بائعة فراخ وبائع سمك فى سوق فاضى: ما أسخم من «فتحى» إلا «أم ياسر»

بائعة فراخ وبائع سمك فى سوق فاضى: ما أسخم من «فتحى» إلا «أم ياسر»
جاران فى نفس السوق، بائع سمك وبائعة فراخ، يقفان بالساعات بجانب بعضهما بسوق الناصرية بمنطقة عابدين، تمر الساعات ولا يبيعان شيئاً، يرفع بائع السمك فتحى عبدالفتاح سمكة بيده، وينادى على الزبائن، بينما لا يلتفت إليه أحد، فينظر لأم ياسر، بائعة الفراخ التى تقف بجانبه، وهى ترفع دجاجة بيدها، منتظرة زبوناً هى الأخرى، ثم ينظران لبعضهما ويضحكان بشدة، حتى تدمع عيناهما من الضحك، فيردد هو: «هم يضحك يا أم ياسر».
قبل الأزمة الحالية كان المواطن يجد فى السمك بديلاً مناسباً للحوم، بسبب سعره الذى كان فى متناول اليد، الآن وصل سعر كيلو السمك البلطى على فرشة «فتحى» إلى 30 جنيهاً، أما البورى بـ60 جنيهاً، ما جعله يقف بالساعات فى انتظار الزبائن: «الأول كانت الناس تاكل سمك أيام ما كان بـ13 و14 جنيه، كان بديل اللحمة، لكن دلوقتى الزبون مابياكلش سمك، ماعرفش بياكل إيه، الزبون دلوقتى بياكل بعضه».
قلّت الزبائن بنسبة تتخطى الـ60% بحسب «فتحى»، يضحك ثم ينظر لأحد المارة ويسأله: «إحنا بنبيع تخاطيف، كل ساعتين لما ييجى زبون، أمال أنتم بتاكلوا إيه؟»، فيرد المار: «بناكل بتنجان وبطاطس، وبنفكر نصوم، صوموا تصحوا»، ثم يضحكان معاً.
تقف «أم ياسر»، ممسكة بدجاجة ترفعها فى وجوه الناس وتقول: «بـ30 جنيه زى السمك، والفليه بـ65 جنيه، والكبد والقوانص بـ35، والأرانب بـ38 جنيه»، مضيفة: «الناس لا بقت قادرة على اللحمة أم 120 جنيه ولا الفراخ ولا السمك، الزبون غلبان».
لا بيعة ولا شروة بالسوق، هكذا تصف «أم ياسر» الحال: «بنجيب الفراخ بالعدد، حالنا واقف، والله الزبون بيصعب علينا، له حق برضو، وإحنا كمان غلابة وبنصعب عليهم، ربنا يكرمنا كلنا».