جروبات «الواتس آب»: قليل من «التسوق».. كثير من «الرغى»

كتب: شيماء البردينى

جروبات «الواتس آب»: قليل من «التسوق».. كثير من «الرغى»

جروبات «الواتس آب»: قليل من «التسوق».. كثير من «الرغى»

«العروض كتير.. شاركينا على الجروب».. لم تفكر الأم كثيراً وهى تمنح البائع رقمها الخاص، ليضيفها مثل أخريات من زبائن السوبر ماركت الشهير إلى جروب «الواتس آب» الخاص بالفرع، ليتسنى لها الاطلاع على العروض أولاً بأول «كل ما ادخل سوبر ماركت وأعرف أن عنده عروض أشارك فى الجروب بتاعه.. إحنا فى عرض المليم».

{long_qoute_1}

8 جروبات للسوبر ماركت التى تتعامل معها، وجروب للعمل، وآخر للنميمة بينها وبين زميلاتها، وجروب للمدرسة التى تلحق بها أطفالها الثلاثة، بخلاف جروب لفصل كل طفل يضم مدرساته وأولياء الأمور، وجروب عائلى يضم الأسرة ويحمل دردشاتهم وتواصلهم الذى عزّ بفعل الانشغال، وجروب لصديقات المدرسة والجامعة يجتمعن عليه من آن لآخر، وأخيراً وليس آخراً جروب لسكان العمارة يتواصلون عليه فى المشاكل التى تفاجئهم مثل «النور المقطوع والفواتير المبالغ فيها والأسانسير العطلان».

حياة كاملة تديرها مروة عبدالتواب، الموظفة بالتضامن، من خلال الواتس آب، لا تضع «مروة» صورة لها على حسابها، تجبناً للمشكلات التى سبق واندلعت بينها وبين زوجها بسبب الجروبات الكثيرة التى تشارك بها «كذا مرة أفهمه أن الجروبات دى موفرة عليا وقت وجهد مش متخيله.. كفاية هرى المدرسة والولاد وطلبات المدرسين.. ومجاملات العيلة، هاشتغل إمتى وأشوف طلبات بيتى إمتى لو مقضتهاش واتس آب؟».. الأمر نفسه تعرضت له شيماء عثمان الأم لطفلين، التى أضافت لكل ما سبق نوعاً آخر «جروب دينى للأذكار والأدعية والأوراد».. «شيماء» الموظفة بإحدى شركات البترول واجهت أزمة مع زوجها «مش عاجبه إنى ماسكة التليفون، لحد ما اتعود.. باطبخ وأذاكر للعيال وأدخل الحمام كمان وأنا باشيّت واتس.. ماعنديش رفاهية الوقت، والتطبيق بيوفر علىّ كتير جداً.. الواتس ده تقريباً معمول للستات، بنخلص به كل مصالحنا، آه لو الباقة خلصت بابقى عاملة زى المجنونة».

لكن ثمة خسائر فى الأمر، يحددها المهندس زكريا عيسى خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فلا عائد مباشراً يعود على المصريين من نمط استخدامهم لتطبيق «الواتس آب»، يؤكد «أعظم الدول تنفق على التكنولوجيا طالما أنها ستحسن الأداء وتسهم فى زيادة الإنتاج.. لا يوجد خلاف على سوء استخدام التكنولوجيا فى مصر»، يؤكد عيسى أن «مؤسسات الحكومة تستخدمه وجاهة فقط، والسيدات يفرغن فيه شحنة الرغى، باعتباره أقل تكلفة، والمستفيد الوحيد من هذه الفوضى فى الاستخدام هو شركات المحمول».


مواضيع متعلقة