شاب يحول خروجات الأصدقاء لمشروع يعرف المصريين معالم بلادهم

شاب يحول خروجات الأصدقاء لمشروع يعرف المصريين معالم بلادهم
الحياة العملية الصعبة التي بدأها بعد الجامعة، والبعد عن الأهل والأصدقاء، هي العوامل التي دفعته للتفكير في شيء مبتكر وجديد لمقابلة من يشتاق إليهم، خاصة بعد أن حاول مرارا وتكرارا جمعهم في مكان واحد وفشل.
قرر هيثم محمد، الذي أتم دراسة هندسة الاتصالات، أن ينشئ كل جمعة وسبت من أيام الأسبوع "Event"، كما يطلق عليه متصفحو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، للخروج أسبوعيا في نزهة، ويقول هيثم لـ"الوطن": "بدأت بجروب صغير على الفيس بوك ليا أنا وأصحابي عشان نشوف بعض، خاصة أن الشغل وأن كل واحد مشغول في حياة مختلفة بعدنا عن بعض".
وابتكر هيثم، هذه الفكرة بعد أن حاول الخروج مع مجموعة من منظمي الرحلات الذين لا يعرفهم ولكنه لم يشعر بالراحة، قائلا: "الرحلات مكلفة جدا، كل واحد بياخد ثمن الرحلة وفلوس إضافية كمكسب ليه وفي الآخر التنظيم بيبقى فاشل".
تتميز الـ"Events" الخاصة بهيثم بأنها غير مكلفة على الإطلاق فمن يرى ما ينظمه من رحلات ويقارنه بثمن الرحلة لتحقيق ربح سيجده أقل بكثير، فيقول: "بعد ما شفت التنظيم الفاشل والفلوس الكتير اللي بتدفع دون مقابل جيد قررت ألا يكون هدفي المادة".[FirstQuote]
جميع رحلات هيثم تتميز باليوم الواحد، يوم الجمعة أو السبت، حتى وإن كانت خارج القاهرة وذلك لأنه يعمل في مجال الهندسة، بالإضافة إلى أن جميع الأصدقاء ينشغلون طوال الأسبوع في أعمالهم.
كانت تلك مجرد البداية، فقد أصبح هيثم اليوم أكثر احترافا في مجال الرحلات، ووصل عدد المشتركين معه في كل رحلة إلى أكثر من 50 فردا، ما بين أطفال وفتيات وشباب، بعد أن كانوا لا يتعدون الـ10، وأصبح يستعين ببعض المنظمين لتصبح الرحلة أكثر متعة وتنظيميا: "لما العدد كبر مبقتش بقدر أنظم لوحدي فبستعين ببعض المنظمين دون مقابل مادي، فقط الرحلة ببلاش".
سبب نجاح هيثم الحقيقي يكمن في نوعية اختياره للرحلات، فهو لا ينظم رحلات تقليدية مثل الرحلة الشهيرة لمدينة الملاهي أو العين السخنة، بل قرر أن تكون الرحلة للمتعة والمعرفة، رحلاته معظمها تركز على الأماكن التاريخية في مصر الفرعونية والإسلامية والفاطمية والقبطية، حتى وإن كانت رحلة خارج القاهرة فيجب أن يكون بها جزء تثقيفي معرفي.
واستعان هيثم في سبيل تحقيق هذا الجزء المعرفي في رحلاته بمرشدين سياحيين، معظمهم مبتدئين أو حديثي التخرج، لشرح الآثار والمعالم المختلفة التي يزورها خلال رحلاته: "مفيش مرشدين سياحيين بيتواجدوا للمصريين معظمهم للأجانب، والرحلات التاريخية مبيكونش في حد فاهم حاجة، وفي حاجات أصلا منعرفش عنها حاجة، عشان كدة قلت لازم أستعين بمرشد عشان احنا أولى نفهم تاريخنا ونشوفه عن الأجانب".
هكذا تحولت رغبته في رؤية الأصدقاء إلى مشروع لا يزال في مرحلة التطور، يقف هيثم على عتبة الآمال، يرغب في استكمال هذا المشروع الذي لم يأتِ بخاطره: "شركة سياحة هدفها المعرفة والتثقيف والتنظيم الجيد، ثم يأتي الربح".
ولا يزال هذا المشروع مقابله المادي بسيط، فهيثم يعتمد على دخله من عمله كمهندس، كأي شاب مصري يريد أن يكون حرا منطلقا في أعماله، ينجح ليرى كل المصريين آثارهم، ثم يبدأ بإدخال العملة الصعبة، لكن عدم استقرار الأحوال الأمنية بمصر يقف عقبة أمامه: "أكتر ناس بتلغي رحلاتها معايا هم البنات عشان الأمن.. مفيش أمن".