ثم ينحدرون لعدة أمتار فى عمق أساسات المبانى، لإنجاز أعمال الإنشاءات بالمشروع، الذى يشتمل على 514 منزلاً وعمارتين سكنيتين على مساحة 85 فداناً بصحراء «ديدمونة» فى رأس غارب، وبين هؤلاء العمال يبرز صوت، إنه «شيف العمال» بمشروع «التطوير»، وهو ينادى بصوت عالٍ بجملته المعتادة يومياً فى مواعيد الـ3 وجبات بأوقات الراحة: «كله يوقف شغل.. الأكل جاهز».
عويس طه، الرجل الذى يعتبره العمال «طوق نجاة»، فهو يطبخ ويعد لهم جميع الوجبات على مدار اليوم، قام ببناء غرفة من الطوب وسقف من عروق خشبية بسيطة، لعمل المشروبات الساخنة والساندويتشات وطبخ الوجبات الشعبية لعمال المشروع ومهندسيه، فهو لا يملك سوى موهبة الطبخ، ليعيش الشيف الأربعينى على هذا الحال، يطبخ للعمال مقابل يومية 200 جنيه حسب قوله: «بطبخ لأكتر من 500 عامل فى اليوم، المشروع موفر ليا الحلل والأكل اللى بطبخه كل يوم، وأنا بطبخ للعمال اللى بيشتغلوا من أهل البلد وجبة الغدا والناس اللى عايشة فى الموقع اللى من المحافظات بوفر ليهم العشا والفطار بخلاف الغدا».
يحافظ الرجل على صلواته الخمس، يؤدى اثنتين منها جماعة، هما الظهر والعصر، داخل الموقع، بالقرب من أساسات المبانى بين العمال: «بنصلى كلنا تقريباً كل يوم جماعة، مرة الظهر قبل الغدا ومرة العصر، والصبح والمغرب والعشا بيبقى كل واحد مع نفسه لأن فيه ناس بتبقى مريحة وفيه اللى نايم، اللى موجود باصلى معاه جماعة لكن الصبح كل الموقع تقريباً بيصلى فى وقت واحد، والمسيحيين اللى معانا بيوقفوا شغلهم احترام لينا، وبنصلى كلنا على النبى وعلى ستنا مريم».
يجرى العمل على قدم وساق، بعد إنجاز أكثر من 45% من مهمة بناء الوحدات السكنية بمشروع تطوير عشوائيات رأس غارب فى زمن قياسى، بحسب العميد مهندس أشرف عبدالحليم، مدير قطاع المشروعات بجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة والمشرف العام على مشروع تطوير العشوائيات برأس غارب، يشيد بجهود القوات المسلحة، وكافة العاملين بالموقع، قائلاً: «عندنا عمالة من محافظات كتير لكن الأغلب من أبناء رأس غارب نفسها، ومعظمهم متضررين من السيول وفيه منهم عايشين فى بيوت عشوائية، والهدف من إن أغلب العمالة تكون من ولاد البلد، أولاً مبلغ اليومية بيكون أقل، ثانياً حلم التطوير هيخليهم ينجزوا فى العمل أكتر عشان يبنوا بإيديهم بيوتهم وتوفير شغل لأهل البلد نفسها».
لم يقتصر إنجاز التطوير الكبير على بناء الوحدات السكنية الآمنة لينتقل إليها أهالى العشوائيات والمناطق الخطرة فقط، لكنه شمل إنشاء وتشييد مجتمع عمرانى متكامل، لتصبح صحراء «ديدمونة» صالحة للحياة الطبيعية والمتكاملة منذ الانتهاء من العمل بالموقع وانتقال الأهالى إلى هناك، سواء من توفير بنية تحتية تتعلق بمياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء وشبكة الطرق الخارجية والداخلية، أو خدمات أساسية تتعلق بالصحة والتعليم والأمن وغيرها من الخدمات، يوضح «أشرف»: «حالياً المشروع بالمرحلة الأولى، نقوم ببناء عدد 514 بيت سكنى، وعدد 2 عمارة سكنية، بإجمالى 22 وحدة سكنية، كل منزل هيكون من 5 طوابق، كل دور فيه 4 شقق، مساحة الشقة نحو 90 متر، عبارة عن 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، وبعد مرحلة تسليم المرحلة الأولى من المشروع، هنبدأ فى المرحلة الثانية ببناء 3 مدارس تعليم أساسى ابتدائى وإعدادى، وأخرى ثانوى، وأخرى تجريبية، وأخرى تعليم صناعى، ومجموعات حضانة لتعليم الأطفال، ووحدة صحية، ومكتب بريد، ومستشفى».
التوجه نحو بناء مجتمع عمرانى متكامل لتطوير العشوائيات، كان هو الهدف الرئيسى منذ لحظة وضع التصميم الهندسى للمشروع، على حد قول «أشرف»، مؤكداً أنه لم يتم التعامل مع مكان الموقع منذ بادئ الأمر على أنه مجرد «مأوى» للسكان الذين تنتظرهم، لكن وُضعت الدراسات لبناء مجتمع متكامل يوفر حياة كريمة وآدمية ويتمتع ببنية تحتية شاملة ويتضمن جميع الخدمات، لتطوير عشوائيات رأس غارب وتوفير بيوت آمنة لسكان رأس غارب الذين تضرروا من السيول. العميد أشرف، الذى كان يرتدى نظارة سوداء اللون، وبنطال جينز وحذاء رياضياً يساعده على التحرك فى موقع البناء لأداء مهام عمله، أخذ يعدد أبرز الإيجابيات لعمال «ولاد البلد» بالمشروع: «من المفترض إننا هنسلم المرحلة الأولى والثانية والأسر هتبدأ تسكن على نهاية عام 2017، لكن من الواضح إن إنجاز المشروع هينتهى قبل الميعاد فى شهر سبتمبر المقبل، لأن العمال بيشتغلوا بإيديهم وسنانهم وأبهرونا فعلاً، لأنهم متضررين فى كل دقيقة بتعدى من غير إنجاز، وقدروا ينجزوا أكتر من 45% فى أقل من 4 شهور عمل متواصل من غير راحة»، موضحاً ضرورة تنفيذ المشروع طبقاً للرؤية المستقبلية لمحافظة البحر الأحمر بخصوص تطوير العشوائيات، من خلال توفير مساكن للمواطنين بطريقة حضارية، وإبراز مظهر لائق لمدينة رأس غارب تحديداً، وتوفير مساكن للمتضررين بعد أن غرقت بيوت الأهالى فى السيول فى أواخر العام الماضى.
العمال يروون لـ«الوطن» يوميات عملهم فى المشروع أثناء تناولهم وجبة الغداء
العمل «ليل نهار» للانتهاء من المشروع فى وقت قياسى
العمال يؤدون عملهم على قدم وساق