«الوطن»: أسر مصابى «المرقسية» على أبواب الأمل فى المستشفى الأميرى

كتب: حازم الوكيل ومروة مرسى

«الوطن»: أسر مصابى «المرقسية» على أبواب الأمل فى المستشفى الأميرى

«الوطن»: أسر مصابى «المرقسية» على أبواب الأمل فى المستشفى الأميرى

«الإرهابيون يعتبرون ذبحنا كالفراخ حلالاً».. قالها محمد الديب، بينما يراقب ابنه وليد، 19 عاماً، راقداً بين الحياة والموت فى المستشفى الجامعى بالإسكندرية، على أمل أن يسترد عافيته، بعدما أصيب فى انفجار الكنيسة المرقسية، أمس الأول. «الديب» روى لـ«الوطن» تفاصيل إصابة ابنه، «كان وليد يسير قرب الكنيسة فى شارع الفلكى، متوجهاً إلى عيادة أحد الأطباء لحجز موعد لوالدته المريضة، عندما فجر الإرهابى الحزام الناسف، فاختلطت الدماء وتناثرت الأشلاء، دون تمييز بين مسلم ومسيحى».

{long_qoute_1}

فى جولتها داخل المستشفى الأميرى الجامعى، رصدت «الوطن» صف أمن المستشفى للأهالى بعيداً عن المصابين قبل البدء فى إجراء العمليات الجراحية لهم، فيما كست الحسرة والحزن وجوههم، فاضطر معظمهم إلى الوقوف على الأرصفة، فى انتظار كلمة للاطمئنان على ذويهم. بكلمات مخنوقة بالدموع، قالت عزيزة ماجد، والدة أحد المصابين: «لا نريد من الدنيا سوى أن نمشى فى الشوارع بأمان، لكن الإرهابيين لا يريدون أن يتركونا فى حالنا، ربنا ينتقم منهم»، ثم أضافت: «تعبنا من الشعور بالحصار فى كل عيد، ولم نعد نشعر بطعم لأى مناسبة دينية، ولم يعد الأطفال يشعرون بالفرحة فى عيد السعف، بسبب الإرهاب».

أما نهى عارف، فقالت إنها تنتظر الاطمئنان على خالتها المصابة، موضحة: «رغم كبر سنها، وسوء حالتها الصحية، أصرت خالتى على الذهاب إلى الكنيسة للاحتفال بعيد السعف، وقالت لنا قبل أن تذهب: من يدرى ربما تكون آخر مرة أحضر فيها احتفالاً فى الكنيسة، وأكون عند الرب فى السنة المقبلة». وأضافت نهى مستنكرة: «لا أعرف كيف يجرؤ شخص مهما كانت عقيدته وأفكاره على إيذاء الأطفال والعجائز والسيدات؟، كيف يمكن أن يفجر نفسه وسطهم بدم بارد؟، كيف يتصور أحد أنه يتقرب إلى الله بسفك الدماء؟، بالتأكيد هم مرضى ويحتاجون إلى مصحات نفسية».

وفى إحدى زوايا المستشفى الأميرى، جلست نجلاء السيد، 57 عاما، ممددة أقدامها على الأرض من التعب، بعدما قضت ساعات طويلة فى البحث عن ابنها بين المصابين والشهداء والأشلاء، دون أن تجده، فاكتفت بترديد عبارة «أنت فين يا مينا؟.. أنت فين يا بنى؟»، حتى عثرت عليه أخيراً بين المصابين. وروت نجلاء لـ«الوطن» تفاصيل اختفاء ابنها، «مينا كان بجوارى فى الكنيسة، وقال لى إنه سيخرج ليقف مع أصدقائه على أبواب الكنيسة، وبعد لحظات سمعتُ دوىّ الانفجار.


مواضيع متعلقة