مواجهة الإرهاب والتطرف
- أشكال مختلفة
- أعضاء الجماعة
- أمن مصر
- إعلان حالة الطوارئ
- الأفكار المتطرفة
- الإجراءات الأمنية
- الإجراءات الجنائية
- الإرهاب والتطرف
- التصدى للإرهاب
- أخيرة
- أشكال مختلفة
- أعضاء الجماعة
- أمن مصر
- إعلان حالة الطوارئ
- الأفكار المتطرفة
- الإجراءات الأمنية
- الإجراءات الجنائية
- الإرهاب والتطرف
- التصدى للإرهاب
- أخيرة
فى أعقاب اجتماع مجلس الدفاع الوطنى مساء الأحد الماضى، يوم جريمة تفجير كنيستَى مارجرجس بطنطنا والمرقسية بالإسكندرية، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة إلى الشعب المصرى تعهّد فيها بمواصلة الحرب على الإرهاب، طالباً من المصريين التماسك من أجل دحر الإرهاب الذى تقف وراءه جماعات ومنظمات ودول تستهدف أمن مصر واستقرارها. وأعلن الرئيس حالة الطوارئ فى البلاد لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس قومى أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، داعياً مجلس النواب إلى القيام بمسئولياته فى تعديل قانون الإجراءات الجنائية حتى يختصر تلك الإجراءات الطويلة التى جعلت من محاكمة مجرم قاتل وإرهابى عتيد مثل حبارة تستغرق أكثر من ثلاث سنوات. وفى تقديرى أن إعلان حالة الطوارئ سوف يمكّن أجهزتنا الأمنية من التصدى للإرهاب وملاحقة عناصره ويطلق يدها فى التعامل مع الإرهابيين ومموليهم وداعميهم بشكل قوى ومباشر. أما تشكيل المجلس القومى الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف فهو قرار شجاع يأتى للتعامل مع الإرهاب بشكل جذرى، وإذا كان قانون الطوارئ والإجراءات الأمنية تتعامل مع الإرهابى، أى مع المنتَج، فإن المجلس القومى الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف يتعامل مع الأسباب ذاتها أو معامل تفريخ الإرهابيين، فهذا المجلس يُفترض أنه يتعامل مع الأفكار سواء جاءت من خلال العملية التعليمية أو الوعظ والإرشاد أو وسائل الإعلام.
وفى تقديرى أن فكرة المجلس القومى الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف تأتى فى سياق العلاج العلمى والسياسى للإرهاب والتطرف، فعلم الاجتماع يقول إن للتطرف والتعصب ثلاثة مكونات، الأول هو المكون المعرفى. الثانى هو المكون الانفعالى. الثالث هو المكون السلوكى ويتدرّج هذا المكون إلى خمس درجات:
أ- الامتناع عن التعبير اللفظى خارج إطار الجماعة على نحو يعكس سلوك كراهية دفينة.
ب- التجنب والانسحاب من التعامل مع المجموعة أو المجموعات الأخرى رفضاً لها.
ج- التمييز: ويمثل بداية أشكال تطبيق التعصب الفعال.
د- الهجوم الجسمانى: أى الاعتداء البدنى على أعضاء الجماعة.
هـ- الإبادة: وتمثل المرحلة النهائية للعداوة والكراهية وتجسد قمة الفعل العنصرى وتعبر عن نفسها فى شكل مذابح جماعية.
ووفق هذا التصور فإن للتطرف درجات، وللتعبير عنه أشكال مختلفة أيضاً، التطرف يوجد على المستوى الفكرى فى كافة المجتمعات وإن بدرجات متفاوتة، ووفق هذه الرؤية أيضاً فإن عدم وجود اعتداءات جسمانية أو أعمال قتل لا يعنى خلو المجتمع من التطرف، بل تكون الأفكار المتطرفة كامنة على مستوى الفكر، وأسيرة الأحاديث الداخلية، تتحين الفرصة للخروج والتعبير عن حامليها بشكل مفتوح قد يصل إلى جرائم الإبادة. وكثيراً ما يتكشف التطرف الكامن عند الرد على فعل عنصرى مقبل من آخر أو آخرين، لذلك من المهم جداً مواجهة التطرف على المستوى الفكرى، وهى مهمة شاقة تتطلب توافر قناعة فكرية بالقيم الإنسانية وفى مقدمتها المساواة والحرية، قبول التنوع والاختلاف، وتبدأ المواجهة منذ نعومة الأظفار وعبر أدوات التنشئة التى تتشارك فيها الأسرة والدولة. مواجهة التعصب على المستوى الفكرى تحول دون الدخول إلى مراحل تالية ممثلة فى البعدين الانفعالى ثم السلوكى، فالمواجهة على المستوى الفكرى لا تتطلب سوى نشاط فكرى، كما أنه بإمكان الدولة أن تستخدم ما لديها من قدرات من أجل نشر فكر إنسانى عقلانى، فكر يتوافق والمواثيق الأساسية لحقوق الإنسان، فكر يتواءم مع الفطرة السليمة والتوازن النفسى.
ترك الأفكار التمييزية والعنصرية تتطور وتدخل مرحلة «الانفعال» يجعل المواجهة عسيرة للغاية، إذ ينقلها إلى مرحلة السجال والمحاججة، فالمطلوب أولاً إزالة ما فى العقول من أفكار عنصرية متطرفة رافضة لقيم المواطنة والمساواة، قبل تبنى القيم الأخيرة. أما ترك الأمور إلى أن تصل لمرحلة المكون السلوكى (بمراحله الخمس المختلفة التى تتراوح ما بين الامتناع عن التعبير خارج إطار الجماعة والتجنب، وبين ارتكاب المجازر والمذابح) فيعنى أن الخطر قد تفاقم ويتطلب علاجاً مركباً يتضمن شقاً أمنياً، وآخر سجالياً وثالثاً تنويرياً تثقيفياً عبر زرع قيم المواطنة والمساواة أو كل ما له صلة بالفكر الإنسانى النبيل..
ماذا نحتاج فى مصر لمواجهة الإرهاب والتطرف؟