محطة «الملك فؤاد» بكفر الشيخ «مأوى للمدمنين» على بُعد أمتار من «المحافظة»

كتب: سمر عبد الرحمن

محطة «الملك فؤاد» بكفر الشيخ «مأوى للمدمنين» على بُعد أمتار من «المحافظة»

محطة «الملك فؤاد» بكفر الشيخ «مأوى للمدمنين» على بُعد أمتار من «المحافظة»

قبل انفصالها عن محافظة الغربية، كانت كفر الشيخ تُعرف باسم «مديرية الفؤادية»، نسبة إلى ملك مصر فؤاد الأول، الذى كان يحرص على زيارتها مع أسرته، كما كان يستقبل بعض ضيوفه فى الاستراحة الملكية بالمديرية، وفى عام 1934، أمر بإنشاء محطة للقطار الملكى على بعد أمتار قليلة من القصر، وشهدت تلك المحطة استقبال الملك فؤاد فى جميع زياراته للمديرية، حيث عاشت عصراً ذهبياً قبل أن يضربها الإهمال لعشرات السنين، مما أدى إلى تحولها إلى وكر ومأوى للمدمنين والبلطجية والخارجين على القانون، رغم أنها تقع على بعد أمتار قليلة من ديوان عام المحافظة ومديرية أمن كفر الشيخ.

«محمد فرج»، أحد أبناء منطقة «منشية فؤاد»، الملاصقة لمبنى المحطة الملكية، أكد أن المحطة تحولت من مكان أثرى ورمز من معالم كفر الشيخ، إلى أشبه بـ«خرابة» تسكنها الحشرات وتملؤها القاذورات، ويلجأ إليها عدد من المجرمين ومدمنى المخدرات ليلاً، مما يشكل خطراً على سكان المنطقة، وأضاف فى حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «نسمع أصواتاً تخرج من المحطة ليلاً، ولا نستطيع الاقتراب منها، نحن نعلم أنهم شلة من الخارجين على القانون».

{long_qoute_1}

وقال «أحمد عبدالمقصود»، أحد شبان المنطقة، إن الأهالى طالبوا كافة المحافظين السابقين بتطوير المحطة، وتسيير قطار عليها بين القاهرة وكفر الشيخ، للتخفيف عن أهالى المحافظة، مشيراً إلى أن المحافظ الأسبق، المستشار محمد عزت عجوة، وعد عام 2014، بأنه سيتم تطوير المحطة، وتشغيل قطار عليها، استجابة لطلب الأهالى، ولكن اتضح أن ذلك الوعد كان كغيره من الوعود «الجوفاء» لكثيرين من المسئولين السابقين.

وأشار «عماد على»، أحد أبناء مدينة كفر الشيخ، إلى أن محطة الملك فؤاد تعانى الإهمال والتشويه، وتحتوى على عبارات مسيئة، كتبها بعض الخارجين على القانون، متهماً وزارة الآثار بترك المحطة الأثرية فى قبضة المدمنين ومتعاطى المواد المخدرة، وتابع بقوله إن «البلطجية يتجمعون ويدخلون المحطة ليمارسوا فيها كل أنواع الإجرام»، وأضاف: «نخشى على أولادنا منهم»، مطالباً بشن حملات أمنية مستمرة على المحطة، لضبط الخارجين على القانون، لافتاً إلى أن المحطة تقع على مقربة من مديرية الأمن، على الشريط الحديدى المؤدى إلى الطريق الدولى الساحلى، وتلاصقها منطقة مأهولة بالسكان، وأكد أنه تم تطوير كافة محطات السكك الحديدية فى كفر الشيخ فيما عدا المحطة الأثرية، حيث يمكن استغلالها، بالإضافة إلى قصر الملك فؤاد، كمزارات سياحية، أو هدمها والاستفادة بمساحتها فى إنشاء عمارات سكنية للشباب، أو فى مشروعات استثمارية.

وقالت «مروة أحمد»، إحدى سكان المنطقة المجاورة للمحطة، إنها تشاهد أعداداً من الشباب وسائقى التوك توك يتخفون فيها، ويمارسون أعمال البلطجة على المارة، فضلاً عن قيام بعضهم بتعاطى المواد المخدرة، وطالبت محافظ كفر الشيخ بالتدخل لعدم ترك المحطة للمدمنين والخارجين على القانون، الذين يؤرقون سكان المنطقة ويهددون أطفالهم، أو إزالة مبنى المحطة، واستغلال مساحته فى إنشاء مشروعات ذات نفع عام، وأضافت بقولها: «عندما أتيت إلى المنطقة، فوجئت بأن المحطة تحوى أطناناً من أكوام للقمامة، وينتشر بها المتسولون وتجار الخردة والبلطجية والمدمنون، مما يؤثر سلبياً على سلوكيات أطفال المنطقة المجاورة، الذين يضطرون إلى مشاهدة «مناظر مقززة» يومياً.

ومن جانبه، أكد محافظ كفر الشيخ، اللواء السيد نصر، أن هناك بروتوكول تعاون بين المحافظة وهيئة السكة الحديد لاستغلال كافة الأراضى الخاصة بمحطة الملك فؤاد، لإقامة مشروعات ذات نفع عام عليها، كما أكد مساعد محافظ كفر الشيخ لمنطقة وسط، ورئيس مركز ومدينة كفر الشيخ، المهندس سمير الغباشى، أنه تمت مخاطبة وزارة السياحة لتدبير الاعتمادات المالية لتطوير وتجميل المحطة، باعتبارها مزاراً سياحياً، بالإضافة إلى تطوير ميدان «سيدى طلحة»، و«كنيسة العذراء مريم» بحى «سخا»، باعتبارها مزارات سياحية بالمحافظة.

كما أكد مدير الآثار الإسلامية بكفر الشيخ، الدكتور إبراهيم ماضى، أن محطة الملك فؤاد مدرجة ضمن خطة التطوير، ولكن نقص الاعتمادات المالية يحول دون ذلك، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة وزارة الآثار لأكثر من 10 مرات، وأضاف أنه خاطب محافظ كفر الشيخ وهيئة السكة الحديد لبناء سور لحماية المحطة من أعمال البلطجة.


مواضيع متعلقة