صالون حلاقة «ستيناتى»: على الباب «ناصر» وجوّا «ثورة حتى النصر»

كتب: عبدالله عويس

صالون حلاقة «ستيناتى»: على الباب «ناصر» وجوّا «ثورة حتى النصر»

صالون حلاقة «ستيناتى»: على الباب «ناصر» وجوّا «ثورة حتى النصر»

بين معارض الأجهزة الحديثة والماركات الجديدة وورش الماكينات الصاخبة، وحده يظهر صالون الحلاقة الذى يخطف أعين المارة إلى حقبة زمنية تعود لستينات القرن الماضى، فلا شىء تغير بالصالون.. صورة جمال عبدالناصر فى مكانها تزين باب الصالون، وأعلاها لافتة مكتوبة بالعربية والفرنسية كعادة المحلات فى ذلك التوقيت، وبالداخل شعار «ثورة حتى النصر» باقٍ فى مكانه، ومن حوله الكراسى القديمة والمجلات لتسلية الزبائن.

{long_qoute_1}

يقف «أحمد شفيق» يهذب شعر أحد زبائنه بالمقص والمشط، وأمامه تستقر ماكينة حلاقة يدوية قديمة لم يعد أحد من أبناء كاره يستعملها، إلا أنه يصر على الاحتفاظ بها تحت شعار «من فات قديمه تاه»، ثلاثة كراسى للحلاقة وزعت على المحل الكائن بشارع حسن الشجاعى بعابدين، يعمل عليها «أحمد وفؤاد وإبراهيم»، ثلاثة أشقاء لأب استأجر المكان وحوله إلى صالون فى 1952، وحين كبر أولاده عملوا معه حتى وفاته، وواصلوا مسيرته من بعده، يؤكد «أحمد» الابن الأكبر الذى أتم 52 عاماً، أن تصميم المكان وطبيعته لم تختلف منذ أن أنشأه الوالد: «حافظنا على كل حاجة زى ما هى، من أول الكراسى لحد الأدوات والحوض والمرايات، وعشان كده التنضيف بيكون شبه يومى عشان الحاجة تفضل محتفظة ببريقها»، مشيراً إلى أن الزبائن أيضاً لم يختلفوا كثيراً عن الماضى، فالصيحات الجديدة والقصات المختلفة التى ظهرت مؤخراً، لم يتعلمها أحد من أبناء شفيق سعيد، مؤسس المحل، ولم يطلبها أى من الزبائن القدامى الذين يقصدون المكان دوماً، «الناس تجيلى من التجمع والعبور والهرم والأماكن البعيدة كلها، عشان ده محلهم اللى اتعودوا عليه، ومابقاش ييجى المنطقة هنا غير للحلاقة وبس» يحكى أحمد مفاخراً، ويشير بيده إلى باب المحل: «الباب ده مطبوع عليه الطبعات دى من ساعة ما أبويا عمله، وصورة ناصر لما الباب بيتقفل بتبقى ناحية صورة أبويا الله يرحمه، لأنه كان بيحبه». بعض المشاهير كانوا من زبائن الصالون التاريخى، محمود القصبجى وأحمد عدوية وصولاً للمطرب عبدالباسط حمودة، يضيف: «إحنا لينا تاريخ».

 


مواضيع متعلقة